إن التكنولوجيا والاتصالات اليوم بعيدة كل البعد عما عرفناه سابقا. شبكات الجيل الخامس والواي فاي وأيضا وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة حينها. هذا التقدم السريع جعل عالمنا الحالي مدعوما بالابتكارات والخدمات الرقمية، مما يفتح الأبواب أمام احتمالات واختراعات جديدة.
إن الذكاء الاصطناعي هو أحد أبرز العوامل التي تبدل قواعد اللعبة اليوم. على سبيل المثال في مدينة باتراس بغرب اليونان، يستخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لخلق ثورات في بيوتنا، من خلال المنازل الذكية المستقبلية.
اليكم لمحة سريعة عن الحياة في هذه المنازل التي صممت خصيصا لكبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، والهدف منها هو الحفاظ على استقلالهم والمساهمة في تخفيف الأعباء عن المجال الصحي والاجتماعي بعد أن تحولت “الرعاية الدائمة” إلى كلمة شائعة في عالم التكنولوجيا.
الرعاية الدائمة
قد تكون المنازل الذكية عالية التقنية التي يتم تصميمها اليوم في باتراس وسيلة فعالة في ظل ازدياد أعداد الأشخاص الذي يعيشون لمدة أطول، ومن خلال المساهمة بالحفاظ على صحة كبار السن وتقديم يد العون لهم خلال أنشطتهم اليومية.
مرآة ذكية
أثناء زيارتكم لهذه المنازل، تجدون مرآة “ذكية” علقت على الحائط من خلال استخدام تقنية التعرف على الوجه، يمكن لهذه المرآة اكتشاف العلامات الدالة على اعتلال صحة الشخص بمجرد وقوفه أمامها.
تقوم المرآة بالقياسات الأساسية، مثل قياس معدل ضربات القلب، والضغط، ويمكنها مراقبة حدقة العين مما قد يشير إلى وجود مشاكل مستقبلية في الكبد أو مشاكل أخرى. ومن ثم تقوم بإرسال جميع المعلومات التي جُمعت وبشكل مباشر إما إلى الطبيب أو إلى أفراد أسرته.
ان البنية التحتية في المستشفيات وقدرتها على التحمل بلغت اليوم حدها الأقصى، وخصوصا بعد أن أنهكتها جائحة كورونا التي اجتاحت العالم أجمع منذ أشهر عدة.
هذا الأمر في المستقبل، سيكون أسوأ لذا، من الواضح أن اي خدمة يمكننا نقلها من المستشفى والقيام بها في المنزل ستكون مفيدة للغاية بالنسبة للمستشفيات والنظام الصحي ككل.
يمكن للأوامر الصوتية الصادرة عن أي شخص متواجد في المنزل فتح وإغلاق الأبواب والنوافذ والتحكم في الأضواء، هذا ويمكن لأجهزة الاستشعار أيضًا مراقبة حركات المقيم، ورصد العلامات المبكرة لأمراض مثل الخرف، بحال تبدلت سلوكياته العادية.
يتم تشغيل المنزل الذكي بواسطة أنظمة سحابية، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي.
يقول نيكولاوس فوروس، أستاذ بجامعة “بيلوبونيز”: “نحن نعلم بحدوث الأشياء. على سبيل المثال بحالة السقوط، نعلم أن السقوط قد حدث، لا توجد بيانات ولا صور ولا مقاطع مصورة للشخص الذي وقع”