في حزيران \ يونيو 2016، بدأت أوكراينر عملها كمشروع إعلامي لمحبي الإعلام الفكري والاكتشافات الجغرافية الغير متوقعة والتعددية الثقافية.
لعدة عقود، كان الأوكرانيون يهاجرون بنشاط أو ينتقلون إلى المدن الكبيرة، تاركين بلداتهم وقراهم تدريجياً دون معرفة أي شيء عنها. لم تصبح قصص المستوطنات الصغيرة حديث وسائل الإعلام، لكنها بقيت في أرشيفات العائلة ومُحيت في النهاية من الذاكرة. لهذا السبب بدأت أوكراينر في سرد القصص عن جميع أنحاء أوكرانيا، وبشكل أساسي للأوكرانيين أنفسهم. فبهذه الطريقة، نسعى إلى إعادة التفكير في السمات التاريخية والقوانين الثقافية لأراضينا؛ الاهتمامات الإثنوغرافية والجغرافية والأنثروبولوجية. نأمل أن يساعد هذا في صياغة قيمة بلدنا لأنفسنا وتطوير المساحة التي نعيش فيها، لا تركها.
تنفتح أوكرانيا للعين المجردة بشكل غير متوقع وممتع وحقيقي في الوقت نفسه. لكن كيف يرى الأوكرانيون بلدهم؟ في كثير من الأحيان، عند العودة من الخارج، أول ما يلفت انتباههم هو رمادية وسلبية المدن الكبرى, ولعدة سنوات منذ إطلاق المشروع، كنا نحكي في الغالب قصصًا تضع أوكرانيا في سياق عالمي، حول التغييرات والانتصارات في جميع مناطق البلاد على مختلف المستويات. وقد قررنا أيضًا تمثيل أوكرانيا في العالم وبمساعدة فريق كبير من المتطوعين، لذلك بدأنا ننشر بالفعل مواد بعدة لغات (الإنجليزية والبولندية والألمانية والتشيكية والجورجية والفرنسية واليونانية)، مسلّطين الضوء على بلدنا تماماً كما يفعل الإعلام العالمي في العادة.
لا بد من القول أنه مازالت السياحة الداخلية في أوكرانيا ضعيفة التطور، كما أن تفرّع نظام النقل غير مكتمل, لدرجة أنه لم يغادر العديد من الأوكرانيين منطقتهم على الإطلاق. ولكن أغلبنا الذين يتنقلون كثيرًا ضمن أوكرانيا قد يلاحظون قلة ما نعرفه عن المناطق المجاورة وعن بلدنا ككل. لذلك، فإن أحد أهداف المشروع هو أيضًا التغلب على الصور النمطية بين المناطق المختلفة من خلال تقديم المعلومات الوافية.
وهذا هو السبب في أننا بدأنا في إنشاء أوكراينر – وهو مشروع إعلامي يهدف إلى فهم وصياغة هويتنا تمامًا ونقلها إلى العالم بأسره على شكل وسائط متعددة يمكن لأي أحد الوصول إليها.
استمرت الحملة الأنثروبولوجية والإثنوغرافية الأولى من حزيران \ يونيو 2016 إلى تشرين الأول \ أكتوبر 2018 وغطت جميع المناطق التاريخية الستة عشر في أوكرانيا – من سلوبوزهانشينا إلى بوديليا، ومن فولين إلى تافريا، باستثناء تلك الأراضي المحتلة مؤقتًا.
يروي أوكراينر قصصًا معرفية حول الزوايا النائية والأشخاص والفنون والأعمال في أوكرانيا. يعمل أكثر من 200 متطوع على هذه القصص من أجلكم، والتي تظهر أوكرانيا كما لم تراها من قبل. شكرا لكم على اهتمامكم بقراءة أعمالنا وعلى دعمكم, فإن مشاركتكم ونشر قصصنا هو أحد أهم معايير نجاح أعمالنا.