الطريق الى عالم الأزياء معروضه طريق طويلة وموصدة يحتاج إلى صبر وجهد إلى تحقيق الأحلام والأهداف، فكل هدف يتغلغل في الدم تشتعل نيرانه لتحقيقه…هذا ما فكرت به الشابتين غلوريا ماريا وشيرلي اللتين حلمتا منذ طفولتهما بأن تعرضا أزياء المصممين الكبار، لكن آثار العنصرية مازال حاجزًا أمام تحقيق حلمهما فهاتين الشابتين سوداوين وفي دولة البرازيل. إلاّ أن الأمل والطموح العاليين لهاتين الفتاتين تحقق في بداية شهر نوفمبر الجاري، ومنذ خلال أسبوع الموضة في ساو باولو الذي يُعد أبرز مواعيد برامج تصميم الأزياء في الدولة الأمريكية الجنوبية.
كان أسبوع الموضة في ساو باولو مختلفًا عن السنة السابقة ليس فقط لأنه كان من خلال بث العروض بالفيديو عبر الإنترنت بسبب جائحة كوفيد-19، بل لأن قوانينه الجديدة التي بذلتها الجمعيات الداعية لتحقيق المساواة العرقية اشترطت أن يكون نصف العارضات المشاركات من ذوات البشرة السوداء، أو من السكان الأصليين. و من خلال هذه القوانين أتاحت للشابتين فرصة الصعود على منصات الأزياء بعد طول انتظار.
فقد كانت دور الأزياء تكتفي بعارضاتها الشقراوات صاحبات العيون الزرقاء، ومن أبرزهن جيزيل بوندشين، مقارنة بأعداد العارضات السوداوات اللاتي تقل أعدادهن ما بين واحدة أو اثنتين، مع أن أكثر من نصف سكان البرازيل من السود.
وقد كانت حادثة مقتل الرجل الأسود البالغ من العمر 40 عامًا (جواو ألبرتو سيلفيرا فريتاس) الذي تعرض للضرب على أيدي رجال الأمن البيض فأدى إلى موته في ليلة الخميس في متجر «كارفور» في بورتو أليغري، أكبر الأثر إلى إشعال نار الفتنة والجدل العنصري في البرازيل.
وفي يوم الجمعة الذي يلي الحادثة صادف العيد الوطني للوعي الأسود. في وقت انتشار الصور القاسية للاعتداء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد ذكرت شيرلي بيتا أن العنصرية منتشرة في يوميات البرازيليين، ومن مظاهرها المعتمة غياب السود عن وسائل الإعلام.
وقالت شيرلي أيضًا التي تبلغ من العمر 21 عامًا والتي سبق لها أن وقفت أمام عدسات مصوّري مجلات «فوغ» و«إيل» و«ماري كلير» الشهيرة «لقد لزمني وقت طويل لأجد نفسي جميلة. لم أر قطّ أشخاصًا مثلي على شاشة التلفزيون».
وكانت شيرلي ذات الوجه الجميل والشعر القصير والوجنتين النافرتين تبيع اللحم المشوي مع والدتها بالقرب من حديقة حيوانات في مسقطها سلفادور دي باهيا (شمال شرق البرازيل) قبل اكتشافها في عام 2018.
وتروي شيرلي «كنا نذهب إلى هناك كل يوم، حتى الأحد، من الصباح إلى المساء».
وفي صغرها، كانت شيرلي تخجل من شعرها المجعّد، وتتذكر قائلة «كنت ألف رأسي بمنشفة لإخفائه».
وترى أن «من المهم أن يدرك الأطفال السود أن لا بأس إذا لم يكن شعرهم أملس، فشعرنا رائع».