كتب/ محمد فهد الشوابكه
مع ارتفاع أعداد المصابين بفايروس كورونا في أوكرانيا يزداد المشهد تعقيدًا، القرارات لم تحسم بعد ما بين مطالبات بفتح البلاد والإغلاق وتصريحات زيلنسكي حول هذا الامر، إلا أن المتابع للمشهد يجد نفسه أمام صورة مشوشة لم تتضح معالمها بعد، الحالات في تزايد والوضع والوبائي يزداد تفشيًا، والاقتصاد عالق ما بين فتح وإغلاق، والآمال كبيرة في انفراج قريب، ليظهر علينا الرئيس فلادميير زيلنسكي بوعود لطمئنة الشعب، وأن احتمالية الإغلاق الشامل ستكون كبيرة، متبعها حسب قوله: “الإغلاق المحتمل في يناير لا يعني أنك بحاجة إلى إلغاء الإجازة المقررة وتسليم التذاكر بالنسبة لمواطني أوكرانيا، ستكون حدود الدولة مفتوحة للمغادرة والدخول”.
توصيات من رئيس الوزراء بعدم الإغلاق في شهر ديسمبر ليكون ردّ الرئيس أن احتمالية الإغلاق موجوده، ولم يحدد الرئيس ما أن تفتح الحدود أمام الأجانب أم ستغلق، إلا أنه اكد أن أي قرار يتخذ سيتم ابلاغ المواطنين الأوكران به قبل التنفيذ بإسبوع؛ لكي يتمكنوا من اتخاذ الإجراءات اللازمة، ليرافق هذه التصريحات قرارات من وزارة الصحة بتخفيض الدول الحمراء مع الحفاظ على اتباع الإجراءات التي تحد من انتقال العدوى.
الضغوطات على الحكومة تزداد كلما اقتربنا من نهاية العام، فالاحتفالات برأس السنة قادمة، هذا يعني أن هنالك تجمعات كثيرة وإجازات في الكوادر الطبية، الوضع يشكل عبء كبير على الحكومة وأجهزتها في حال ازدياد أعداد الحالات، والرهان هنا على أمرين الأول القرارات التي تتخذها الحكومة ووعي المواطن، وهذان الأمران المحور الرئيسي موضع الرهان، فالمواطن وحفاظًا على صحته وسلامته يجب أن يتبع المزيد من الإجراءات الوقائية، والحكومة ليس أمامها خيار إلا الإغلاق، فالمثل يقول “آخر العلاج الكي بالنار”.
خسائر اقتصادية، وعمالة تعاني وقطاعات تصرخ من التدهور، ومطالبات شعبية لعدم الإغلاق، ومواطنين تتدهور أحوالهم المعيشية، ومنشئات اقتصادية أغلقت، نعم هذا جزءٌ مما خلفته الجائحة، ليس في أوكرانيا فحسب بل في العالم أجمع، فلا نريد أن نضع اللوم على الحكومة لإننا بذلك نكون قد أنكرنا جهودها الرامية للحفاظ على صحة وسلامة المواطن، الذي يجب أن يتيقن أنها تعمل لمصلحته.
من وجهة نظرنا أنه من الأفضل الاستعداد دائمًا للأسوأ، لأن التفاؤل الكبير يوهن من عزيمتنا في مواجهة العقبات التي قد تحدث، وهنا سنقف عاجزين أمام هذا الفايروس اللعين.
على المواطن أن يعي ويدرك أن القرارات التي تتخذها الحكومة تصب في مصلحته، وأن الجميع يعمل لأجل صحته وسلامته، العالم يعاني، والضغوطات كبيرة، ونعيش في دائرة الخطر، وكوفيد 19 حقيقة يجب أن نتعامل معها الى أن يجد العالم مخرج منها.
مع اقتراب الأعياد ورأس السنه أوجه رسالة للمواطن، الفرحة قد تستمر لبضع ساعات، لكن إذا أصيب أي شخص بمرض فإن الألم سيرافقه لأيام وشهور وقد يؤدّي بحياته، فلا خير في متعة وفرحة تنتهي بالحزن والألم.
اختم.. التردد في اتخاذ القرارات من قبل الحكومة ليس معيبًا لها ولا لأدائها لأن هذه الجائحة والتغييرات التي أحدثتها ليس في أوكرانيا فحسب بل في العالم جعلت الجميع حائرُا، والقرارات أكثر تغيرًا وإصدارها أكثر صعوبة، فالكلام يسهل على الجميع الحديث به لكن التطبيق على أرض الواقع هو الأهم، والعقل يقول والقلب يتأمل، فلمن نستمع الى العقل أم القلب؟ ونترك الجواب مفتوحًا…