متحف تشيرنوبيل الوطني في كييف.. سجل لكارثة من صنع الانسان

انه وليد المأساة ولسان ينطق لاكبر الكوارث عبر التاريخ البشري التي صنعها الانسان، فالجميع يعلم المأساة التي حدثت في منطقة بريبيات (منطقة كييف) في 26 أبريل 1986 في وحدة الطاقة الرابعة بمحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، كانت هذه المأساة كارثية بالنسبة لاوكرانيا، كان الضرر متفجراً، ودُمر المفاعل بالكامل، وانطلقت كمية كبيرة من المواد المشعة في البيئة، ويعتبر الحادث الأكبر من نوعه في تاريخ الطاقة النووية، سواء من حيث عدد القتلى والمتضررين من عواقبه، أو من حيث الأضرار الاقتصادية.
أعتقد أن هناك العديد من المسافرين الذين يرغبون في زيارة مكان غامض وخطير مثل بريبيات، ورؤية شكل المفاعل في عصرنا الحالي، والتجول في المدينة الخالية والمهجورة، وتكريم ذكرى الموتى؛ ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الاشخاص الذين لا تتاح لهم الفرصة للنظر الخوف في أعينهم من زيارة المكان التي حلت به المأساة، فإنني أقدم خيارًا بديلاً وآمنًا، وهو متحف تشيرنوبيل الذي يقع في كييف.
افتتح المتحف في 26 أبريل 1992 بعد الاستقلال في الذكرى الخامسة لكارثة تشرنوبل، جمع المتحف أكثر من 7000 معروضاً يخبرنا عن أحداث ذلك التاريخ المدمر، وتشمل هذه صور القتلى، ووثائق سرية في ذلك الوقت، وحتى متعلقات المنقذين القتلى والأشخاص العاديين الذين تم إجلاؤهم لاحقًا من المدينة، المتحف مجهز بكل ما هو متعلق بالكارثة ، في شكل ما يسمى بمنطقة الاستبعاد.
عند مدخل المتحف، يتم الترحيب بالزائرين بالشعار: “Est dolendi modus، non est timendi” ، والتي تُرجمت من اللاتينية وتعني “هناك حد للحزن ، ولكن لا يوجد قلق”، بعد ذلك سترى حاجزًا بأضواء ساطعة تنذر بالخطر وتحذر الزائرين من دخول منطقة الخطر. وفوق رؤوسهم لافتات عليها أسماء 76 بلدة وقرية ، التي تم إخلائهم وتوقفوا عن أنشطتهم الحياتية وانتهى وجودهم نتيجة الحادث، في الطريق تستقبلك شجرة تفاح مُقتَلعة – رمز لشجرة الحياة التوراتية.

معروضات المتحف تدون حجم المأساة
يؤدي طريق تشيرنوبيل إلى القاعة الأولى حيث ينتظر الزوار الأيقونسطاس، تحت غطاء الأيقونسطاس، بدلاً من الخط ، يتأرجح قارب بوليسيا، رمز سفينة نوح، وفيه ألعاب أطفال تركها زوار المتحف، بجانب الحاجز الأيقوني يوجد 3 شخصيات من المنقذين يرتدون بدلات واقية وأجهزة تنفس، بعدها صورة لملاكان أجنحتهما على الأيقونسطاس: أبيض وأسود ، الخير والشر، تحت أجنحة الملاك الأبيض “كما لو كانت تحت حمايته” صور أطفال ولدوا بعد الكارثة، على الأجنحة السود – صور من التاريخ الحديث للسبعين عامًا الماضية، سقف القاعة مصنوع على شكل خريطة رمزية للعالم، تضيء عليها أضواء مقلقة محطات الطاقة النووية الموجودة في جميع قارات الأرض، يوجد على جدران القاعة معرض للملصقات الاجتماعية المخصصة للقضايا النووية.
يزودك المتحف بمواد مرئية وصوتية حول أسباب الحادث وعواقبه، نموذجًا لمحطة الطاقة، وهو في حالة جيدة، يعرض معرض المتحف الوطني لتشرنوبيل أيضًا كتابًا إلكترونيًا للذاكرة، يساعد في الحصول على معلومات حول المنقذين الأبطال؛ ستتعرف على المهام التي قاموا بها للتخلص من الحادث وما هي جرعات الإشعاع التي تلقوها، في المتحف ستشاهد حلقات منعكسة من الحياة في منطقة تشيرنوبيل بعد الحادث، تعكس مصير الإنسان، حيث يتشابك العمل الفذ والألم والشجاعة والدموع.
تم إنشاء المتحف الوطني لتشرنوبيل لإعادة التفكير وفهم أسباب وعواقب هذه الكارثة الأكبر في تاريخ البشرية، معارض المتحف لن تترك أي شخص غير مبال، ومضمونة المشاعر القوية

Exit mobile version