بوابة اوكرانيا – كييف في 16مارس 2021
كتب: د. عبدالسلام النابلسي
رئيس الجامعة الاميركية للثقافة والتعليم / بيروت
الحديث هنا عن متحدث لبق وقلم جرئ، لديه خبرات واسعة في معظم مجالات الحياة، يعلم متى وأين يتحدث وماذا يقول، وزيادة على ذلك كله فهو أديب أريب وكاتب فذ، من الاكاديميين الذين ترجموا رؤى المستقبل، باستراتيجية الفوز والنجاح واستحقاق الإنجازات، لم يتوانى يوماً عن المشاركة بفكره وجهده في تحقيق الأهداف التي آمن بها منذ نعومة اظفاره، وحتى الآن.. ليتبوأ مكاناً مرموقاً بين اهل العلم والمعرفة؛ اتسمت شخصيته بحب المعرفة والمثابرة والكفاح لبلوغ الهدف المنشود، انه الأستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي العدوان.. وللعطر افتضاح يا صديقي لا نستطيع إخفاء رائحته الزكية، كنت وما زلت في حياتي كما النسيم العليل عندما يداعب وريقات الأشجار المتندية في الصباح…
فمن رحم سهول ام الدنانير وبين تلالها المكسوة بالخضرة ولد سلطان لأسرة اردنية بلقاوية عدوانية مكافحة لا جل تنشأت ابناءها لتخرج لنا رجل نقي السريرة دمث الاخلاق تربى على مبادئ وقيم؛ الفضائل عمادها، لتلتصق بهذا الفتى التساق السيف بالغمد، متخذا منها نهجاً يسير عليه في مستقبله، وتكون الشعاع الذي ينير دروبه…
لقد ادرك هذا الفتى مبكراً اهمية العلم ، واضعاً نصب عينيه هدفه الذي يسعى اليه، وكأني به سمع شعر امير الشعراء احمد شوقي:
العلم يبني بيوتا لا عماد لها .. والجهل يهدم بيت العز والكرم
وأبت الحياة الا ان تلين للعظماء وتجعل من اراضيها مداساً لهم ليصلوا الى احلامهم وطموحاتهم، فامتطى صهوة الصعاب ليُنيخها على شواطئ النجاح، انها مسيرة علم ومعرفة لصديق جمعتني به اجمل ايام، شهادتي بك يا ابا يزن مجروحة ولن تفيك الكلمات حقك مهما طالت، ولكن اريد ان استعرض بعض الجوانب الخفية من مسيرة حياتك، ليسدل بك الباحثون عن النجاح، وكيف يستطيع الانسان البسيط ان يروض الظروف ويواجه التحديات ويكون منارة علم يشار اليها بالبنان.
محطات مشرقة من حياة ابن القرية الريفية الصغير “ام الدنانير” الواقعة شمال عمان ابن الشيخ توفيق أبو عرابي العدوان، كل محطة منها تحتاج منا الى سرد مطول ولكن بالمجمل ولان المقام لا يتسع للإسهاب والاطالة سأخبر من لا يعرف الدكتور سلطان ان بدايات حياته التعليمية كانت متواضعة لأبعد الحدود كحال أبناء الأردن الذين كانوا يواجهون الصعاب في التعلم، فاكمل دراسته في هذه القرية الصغيرة ونجح وتفوق في جميع المراحل ليتأهل بعد ذلك للدراسة في الجامعة، والجميع يعرف الأعباء التي تشكلها الدراسة على الاسرة الأردنية ذات الدخل المحدود، الى أن حصل على اعلى المؤهلات العلمية.
الدكتور سلطان ابو عرابي العدوان من الرجال القلائل العصاميين الذين بنوا أنفسهم بأنفسهم معتمدين على ذكائهم الفطري وموروثاتهم الاجتماعية، فكان أكبر دافعاً لنجاحاته نظرات والدية واهل قريته التي كانت تترقب تفوق ابنهم، الذي لم يخذلهم في يوم من الأيام، فكان عند حسن ظنهم.
التحدي والإصرار لحظة فارقة في حياة ا.د. سلطان، فقد استطاع ان يتجاوز كل التحديات التي كانت تعتري طريقة الاكاديمي والمهني بل يتغلب عليها ليواصل طريق التميز والريادة، فالمراقب له يجد ان نجاحاته تسابق تفكير المتابع له، شخصية فريدة استطاع ان يكون ذو بصمة في علوم الكيمياء التي تخصص بها ليخدم البشرية جمعاء، فعندما يكون العالم محب لعلمه فان النجاح سيكون حليفه وهذا ما كان لصديقي الذي افتخر وافاخر به العالم.
لمن لا يعرف وكوني قريباً من أبا يزن ، فكان أعظم الإنجازات التي حققها من وجهة نظره هي رسمه الطريق امام ابناءه محققين النجاح في حياتهم العلمية والمهنية متسلحين بالعلم والمعرفة والقيم السامية التي ورثها اباهم عن اجداده.
نعم هذه قصة نجاح لصديق لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب بل هي قصة كفاح لعالم واصل الليل بالنهار بكل عزيمة وإصرار متحدياً كل الصعاب لصعود السلم الأكاديمي والإداري فأستحق ان يكون على قمة الهرم وان يترأس عدة جامعات اردنية مرموقة أبرزها جامعة اليرموك وكذلك تسلم مناصب قيادية عديدة منها الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، وهو منصب يحتاج الى جهدٍ كبير وعملٍ متواصل ومهارة عالية في الادارة وحنكة في الدبلوماسية، وهي صفات اجتمعت في الدكتور سلطان ابو عرابي العدوان ساهمت في استمرار ولايته في هذا المنصب لسبع سنوات، حاز خلالها على محبة وتقدير كل من حوله، فقد استطاع بعطائه المتواصل أن يبني جسور التعاون في ما بين الجامعات العربية واستطاع تأسيس شراكات واتحاداتٍ مع الهيئات العلمية والاتحادات الجامعية والأكاديمية العالمية.
اليوم وانا اكتب هذه الكلمات أحمل بين ثنايا قلبي وفي وجداني صداقة اعتز بها على مر السنين صداقة حقيقة تربطني بأخي العزيز الدكتور سلطان أبو عرابي العدوان واحد من عظماء التعليم ومن جهابذة الاكاديميين هو الصديق الحقيقي الذي يحرص على الإيفاء بوعوده معك ولا يكذب عليك ويحترمك ويقدرك ويدافع عنك في غيابك يقف بجانبك وقت الشدة وفي أصعب ظروف حياتك ولا يتخلى عنك ابدا
حديثي عن قصة حياته وكفاحه تروي رواية نجاح بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى…. فهي تحمل بين ثناياها إرادة وعزيمة جعلت منه كتابا يدرس في البذل والعطاء والجد والاجتهاد والعزم والاصرار والتي تكللت بولادة عملاق من عمالقة السلك الاكاديمي قلما تجد نظير له، فهو أستاذ يستحق التقدير والإعجاب وان تنحني له القامات احتراما وتقديرا لشخصه الكريم فقد استطاع أن يشق طريقه بكل عصامية لترسم رواية نجاح واقعية تعلن عن مولد عملاق من عملاقة السلك الاكاديمي فقد تمسك بحلمه وقبض عليه كالقابض على الجمر فكان له ما اراد وتحول الحلم الى واقع جميل جاء ليرسم قصة نجاح بدات بحلم لتعلن عن مولد عالم من علماء هذا الزمان.
وأخيرا
صديقي الأستاذ الدكتور سلطان ابو عرابي العدوان المثخن بالأفكار، لقد جاد الزمان علينا بالصداقة الحقيقية فهنيئا لنا بها.. اخي وصديقي لقد عرفتك نشمياً شهماً شجاعاً في كل المواقف … خير رفيق في السفر … صاحب قلب لا يبغض … كريماً في عطائه … عاشقاً لوطنه… قصة نجاحه عبرة .
بارك الله في علمك وعملك… حفظك الله ورعاك
اقرأ ايضا : لقاء مع رئيس الجامعة الامريكية للثقافة والتعليم الدكتور عبد السلام النابلسي
س.ر(بوابة اوكرانيا)-اخبار التعليم