بوابة أوكرانيا- كييف 7 ابريل 2021 انتهت المحادثات الأخيرة بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النيل الضخم الذي تبنته أديس أبابا دون إحراز أي تقدم ، وهذا الفشل من المرجح أن يؤجج التوتر الإقليمي ويزيد من فرص الأعمال العدائية. وفي بيان للخارجية المصرية ألقي باللوم على إثيوبيا في فشل المفاوضات التي عقدت في كينشاسا ، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية. و أضافت ان إثيوبيا رفضت مرة أخرى اقتراحاً سودانياً مصرياً بأن تتوسط الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في المحادثات المتعثرة. و رفضت إثيوبيا أيضًا اقتراحًا مصريًا بأن يتولى رئيس الكونغو، فيليكس تشيسكيدي ، مسؤولية المفاوضات بمشاركة مراقبين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، كما كان الحال في العام الماضي. و أصدر السودان بيانًا منفصلاً يرد في الغالب على البيان الصادر عن مصر. وقالت إن الفشل في إحراز تقدم يرجع إلى عناد إثيوبيا. و قالت أن اثيوبيا رفضت بحزم كل الخيارات والتسويات البديلة التي اقترحها السودان. وجاء في البيان المصري أن المحادثات فشلت في التوصل إلى صيغة لاستئناف مفاوضات جوهرية. و هذا الموقف يكشف مرة أخرى غياب الإرادة السياسية من جانب إثيوبيا للتفاوض بحسن نية, إنه موقف صعب سيزيد من تعقيد أزمة سد النهضة ويزيد التوتر في المنطقة. و تعتقد مصر والسودان أن اللجنة الرباعية الدولية يمكن أن يكون لها تأثير أكبر من تأثير الاتحاد الأفريقي بمفرده. وقد رعى الاتحاد الأفريقي المحادثات خلال العام الماضي دون إحراز أي تقدم. وتتهم الدولتان إثيوبيا بشراء الوقت حتى يتم تشغيل السد ، الذي اكتمل بالفعل بنسبة 80 في المائة ، بشكل كامل. و تشعر مصر بالقلق من أن السد الكهرمائي سيقلل بشكل كبير من حصتها الحيوية من مياه النهر ، مما يؤدي إلى القضاء على عشرات الآلاف من الوظائف وتعطيل التوازن الغذائي الدقيق لسكانها البالغ عددهم 100 مليون نسمة. و أضاف السودان إن إثيوبيا يجب أن تشارك البيانات الخاصة بملء وتشغيل السد لتجنب الفيضانات القاتلة في منطقته الشرقية وتعطيل سدود النيل المولدة للطاقة. في حين قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن المحادثات في كينشاسا توفر “الفرصة الأخيرة” للاتفاق على صيغة بعد مفاوضات استمرت عقدًا من الزمن.
في حين قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن المحادثات في كينشاسا توفر “الفرصة الأخيرة” للاتفاق على صيغة بعد مفاوضات استمرت عقدًا من الزمن. وجاء تعليقه قبل ساعات من بدء المحادثات ، حيث قالت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخيرة بأن بلاده تريد التوصل إلى اتفاق من خلال الدبلوماسية لكنها لن تتفاوض إلى أجل غير مسمى. كما و أصدر السيسي الأسبوع الماضي تهديدًا مستترًا بأن بلاده قد تستخدم القوة لتأمين حصتها من المياه ، قائلاً إنه لا ينبغي لأحد أن يعتقد أنها بعيدة عن متناول “قدرات” بلاده. و أكد أنه لا يمكن لمس مياه مصر, و إن لمسه خط أحمر ورد فعلنا إذا تم لمسه سيؤثر على المنطقة بأكملها. وقد أقام حلفاء السودان ومصر بالفعل في الأشهر الأخيرة علاقات عسكرية وثيقة ، وأجريا مناورات حربية ووقعتا اتفاقية تعاون. و يسعى كلاهما إلى اتفاق ملزم قانونًا بشأن ملء خزان السد ، فضلاً عن معالجة الجفاف المستمر والنزاعات المستقبلية. لكن إثيوبيا تقول إنها ستمضي قدما في يوليو بتعبئة ثانية وأكبر بكثير قد تصل الى 13.5 مليار متر مكعب ، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف حجم التعبئة الأولى, بغض النظر عما إذا كان قد تم التوصل إلى اتفاق. ومضت إثيوبيا قدما في التعبئة الأولى في يوليو / تموز الماضي دون إخطار القاهرة أو الخرطوم. و لم يؤثر هذا الملء على مصر لأنها استفادت من فيضان وفير ملأ خزان سد أسوان الكبير بسعة قريبة. لكن السودان قال إن التعبئة عطلت مرافق معالجة المياه ، مما تسبب في انقطاع مياه الشرب استمر أيامًا في أجزاء من البلاد.و أضافت السودان يوم الثلاثاء إن التعبئة الثانية تشكل خطرا حقيقيا وغير مقبول. و هذا العناد الإثيوبي قد يجبر السودان على النظر في جميع الخيارات الممكنة لحماية أمنه وأمن شعبه ضمن حدود القوانين الدولية.
اقرأ أيضا: عودة الملاحة الى قناة السويس … والتحقيق مع طاقم السفينة