هل استطاعت القبة الحديدية في إسرائيل التصدي للصواريخ الفلسطينة؟
بوابة اوكرانيا – كييف في 14 مايو 2021 – يشتد القصف بين القوات الاسرائيلية والفلسطينية وسط مخاوف من “حرب شاملة” قد تعصف بالعالم.
ومنذ يوم الاثنين اطلق الجيش الفلسطيني من حركة حماس اكثر من الف صاروخ على الاراضي الاسرائيلية معظمها عبر تل ابيب وحولها .
بعد ان شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على قطاع غزة قتلت خلالها عشرات الأشخاص.
ولكن إسرائيل لم تتاثر كما كان مخطط له فلديها درع قوي يحمي البلاد من الصواريخ التي تطلقها حماس من قطاع غزة – وما يسمى ب “القبة الحديدية”.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، اعترض هذا النظام الصاروخي 850 صاروخا وألغاما من أصل 050 1 صاروخا تم إطلاقها.
ويمكنك أن ترى فعاليته من خلال عرض الصور ومقاطع الفيديو المختلفة التي تظهر كيف يدمر الدرع العديد من الصواريخ في الهواء في نفس الوقت.
ومع ذلك، مثل أي نظام دفاعي آخر، فإن “القبة الحديدية” لا تضمن الحماية بنسبة 100 في المائة من الضربات، ويحذر الخبراء من أن الهجمات الأكثر قوة يمكن أن تقوض فعاليتها.
كيف تعمل “القبة الحديدية”
تعد ” القبة الحديدية ” جزءا من نظام الدفاع العملياتي الشامل للدفاع الجوي الاسرائيلي .
وتتمثل مهمتها في حماية البلد من القذائف التسيارية وصواريخ كروز والقذائف وغيرها من التهديدات الجوية.
وقد تم تطويره من قبل شركة رافائيل لنظام الدفاع المتقدم المحدودة، وهي شركة خاصة لها علاقات في القوات المسلحة الإسرائيلية، والتي تصمم أنظمة الدفاع الجوي والبحري والبري.
حيث تم تطوير القبة بتكلفة قدرها 200 مليون دولار.
هذا ويؤكد المطور أن هذا النظام المضاد للصواريخ الأكثر شيوعا في العالم وفعاليته تتجاوز 90٪.
وتتألف بطارياتها من صواريخ اعتراضية ورادارات وأنظمة تحكم تحلل المكان الذي يمكن أن تصيب فيه قذيفة معادية.
وتتميز تكنولوجيا الرادار أي من الصواريخ يمكن أن تصل إلى المناطق السكنية في المدينة، والتي لن تصيب الهدف.
وبعد ذلك ، يقرر النظام أي منها يجب اعتراضه وتطلق هذه الصواريخ الاعتراضية من محطات متنقلة أو ثابتة، ثم تمزق القذائف في الجو.
لماذا تم تثبيته؟
تعود قصة ظهور “القبة الحديدية” إلى الصراع الذي اندلع بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» الإسلامية اللبنانية في عام 2006.
وفي ذلك الوقت، أطلق «حزب الله» آلاف الطلقات، مما أسفر عن مقتل عشرات الإسرائيليين وإلحاق أضرار واسعة النطاق بالبلاد.
بيد ان جهود اسرائيل لتطوير درع صاروخي موجودة منذ اكثر من ثلاثة عقود وتستند الى التعاون العسكري مع الولايات المتحدة .
وفي عام 1986، وقعت إسرائيل عقدا مع الولايات المتحدة للبحث في أنظمة الصواريخ كجزء من مبادرة الدفاع الاستراتيجي لإدارة رونالد ريغان.
وبعد خمس سنوات، كثف القادة الإسرائيليون جهودهم لتطوير النظام وقد حدث ذلك عندما أمر الرئيس العراقي صدام حسين بإطلاق صواريخ سكاد على إسرائيل خلال حرب الخليج الأولى.
واعتبارا من بداية عام 2010، تم اختبار “القبة الحديدية” بنجاح من قبل الجيش الإسرائيلي.
وفي نيسان/أبريل 2011، خضع لفحص قتالي للمرة الأولى، وأسقط صاروخا أطلق عبر بلدة بئر السبع في جنوب البلاد.
مساوئ
ومنذ يوم الاثنين، انطلقت صفارات الإنذار في عدة مدن إسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب والعسقلان وموديين وبيرشيبا، مما يشير إلى اقتراب الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة.
ووفقا للخبراء فان المسلحين الفلسطينيين يريدون تحميل نظام الدفاع اسرائيلي القوي فوق طاقته .
وفي السياق قالت مراسلة الدفاع والامن الاسرائيلية آنا ارونهايم ان “سماع مئات الصواريخ الاعتراضية والصواريخ تسقط في مكان قريب امر فظيع”.
هذا واشتدت نيران الصواريخ بعد تدمير مبنيين سكنيين في قطاع غزة يوم الثلاثاء.
وقالت اسرائيل انها استهدفت مواقع اطلاق القذائف وناطحات السحاب والمبانى ومباني المكاتب التى تستخدمها حماس .
يذكر أن “القبة الحديدية” كانت تعكس في الماضي حوالي 85٪ إلى 90٪ من الصواريخ التي أطلقتها حماس.
ومع ذلك، ووفقا لنتائج دراسة أجراها المحلل في صحيفة جيروزاليم بوست جون جيريمي بوب، فإن “القبة الحديدية” قادرة على التعامل مع ضربات حماس، لكنها قد تواجه صعوبة مع جماعات أكثر تعقيدا مثل «حزب الله» يمكنها إطلاق الصواريخ بشكل أسرع.
ويقول بعض الخبراء، بمن فيهم يواف فرومر، وهو عالم سياسي في جامعة تل أبيب الإسرائيلية، إن هذا الدرع التكنولوجي يوفر آلية لحل قصير الأجل للصراع العميق.
ولسنوات عديدة على التوالي، ما زلنا محاصرين في نفس حلقة العنف التي لا نهاية لها.
ومن المفارقات وليس بمحادتنا أن نجاح “القبة الحديدية” ساهم في أخطاء السياسة الخارجية التي أدت إلى هذا التصعيد في العنف.
ويضيف الخبير أن “نجاح “القبة الحديدية” في خدمتنا في شكل حماية “كافية”، على الأقل بشكل غير مباشر، يشير إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تتمكن من وضع استراتيجية حازمة تهدف على الأقل إلى تحييد تهديد حماس”.
ووفقا لما ذكره فرومر، وبسبب الحماية التي يوفرها هذا النظام، لم يتعرض رئيس الوزراء نتنياهو قط لضغوط جماهيرية كبيرة للمطالبة بتشكيل سياسات من شأنها القضاء على التهديد ذاته من قطاع غزة.
اقرا ايضا:حي الشيخ جراح في القدس… القصة كاملة