يوم الاستقلال… ميلاد دولة سلام

محمد فهد الشوابكه

محمد فهد الشوابكه

بقلم : محمد فهد الشوابكه

تحتفل اوكرانيا في كل سنة في الـ 24 من اغسطس بعيد الاستقلال إحياءً لذكرى نيل استقلالها؛ حيث يشكل الرابع والعشرون من اغسطس في كل عام مصدراً للفخر والاعتزاز لدى الشعب الاوكراني، اذ انه يحوي بطياته الكثير من المعاني السامية، لدولة تسعى للسلام والوئام.
ومنذ 24/ 8/1991 وما ان يدور الزمان عاماً بعد عام ويحل علينا شهر اغسطس برائحته المعطرة بعبق التاريخ وعبير الاستقلال حتى نستشعر معه بعظمة هذا اليوم من تاريخ الامة الاوكرانية، ليصبح الرابع والعشرون من اغسطس يوم يُسجل في تاريخ اوكرانيا الحديثة، حيث الانجازات التاريخية التي صنعها الشعب الاوكراني ذو البصيرة النافذة.
فمع بزوغ فجر الرابع والعشرون من اغسطس واعلانه ميلاد دورة جديدة تتفتح الازهار معلنة عن ولادة دولة جديدة، عمادها ونهجها، الديميقراطية والتاخي واحترام الاخر, نعم انها المناسبة الاغلى على قلوب الجميع بما تحمله من القيم والمفاهيم والدلالات، فعيد الاستقلال هو يوم يعيد الى ذاكرتنا تاريخاً عريقاً من التطور والازدهار سطره الاباء والاجداد وسار على نهجه الابناء.
ففي عام 1931 ولدت اوكرانيا الحديثة، والتي استطاعت أن تواجه كل الصعاب والتحديات، وأن ترسخ أركانها وتأخذ مكانها المتميز في العالم الحديث، مرتدية ثوب السلام والحب والعطاء، وكدليل على أن الشعب الاوكراني قادراً على تحقيق البناء الحقيقي للدولة العصرية؛ لم تأتِ هذه الانجازات من فراغ بل كان وراءها جهد كبير وفكر خلاق وهمة رجال عظماء تحدوا الصعاب، ليرسموا اجمل اللوحات لمستقبل بلادهم على الرغم من التحديات التي تواجههم.
ويأتي يوم الاستقلال كيوم خاص ومميز ليس فقط للإوكرانيين فحسب؛ بل لجميع من يعشق اوكرانيا والسلام, كحصاد محبة وخير زرعهما مؤسسوا اوكرانيا ومن ثم تبع خطاهم ابناؤهم في بناء دولة عصرية تنطلق في مقوماتها من رسالة إنسانية عالمية قوامها حب الخير وتسعى إلى بناء جسور التسامح والسلام مع الجميع.
فعيد الاستقلال منارة تضيء للأجيال القادمة طريقهم ويجسد تاريخ اوكرانيا، نعم هذا العام نحتفل بمضي ثلاثون عاماً على الاستقلال، احتفالاً ممزوج بفرحة وألم؛ الفرحة بالتحرر ونيل الاستقلال وما رافقه من مشاعر العالم نحو اوكرانيا، فها نحن نرى اطول ناطحة سحاب في العالم “برج خليفة” يتوشح بعلم اوكرانيا، ترافقه اعزوفة النشيط الوطني الاوكراني، وها هو علم اوكرانيا يرتفع فوق مدينة فيلادلفيا الامريكية “اول عاصمة لامريكا”، واذا بنا نشاهد ونستمع للعالم اجمع يهنيء اوكرانيا بالاستقلال، مشاعر تجعلنا نقف بتأمل لما يحدث كل ذلك؟.. ببساطة هكذا يكافيء العالم اوكرانيا المحبة والسلام… وألم يعتصر قلوب الاوكرانيين تجاه القرم ومناطق النزاع وما احدثته من جراح في قلوب ابناء اوكرانيا ومحبي السلام.
المشهد الذي رأيناه في يوم الاستقلال، رسالة واضحة للعالم ان اوكرانيا دولة سلام ومحبة، وتأكيداً على حقها فيما سلب منها من ارض، وعلى ضرورة لم شمل ابناء اوكرانيا في دولة واحدة يرفرف في سماؤها علم واحد بلونيه الاصفر والازرق.
من هنا… ان رسالة اوكرانيا في يوم عيد الاستقلال للعالم واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.. فعلى العالم ان يضافر جهوده لعودة القرم الى الحضن الاوكراني وبقية المناطق المتنازع عليها، والمسيطر عليها من قبل مجموعة من الخارجين عن القانون، ومن الواجب دعم الموقف الاوكراني صاحب الحق في وحدة ارضه وشعبه.

Exit mobile version