بوابة أوكرانيا -كييف- 27 نوفمبر 2021-يدلي الجزائريون بأصواتهم يوم السبت في انتخابات محلية تعتبر أساسية في مساعي الرئيس عبد المجيد تبون لطي صفحة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة الذي استمر عقدين.
لكن على الرغم من الحملات الرسمية التي تحث الجزائريين على “ترك بصمتهم”،لم يثر التصويت على المجالس البلدية والمحلية سوى القليل من الاهتمام العام.
يتوقع المراقبون إقبالاً ضعيفاً،كما هو الحال مع سلسلة من الأصوات ضعيفة الحضور منذ حركة الحراك الاحتجاجية المؤيدة للديمقراطية التي أطاحت ببوتفليقة من السلطة في أبريل / نيسان 2019.
قال المحلل محمد حناد إن حكام الدولة الواقعة في شمال إفريقيا يحاولون “فرض إرادتهم رغم النتائج المحرجة للانتخابات السابقة”.
لكنه قال إن الناخبين رأوا في التمرين “تفويضا انتخابيا مجردا من أي مضمون سياسي”.
وستكون انتخابات السبت هي الثالثة في البلاد في عهد تبون،الذي تعهد بإصلاح مؤسسات الدولة الموروثة عن بوتفليقة،الذي توفي في سبتمبر عن 84 عامًا.
تنتخب المجالس المحلية الجزائرية ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ في البرلمان الوطني،مع قيام الرئيس بتعيين الباقي.
لكن بينما تقول الهيئة الانتخابية الوطنية ANIE إن أكثر من 15000 مرشح يتنافسون،فإن الحملات الانتخابية كانت صامتة.
قال رضوان بوجمعة،أستاذ الصحافة بجامعة الجزائر،إن التصويت كان مجرد “محاولة لتنظيف واجهة المجالس المحلية من خلال تغيير أعضائها،لإفادة الطبقة الحاكمة”.
وقال: “السياسة في الوقت الحالي تقتصر على الشعارات التي تدعي دخول البلاد حقبة جديدة،فيما تشير كل المؤشرات إلى عكس ذلك”.
تم انتخاب تبون في اقتراع مثير للجدل تمت مقاطعته على نطاق واسع في 2019 بعد أشهر من تنحي بوتفليقة تحت ضغط من الجيش وتجمعات الحراك.
وقد تعهد “ببناء مؤسسات الدولة على أساس متين” والقطع مع الانتخابات المحلية والإقليمية في عهد بوتفليقة التي شابتها مزاعم واسعة النطاق بالتزوير.
شهد حكم تبون حملة قمع على الصحفيين ونشطاء الحراك،حتى عندما قام بتعبئة تحركات سياسية رئيسية كرد فعل على “الحراك المبارك” ودعواته للإصلاح.
كما واجه أزمة دبلوماسية مع فرنسا المستعمرة للجزائر.
لكن تبون قال يوم الجمعة في مقابلة تلفزيونية إن “هذه العلاقات يجب أن تعود إلى طبيعتها بشرط أن يتصورها الطرف الآخر (فرنسا) على قدم المساواة دون استفزاز”.
وقال المحلل حنّاد إن النخبة الحاكمة منذ استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962،كانت تستخدم شعارات حول التغيير لفرض أجندتها دون إشراك قوى سياسية أخرى.
ومرر الرئيس دستورًا معدلًا في نوفمبر 2020،ووافق عليه أقل من 24 بالمائة من الناخبين،وأشرف على انتخابات برلمانية شارك فيها 23 بالمائة فقط من الناخبين.
لكن تبون،رئيس الوزراء السابق في عهد بوتفليقة،قلل من أهمية الإقبال وقال إن السؤال الرئيسي هو ما إذا كان النواب يتمتعون بالشرعية.
على الرغم من المقاطعة المعلنة من قبل حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض (RCD)،يقف نشطاء الحزب على قوائم مستقلة،ويقومون بمواجهة مع جبهة القوى الاشتراكية المنافسة في منطقة القبايل والتي غالبًا ما تشهد امتناعًا كبيرًا عن التصويت.
شدد رئيس الهيئة الانتخابية محمد الشرفي على جهود الهيئة لزيادة الإقبال.
لكن بوجمعة قال إن القضية الرئيسية المطروحة هي “التحديات الاقتصادية والاجتماعية الضخمة للعام المقبل”،محذرا من أن القوة الشرائية للجزائر يمكن أن “تنهار”.
وقال “تظهر عدة مؤشرات أن السلطة (النخبة الحاكمة) ليس لديها رؤية ولا استراتيجية للاستجابة للأزمة”.