بوابة أوكرانيا -كييف- 20 ديسمبر 2021- قال شهود من رويترز إن مئات الآلاف من الأشخاص خرجوا في مسيرة إلى القصر الرئاسي في العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، احتجاجًا على الانقلاب العسكري الذي وقع في 25 أكتوبر / تشرين الأول، وأطلقوا وابلاً من الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية من قوات الأمن.
تمكن بعض المتظاهرين من الوصول إلى بوابات القصر ودعا منظمو الاحتجاج المزيد للانضمام إلى اعتصام مخطط هناك بعد غروب الشمس. ولم تتمكن رويترز من التحقق من عدد الذين تمكنوا من الوصول إلى القصر. وأظهرت لقطات فيديو حية من ظلوا يتعرضون للغازات الشديدة.
وكان اندلاع الاحتجاجات، تاسع مظاهرة كبرى منذ الانقلاب وواحدة من أكبر المظاهرات، إيذانا بإحراق مبنى للحزب الحاكم في 2018 مما أدى إلى اندلاع انتفاضة شعبية أدت إلى الإطاحة بالرئيس الإسلامي عمر البشير.
استمرت الاحتجاجات ضد الانقلاب حتى بعد إعادة رئاسة الوزراء الشهر الماضي، حيث طالب المتظاهرون بعدم المزيد من المشاركة العسكرية على الإطلاق في الحكومة في الانتقال نحو انتخابات حرة.
وسار المتظاهرون على الطريق الرئيسي المؤدي للقصر وهم يهتفون “الشعب أقوى والتراجع مستحيل” فيما اندفع البعض إلى الشوارع الجانبية لتفادي وابل الغاز المسيل للدموع.
ولم ترد تقارير فورية عن وقوع اصابات او اعتقالات.
وقال شهود من رويترز إنه رغم إغلاق قوات الأمن الجسور فوق نهر النيل المؤدية إلى العاصمة في ساعة مبكرة من صباح الأحد، تمكن المحتجون من عبور جسر يربط بين مدينة أم درمان ووسط الخرطوم، لكنهم قوبلوا بغاز مسيل للدموع بكثافة.
وشاهد شهود من رويترز محتجين يعبرون جسرا من بحري شمالي الخرطوم إلى العاصمة.
وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجات في عدة مدن أخرى منها بورتسودان والدين ومدني وكسلا.
وأغلق الجيش المشترك وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في ساعة مبكرة من صباح الأحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى المطار ومقر الجيش وانتشروا بكثافة حول القصر الرئاسي.
كما أغلق المتظاهرون الطرق المؤدية إلى المسار الرئيسي للمسيرة. وكان بعضهم يحمل أعلامًا سودانية وصورًا لمتظاهرين قُتلوا في المظاهرات في الأشهر القليلة الماضية. وكان آخرون يوزعون أقنعة COVID-19 ويحملون نقالات تحسبا لإصابة الجرحى.
وتقول اللجنة المركزية للأطباء السودانيين إن 45 شخصا قتلوا في حملات قمع ضد المتظاهرين منذ انقلاب 25 أكتوبر تشرين الأول.
وهذه هي التاسعة في سلسلة من المظاهرات ضد الانقلاب، والتي استمرت حتى بعد أن وقع الجيش صفقة في 21 نوفمبر مع حمدوك، الذي كان قيد الإقامة الجبرية، وأفرج عنه ومعتقلين سياسيين بارزين آخرين.
وحذر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، مساء السبت، في بيان من أن ثورة السودان تواجه انتكاسة كبيرة وأن التعنت السياسي من جميع الأطراف يهدد وحدة البلاد واستقرارها.
تقاسم الحزبان السياسيان العسكري والمدني السلطة منذ إطاحة البشير. لكن الاتفاق الذي أعاد حمدوك إلى منصبه أثار غضب المتظاهرين الذين رأوه في السابق رمزا لمقاومة الحكم العسكري ونددوا باتفاقه مع الجيش باعتباره خيانة.
تطالب الأحزاب المدنية ولجان مقاومة الأحياء التي نظمت عدة احتجاجات حاشدة بحكم مدني كامل تحت شعار “لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية”.
وقال شهود إن الناس وصلوا ليل السبت وفجر الأحد في قوافل حافلات من ولايات أخرى، بما في ذلك شمال كردفان والجزيرة، للانضمام إلى الاحتجاجات في الخرطوم.