بوابة أوكرانيا -كييف- 9 يناير 2022- عقد البرلمان العراقي الجديد جلسة افتتاحية ساخنة الأحد، بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية التي فاز بها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، صانع الملوك المحتمل في الحكومة المقبلة.
من المتوقع أن يكون للصدر، البالغ من العمر 47 عامًا، الذي كان يومًا ما ميليشيا مناهضة للولايات المتحدة ولديه عدد كبير من الأتباع، الكلمة الرئيسية في من سيتولى منصب رئيس الوزراء المقبل، وهو المنصب الذي يشغله الآن مصطفى الكاظمي.
وشهد يوم الأحد أداء اليمين الدستورية لأعضاء البرلمان المكون من مجلس واحد وعددهم 329، والذين سيتعين عليهم الآن انتخاب رئيس، وهو منصب مخصص للسنة. قالت عدة مصادر برلمانية إن فترة ما بعد الانتخابات شابتها توترات ومزاعم بالتزوير، واندلع خلاف يوم الأحد بين نواب تحالف الإطار التنسيقي الشيعي وخصومهم من التيار الصدري.
وقال التلفزيون العام ان النائب محمود المشهداني الذي ترأس الجلسة نقل الى المستشفى. وقالت وكالة الانباء العراقية الرسمية ان حالته “مستقرة”.
وقال مصدر برلماني طلب عدم ذكر اسمه إن المشهداني “أغمي عليه”.
وأظهرت مقاطع فيديو صورها نواب نواب يتشاجرون فيما بينهم.
تم تعليق الجلسة لأكثر من ساعة قبل استئنافها.
برز الصدر باعتباره الفائز الأكبر في انتخابات 10 أكتوبر، والتي أجريت قبل عدة أشهر كتنازل لحركة احتجاج مؤيدة للديمقراطية.
وحصلت حركته، التي خاضت الانتخابات بعد أن عكس دعوة أولية لمقاطعة الانتخابات، على 73 مقعدًا من 329 مقعدًا.
وقال النائب الكردي مثنى أمين إن جلسة الأحد “بدأت بشكل طبيعي” لكن إطار التنسيق زعم أنه أكبر تحالف في البرلمان بـ 88 مقعدا.
وقال أمين لفرانس برس إن المشهداني “طلب التحقق من المعلومات، وبعد ذلك تعرض للإيذاء”، دون أن يوضح ما إذا كان دخوله المستشفى مرتبط بالحادث.
في غضون 30 يومًا من جلسته الافتتاحية، يجب أن ينتخب البرلمان رئيسًا للجمهورية.
يجب على الرئيس الجديد بعد ذلك تعيين رئيس وزراء يتم اختياره من قبل أكبر ائتلاف ولديه 30 يومًا لتشكيل الحكومة.
ويتوقع بعض الخبراء والسياسيين تشكيل فريق حكم جديد بحلول آذار (مارس) في الدولة الغنية بالنفط التي مزقتها الحرب والتي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة.
وقد قال الصدر مرارًا وتكرارًا إنه يريد الخروج من التقليد السياسي العراقي المتمثل في حكومة “توافق” لبناء حكومة أغلبية بدلاً من ذلك.
وهذا يعني بناء أغلبية حاكمة تعين رئيس وزراء وحكومة من بين صفوفها.
وفاز خصوم الصدر الموالون لإيران في تحالف الفتح، الجناح السياسي للتحالف شبه العسكري الموالي لإيران، حاشد الشعبي، بـ17 مقعدًا فقط في الانتخابات، مقارنة بـ 48 مقعدًا في البرلمان السابق.
اتهم أنصار الحشد الشعبي أن التصويت شابه “تزوير”، لكن المحاكم رفضت استئنافهم بإلغاء الانتخابات. ولمّح الصدر إلى أنه يفضل التحالف مع المجموعتين السنيتين العظم والتقدم، والحزب الديمقراطي الكردستاني. ومنصب رئيس الوزراء تاريخيًا يذهب إلى شيعي، في ظل النظام العراقي غير الرسمي للحصص الدينية والعرقية السارية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بالديكتاتور صدام حسين. اتسمت فترة ما بعد الانتخابات بعدم الاستقرار والعنف.
وتظاهر أنصار الحشد الشعبي بغضب خارج المنطقة الخضراء شديدة الأمن في بغداد التي تضم البرلمان ومباني حكومية أخرى والسفارة الأمريكية.
نجا الكاظمي دون أن يصاب بأذى عندما استهدف هجوم لم يُعلن عنه باستخدام طائرات مسيرة مسلحة منزله في 7 نوفمبر / تشرين الثاني.