بوابة أوكرانيا -كييف- 19 يناير 2022- تلقت اليونان يوم الأربعاء ست طائرات رافال جديدة من فرنسا في صفقة أسلحة بمليارات اليورو تزعم أثينا وباريس أنها تعزز القدرات الدفاعية للاتحاد الأوروبي، لكن يُنظر إليها بشكل أساسي على أنها تتعارض مع الطموحات التركية في البحر المتوسط.
وهبطت الطائرات الحربية الست في قاعدة تاناغرا الجوية، على بعد حوالي 70 كيلومترا شمال أثينا، بعد التحليق فوق الأكروبوليس، برفقة طائرات ميراج اليونانية التي سبق شراؤها من فرنسا.
وقعت اليونان وفرنسا في الأصل صفقة بقيمة 3 مليارات دولار (2.5 مليار يورو) في يناير الماضي لشراء 18 طائرة رافال – 12 مستخدمة وستة جديدة – كجزء من برنامج أسلحة مزدهر لمواجهة الطموحات التركية.
وأعقب ذلك في سبتمبر اتفاق دفاع للمساعدة المتبادلة يتضمن شراء أثينا لثلاث فرقاطات من طراز Belharra.
كما أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن خطط لشراء ست طائرات رافال إضافية، وبذلك يصل إجمالي الطلبية إلى 24.
ومن المقرر تسليم السفن في عامي 2025 و 2026، بقيمة حوالي 3.4 مليار دولار.
اليونان لديها خيار شراء فرقاطة رابعة.
وانتقدت تركيا، التي لها تاريخ وعلاقات مضطربة مع اليونان المجاورة لها في حلف شمال الأطلسي، صفقة الدفاع باعتبارها تهدد “السلام والاستقرار الإقليميين”.
كشفت شركة ميتسوتاكيس في عام 2020 عن برنامج شراء الأسلحة الأكثر طموحًا لليونان منذ عقود بعد مواجهة خطيرة مع تركيا بشأن موارد الهيدروكربون والنفوذ البحري في المياه قبالة سواحلها.
وقبل ذلك بشهر، أرسلت تركيا سفينة استكشاف وأسطولًا صغيرًا للبحرية لإجراء أبحاث زلزالية في المياه التي تعتبرها اليونان ملكًا لها بموجب معاهدات ما بعد الحرب.
على عكس الحلفاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، دعمت فرنسا بقوة اليونان وقبرص في ذلك الوقت، وأرسلت سفن حربية وطائرات مقاتلة إلى شرق البحر المتوسط.
جاء اتفاق الفرقاطة 2021 بعد أقل من أسبوعين من تأثر باريس بإلغاء أستراليا عقدًا لشراء غواصات فرنسية لصالح اتفاقية دفاع جديدة مع بريطانيا والولايات المتحدة.
وأشاد الرئيس إيمانويل ماكرون بالاتفاق باعتباره دفعة كبيرة لطموحات الاتحاد الأوروبي الدفاعية.
قال ماكرون في ذلك الوقت إن الاتفاق مع اليونان يمثل “خطوة أولى جريئة نحو الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي”، مضيفًا أنه يجب على الأوروبيين “التوقف عن السذاجة” فيما يتعلق بالمنافسة الجيوسياسية.
وقال ماكرون إن بيع الفرقاطة لم يكن من المفترض أن ينظر إليه على أنه تهديد لأنقرة، ولكنه وسيلة لضمان الأمن بشكل مشترك في البحر المتوسط وكذلك في شمال إفريقيا والشرق الأوسط والبلقان.
وشكك حزب سيريزا اليساري المعارض الرئيسي، الذي صوت ضد الاتفاق، في البنود التي تتطلب من اليونان دعم العمليات العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل التي مزقتها الحرب في إفريقيا.