بوابة أوكرانيا -كييف- 28 فبراير 2022- صوّت مجلس الأمن الدولي يوم امس الأحد على مشروع قرار يقضي بعقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة للتوصية بعمل جماعي بشأن الوضع في أوكرانيا، بعد يومين من إسقاط قرار مماثل برعاية 81 دولة باستخدام حق النقض الروسي.
ويمكن أن يشمل الإجراء المحتمل استخدام القوة المسلحة، لكن هذا لم يحدث أبدًا في تاريخ الأمم المتحدة.
وهذه هي المرة الأولى منذ 40 عامًا التي يتم فيها اتخاذ قرار بعقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة المكونة من 193 عضوًا، والمرة الحادية عشرة فقط منذ إنشاء الأمم المتحدة.
حيث تم تقديم مشروع القرار من قبل الولايات المتحدة وألبانيا، وهما صاحبا القلم بشأن أوكرانيا. وهو ما يسمى بقرار “متحدون من أجل السلام”، والذي يسمح لمجلس مسدود بإحالة الوضع المعني إلى الجمعية العامة.
وسيتطلب التصويت أغلبية ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والتصويت الإيجابي لتسعة أعضاء فقط في مجلس الأمن. ثم تم اعتماد قرارات الجمعية العامة تاريخياً على الرغم من التصويت السلبي من قبل عضو دائم.
ويجادل القرار بأن عدم وجود إجماع بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بشأن الأزمة الأوكرانية قد منع أهم هيئة في الأمم المتحدة من ممارسة مسؤوليتها الأساسية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
وصوت 11 عضوا بالمجلس لصالح القرار مع امتناع الصين والإمارات والهند عن التصويت. رفضت روسيا ذلك.
هذا وجرى التصويت يوم الأحد وسط هجوم واسع النطاق شنته القوات العسكرية الروسية على مدن رئيسية في أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
وأفادت تقارير هذا الصباح أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على إجراء محادثات مباشرة على حدود بيلاروسيا.
ورحب نائب المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، بهذا الإعلان، وجدد دعوته لوقف الأعمال العدائية والحوار باعتباره السبيل الوحيد للمضي قدما.
وشدد أبو شهاب على أن حماية المدنيين في أوكرانيا يجب أن تظل أولوية قصوى.
وقال: “يجب أن يتمكن المدنيون الذين يحاولون الوصول إلى بر الأمان من المغادرة دون عوائق”، مضيفًا أنه من الأهمية بمكان أن تصل المساعدات إلى المحتاجين.
وفي شرحها للتصويت، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إن أعضاء المجلس الذين يدعمون القرار يدركون أن هذه “ليست لحظة عادية”، وهي لحظة تدعو إلى “إجراءات غير عادية لمواجهة هذا التهديد لنظامنا الدولي و نفعل كل ما في وسعنا لمساعدة أوكرانيا وشعبها “.
واضافت إن الاستجابة تشمل كلاً من المساعدات الإنسانية لملايين الأوكرانيين المحتاجين والدعم العسكري، و “محاسبة المعتدي الوحيد، روسيا، على أفعالها”، تعهدت “بعدم السماح للفظائع بالانزلاق”.
ودعت توماس جرينفيلد أعضاء المجلس إلى أن يستلهموا شجاعة الأوكرانيين وأن يبحثوا عن قدرة الشعب الأوكراني على الصمود “في مواجهة البنادق والجنود والقنابل والصواريخ الروسية.”
كما رحبت “بشجاعة الأوكرانيين للجلوس والتحدث (و) رغبتهم المستمرة في المشاركة في محادثات السلام”.
من جانبه قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أمام المجلس إن المحاولات الغربية لتجاهل مخاوف بلاده الأمنية بشأن توسع الناتو تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة.
وقال إن الأزمة الحالية اندلعت ليس نتيجة إطلاق العمليات العسكرية في أوكرانيا ولكن قبل ثماني سنوات عندما “غضت الطرف عن أنشطة القوميين الأوكرانيين” في منطقة دونباس الشرقية.
من جهته قال سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة، سيرجي كيسليتسيا، إنه من المقلق للغاية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لجأ اليوم إلى الابتزاز النووي المفتوح”، وحث العالم على أخذ تهديد بوتين “على محمل الجد”.
واضاف كيسليتسيا إن الروس فقدوا حتى الآن 4300 فرد مع أكثر من 200 أسروا حرب.
واكد على أن حكومته أنشأت خطاً ساخناً – “تعال حياً من أوكرانيا” – لأقارب الجنود الروس الذين ليسوا على علم بمكان وجودهم. واتهم روسيا بعدم الاعتراف بهذه الخسائر.
وكرر الممثل الدائم للهند تي إس تيرومورتي دعوته إلى وقف فوري للعنف. وقال “ليس هناك من خيار آخر سوى العودة إلى الحوار”، داعيا إلى احترام وحدة أراضي “جميع الدول”.
اما سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون فقد اشار الى إن الأولوية القصوى الآن هي أن “تمارس جميع الأطراف ضبط النفس لمنع تدهور الوضع”.
ورحب تشانغ بالإعلان عن محادثات محتملة بين روسيا وأوكرانيا على حدود بيلاروسيا، كما أعرب عن دعم الصين “لحوار على قدم المساواة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا”.
ومن المقرر أن تبدأ جلسة الاثنين الساعة 10 صباحًا في نيويورك (1500 بتوقيت جرينتش) ومن المتوقع أن تستمر طوال اليوم على الأقل.
وبحسب دبلوماسيين، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذلك، وسيضم مسؤولين من وكالات الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية واللاجئين.