كيف سيؤثر هجوم بوتين لأوكرانيا على مصير روسيا
اعداد وترجمة بسام عبد القادر
بوابة أوكرانيا – كييف – 12 مارس 2022- ليس من الصعب على المتابع للشأن الأوكراني وخاصة الصراع في الشرق احتدام الحوار الدبلوماسي والتهديدات التي اطلقها بوتين أن يتوقع أن الحرب قادمة لا محالة، من جانب آخر واصل الرئيس الأوكراني فلاديميير زيلينسكي مساعيه للانضمام الى حلف شمال الأطلسي”الناتو” وهو ما جعل بوتين يضرب اخماسا باسداس ويسارع الى غزو أوكرانيا متعللا بالقيام بعملية خاصة قد يكون سببها المباشر ايمانه المطلق بأن روسيا واوكرانيا شعب واحد ذو عرق واحد وهو ما ترفضه أوكرانيا، ايمانًا منها بحقها في الاستقلال والحرية وتقرير المصير .
هي شرارة انطلقت فجر الرابع والعشرين من فبراير ليستيقظ سكان أوكرانيا على صوت صافرات الإنذار بدلاً من زقزقة العصافير معلنة بدء الغزو الروسي على أوكرانيا.
هذا وبتحليل لمقال نشره المؤرخ والكاتب الصحفي البريطاني نيل فيرجسون “مصير أوكرانيا وبوتين يعتمد على 7 قوى تاريخية” ، فإن ما حصل في أوكرانيا لم يكن أمراً عرضيًا بل هو أمر مُعد له في التاريخ، كما آن الآون قد فات للتكهن بما هو آت، ولكن من وجهة نظر الكاتب فإن هنالك 7 أحداث تاريخية جارية لا نعلم من هي الأسرع.
وفي المقال يتسائل الكاتب هل ستفوز روسيا؟ هل ستنتصر أوكرانيا؟هل يمكن للعقوبات أن توقفها؟ هل يستطيع بوتين التحول إلى الأسلحة النووية؟ هل الصين مع الحرب أم السلام؟ وبحسب الكاتب فان الماضي يقدم أدلة، لكنه لا يطرح إجابات محددة.
ومع هبة الغرب لنجدة حليفهم أوكرانيا تتابعت العقوبات تلو العقوبات وبدأنا نرى النتائج بانهيار الروبيل وخروج الشركات من روسيا واحدة تلو الاخرى.
وبحسب ما جاء في مقال الكاتب حين طرح سؤال تبعه بجواب حول اذا ما كانت روسيا ستسقط كييف في أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع أم لا؟
فكان جوابه على سؤاله :سمعت ذات يوم إن الغزو الروسي لأوكرانيا يمكن أن يتحول إلى “نزاع مجمّد”.
واضاف أعتقد أن هذا يشبه إلى حد كبير الصراع الأول في الحرب الباردة التي لن تنتهي ما بين الشرق والغرب، فهي صراع متجدد يوم بعد يوم.
واستطرد القول وهناك سبب للاعتقاد بأن هذا يتحول إلى نسخة بوتين من حرب الشتاء الستالينية ضد فنلندا في نوفمبر 1939، عندما واجه الجيش الأحمر مقاومة أكثر صرامة مما كان متوقعًا من الفنلنديين.
(كان الفنلنديون هم من اخترعوا كوكتيل المولوتوف، الذي سمي على اسم وزير خارجية الاتحاد السوفياتي فياتشيسلاف مولوتوف.)
ومن ناحية أخرى، يبدو أن وسائل الإعلام الغربية حريصة بشكل على تغطية أخبار إخفاقات روسيا ولا تولي اهتمامًا كافيًا للحقيقة القاسية المتمثلة في أن الغزاة يواصلون الهجوم على أكثر من جبهة.
كما لا يوجد اعتراف كافٍ بأن الجنرالات الروس أدركوا بسرعة أن خطتهم أ قد فشلت وتحولوا إلى الخطة ب – القصف الهائل للمدن الرئيسية، وهو سيناريو مألوف من الحروب الروسية السابقة في الشيشان وسوريا.
هذا ويمكن أن يكون الغزو السوفيتي لأفغانستان، الذي بدأ في ديسمبر 1979، مثالاً أفضل من حرب الشتاء مع فنلندا.
والسبب في تصعيدها إلى مثل هذه الكارثة التي طال أمدها للجيش الأحمر هو أن المجاهدين الأفغان تم تزويدهم بالأسلحة الأمريكية بشكل جيد.
اليوم، يتلقى الأوكرانيون أيضًا كمية كبيرة من المعدات صواريخ Stinger المضادة للطائرات، وأسلحة Javelin المضادة للدبابات، وطائرات TB2 التركية بدون طيار، والتي يصل معظمها الآن عبر الحدود من بولندا.
من جانب آخر فان العقوبات المفروضة على روسيا يجعلها غير مسبوقة.
وتشبه الى حد كبير أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وخلاصة الأمر من الصعب التكهن بنتيجة الحرب وفيما اذا كانت ستمتد إما أن تنتهي قريبا، أو ستتفاقم الى صراع عالمي أو نووي، إلا أن هنالك أمر واحد يمكننا الإقرار به هو أن روسيا لم تعد ذلك الدب الذي يشكل امبرطورية الشرق “حلف وارسو” فالاتحاد الروسي قد قسم ووارسو قد انهار وما بقي منه مجرد رماد، من هنا فإن بوتين قد اخطأ في غزو أوكرانيا التي أظهرت نقاط ضعف روسيا التي وقعت في المصيدة.