بوابة أوكرانيا – كييف – 20 مارس 2022-قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن حصار روسيا لمدينة ماريوبول الساحلية كان “إرهابًا سيبقى في الأذهان لقرون قادمة”، بينما قالت السلطات المحلية إن الآلاف من السكان هناك قد تم اقتيادهم بالقوة عبر الحدود.
وقال مجلس المدينة في بيان على قناته على تلغرام في ساعة متأخرة من مساء امس السبت، “خلال الأسبوع الماضي، تم ترحيل عدة آلاف من سكان ماريوبول إلى الأراضي الروسية”.
وقالت أوكرانيا إن القوات البرية الروسية أحرزت القليل من التقدم الأسبوع الماضي، وركزت جهودها بدلاً من ذلك على الضربات بالمدفعية والصواريخ – غالبًا في المراكز الحضرية.
واكد المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش على إنه كان هناك هدوء نسبي خلال اليوم الماضي، مع “عدم وجود ضربات صاروخية على المدن (الأوكرانية) عمليًا” وأضاف أن الخطوط الأمامية “مجمدة عمليا”.
هذا وتسبب قصف ماريوبول في أنقاض المباني وقطع الإمدادات المركزية من الكهرباء والتدفئة والمياه، وفقا للسلطات المحلية.
ولا يزال عمال الإنقاذ يبحثون عن ناجين في مسرح ماريوبول الذي تقول السلطات المحلية إنه سويت بالأرض بسبب الضربات الجوية الروسية يوم الأربعاء. روسيا تنفي ضرب المسرح.
وقال مجلس مدينة ماريوبول إن القوات الروسية قصفت مدرسة ماريوبول للفنون يوم السبت حيث كان يحتمي بها 400 ساكن لكن عدد الضحايا لم يعرف بعد. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه المزاعم بشكل مستقل. وتنفي روسيا استهداف المدنيين.
وقال زيلينسكي إن حصار ماريوبول يعد جريمة حرب.
وقال في برنامج إذاعي في وقت متأخر من ليلة امس: “القيام بذلك لمدينة مسالمة … إرهاب سيبقى في الذاكرة لقرون قادمة”.
واكد على إن محادثات السلام مع روسيا ضرورية رغم أنها ليست سهلة وممتعة.
هذا ودقت صفارات الإنذار عبر المدن الأوكرانية اليوم وقالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخ كروز أطلقت من سفن في البحر الأسود وبحر قزوين، وكذلك صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت من المجال الجوي لشبه جزيرة القرم.
حيث تتحرك الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أسرع بخمس مرات من سرعة الصوت، كما أن سرعتها وقدرتها على المناورة والارتفاع تجعل من الصعب تعقبها واعتراضها.
وأكد متحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية الهجوم وقع في منطقة إيفانو فرانكيفسك الغربية، لكنه قال إن الجانب الأوكراني ليس لديه معلومات عن نوع الصواريخ المستخدمة.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك إن سبعة ممرات إنسانية ستفتح يوم الأحد لتمكين المدنيين من مغادرة مناطق الخطوط الأمامية. وقال فيريشوك يوم السبت إن أوكرانيا أجلت حتى الآن ما مجموعه 190 ألف شخص من هذه المناطق.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (UNHCR) إن 902 مدنياً على الأقل قتلوا في أوكرانيا حتى منتصف ليل السبت.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن القتال شرد عشرة ملايين شخص، من بينهم قرابة 3.4 مليون فروا من البلاد كلاجئين.
كما تكبدت القوات الروسية خسائر فادحة، وتوقفت طوابير طويلة من القوات التي كانت تحاصر العاصمة كييف في الضواحي.
وفي هذا السياق قال الجيش الأوكراني اليوم إن الخسائر القتالية لموسكو شملت 14700 جندي و 476 دبابة.
وكان من المقرر أن يلقي زيلينسكي، الذي وجه نداءات متكررة للحصول على مزيد من المساعدة من الخارج، كلمة أمام البرلمان الإسرائيلي عبر رابط فيديو الساعة 1600 بتوقيت جرينتش.
هذا و أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مكالمات عديدة مع كل من بوتين وزيلينسكي في الأسابيع الأخيرة لمحاولة المساعدة في حل النزاع.
المحادثات السياسية قال وزير خارجية تركيا، وهي دولة أخرى تسعى إلى الوساطة، إن روسيا وأوكرانيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا “الحاسمة” وكادتا أن تتفقا على بعض المواضيع. كما قال مولود جاويش أوغلو إنه يأمل في وقف إطلاق النار إذا لم يتراجع الجانبان عن التقدم الذي أحرزوه نحو التوصل إلى اتفاق. قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم السبت، إن موسكو تتوقع أن تنتهي عمليتها في أوكرانيا بالتوقيع على اتفاق شامل بشأن القضايا الأمنية، بما في ذلك الوضع المحايد لأوكرانيا، حسبما أفادت وكالة إنترفاكس.
وأفادت كييف وموسكو عن إحراز بعض التقدم في المحادثات الأسبوع الماضي نحو صيغة سياسية من شأنها أن تضمن أمن أوكرانيا، مع إبقائها خارج الناتو، على الرغم من أن كل جانب اتهم الآخر بإبطاء الأمور.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا يمكن أن تقبل الضمانات الأمنية الدولية التي لم تحقق هدفها الطويل الأمد للانضمام إلى الناتو. كان هذا الاحتمال أحد مخاوف روسيا الأساسية المعلنة.