الإمارات والكونغو تبحثان فرص تنويع التجارة وتحفيز استثمارات القطاع الخاص في قطاعات البنية التحتية والطاقة المتجددة والتعدين والزراعة

خلال منتدى الأعمال الإماراتي الكونغولي الذي استضافته غرفة دبي

>> ثاني الزيودي: الكونغو وجهة اقتصادية مهمة في وسط إفريقيا وتمتلك سوقاً غنية بالموارد الطبيعية والفرص الواعدة.. ونتطلع إلى توسيع التعاون التجاري والاستثماري بما يخدم مجتمع الأعمال في الدولتين الصديقتين

>> جيان تونجب: تقدير عالمي وإفريقي لمنجزات دولة الإمارات ونطمح في الارتقاء بالشراكة الاقتصادية بين البلدين في مختلف القطاعات ذات الاهتمام إلى آفاق جديدة

·        5.2 مليار درهم قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين في 2021 بنمو قياسي نسبته 34% مقارنة بعام 2020.. وقفزة في الصادرات وإعادة التصدير

بوابة أوكرانيا – دبي، 21 مارس 2022- نظمت وزارة الاقتصاد اليوم منتدى الأعمال الإماراتي الكونغولي، برئاسة معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي جيان لوسيان تونجب وزير التجارة الخارجية في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وحضر المنتدى الذي استضافته غرفة دبي عدد من المسؤولين الحكوميين ومسؤولون من مركز دبي للسلع المتعددة، ومجموعة موانئ دبي العالمية، وممثلون عن القطاع الخاص والشركات الاستثمارية من البلدين.

وأكد معالي ثاني الزيودي خلال كلمته الافتتاحية في المنتدى، أن دولة الإمارات حريصة على تنمية علاقاتها مع بلدان القارة الإفريقية باعتبارها من أكثر الأسواق العالمية تنوعاً بالفرص الواعدة للتجارة والاستثمار، مشدداً على متانة العلاقات المشتركة والروابط الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومشيراً إلى أن مجالات التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين آخذة في النمو والازدهار، وأن دولة الإمارات تتطلع إلى توسيع آفاق هذا التعاون بما يخدم الأجندة التنموية ومجتمعي الأعمال في البلدين في شتى المجالات.

منصة للشراكة

وقال معاليه: “إن منتدى التعاون الإماراتي الكونغولي يعد منصة حيوية بالغة الأهمية لاستكشاف فرص الاستثمار الواعدة في أسواق البلدين، ولا سيما في تنويع سلع التجارة واستكشاف آفاق الاستثمار أمام الشركات الإماراتية في أسواق جمهورية الكونغو، وبالعكس بما يخدم أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة لكلا البلدين”.

وأضاف معاليه أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تعد شريكاً تجارياً بالغ الأهمية لدولة الإمارات في منطقة وسط إفريقيا، باعتبارها إحدى أكثر الدول الإفريقية سكاناً وأكبر دول إفريقيا جنوب الصحراء مساحة، وكذلك إحدى أغنى دول العالم بالموارد والثروات الطبيعية والمعدنية والأراضي الزراعية، الأمر الذي يجعل منها سوقاً واعداً ومتنوع الفرص، ويفتح آفاقاً واسعة للتعاون في قطاعات التجارة والاستثمار في البنى التحتية والخدمات اللوجستية والتعدين والتصنيع والزراعة والطاقة المتجددة وغيرها.

حوافز استثمارية

وأطلع معاليه مجتمع الأعمال المشارك في المنتدى من جمهورية الكونغو على أحدث المستجدات في بيئة الأعمال المتطورة في دولة الإمارات وأبرز التشريعات الاقتصادية التي استحدثتها الدولة في إطار رؤيتها للخمسين عاماً المقبلة، وفي مقدمتها السماح بالتملك الأجنبي للشركات بنسبة 100%، إضافة إلى الحوافز والمزايا المقدمة للشركات من أجل استقطابها للسوق الإماراتي الواعد والغني بالفرص، وترسيخ مكانة الإمارات في قلب الاقتصاد العالمي باعتبارها بوابة حيوية لنفاذ الصادرات إلى أسواق المنطقة وآسيا وإفريقيا، وتعزيز جاذبيتها السياحية بشكل مستدام.

مكانة الإمارات

من جهته أكد معالي جيان لوسيان تونجب وزير التجارة الخارجية في جمهورية الكونغو الديمقراطية عن تقدير دولته والعالم أجمع لدور الإمارات ومكانتها قائلاً لقد باتت دبي مقصداً عالمياً ونموذجاً متميزاً في مختلف المجالات التنموية، مؤكداً أهمية توقيت انعقاد الملتقى في وقت ما زال العالم يشعر بتداعيات جائحة كوفيد – 19، والتي أثرت سلباً على التجارة والاستثمار العالميين.

وأضاف معاليه: “لا شك أنه من خلال تعاوننا مع شريك قوي هو دولة الإمارات فإننا نتطلع لاستعادة فرص النمو والنجاح والتعافي، مؤكداً توافر فرص هائلة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في قطاعات اقتصادية محددة جيدًا، بما فيها التعدين والطاقة والبنية التحتية والزراعة والصناعة والسياحة ومصايد الأسماك والبيئة، الأمر الذي يجعل من الكونغو واحدة من الوجهات المفضلة للاستثمارات الواعدة على المدى القصير والمتوسط ​​والطويل.

وأشار معاليه إلى ما تتميز به الكونغو الديمقراطية من موقع جغرافي مركزي في قلب القارة الإفريقية مما يمنحها دور الارتباط ليس فقط بين الدول التسعة المحيطة بها ولكن أيضًا بين مختلف أرجاء القارة، وبالتالي توسيع سوقها المحلي، وأنها موطن لثلثي الغابات الاستوائية الإفريقية ولديها تنوع كبير في الموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط وغاز الميثان والنحاس والكوبالت والذهب والألماس والكولتان والمعادن والمعادن الثمينة الأخرى، مضيفاً أنه على المستوى الديموغرافي والجيوسياسي، ومع بلوغ سكان البلاد 100 مليون نسمة معظمهم من فئة الشباب، تشكل جمهورية الكونغو الديمقراطية سوقًا استهلاكيًا كبيرًا وتوفر فرصاً واعدة لأي مستثمر محتمل، باعتبارها ثالث أكبر سوق في إفريقيا من حيث المساحة والسكان.

شراكة ثنائية

من جهة أخرى، أكد سعادة عبد الله محمد المزروعي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة في كلمته أهمية العلاقات الثنائية بين الإمارات والكونغو الديمقراطية في ظل نمو قنوات الترابط التجاري والاقتصادي خلال الفترة الماضية، مؤكداً تحقيق بيئة ومجتمع الأعمال الإمارات نجاحات خلال 50 عاماً مضت دعمت بقوة مسيرة التنمية في الدولة في ظل الاستفادة من التسهيلات والبيئة الداعمة للاستثمارات والأعمال التي وفرتها دولة الإمارات للمستثمرين، حيث البنى التحتية المتكاملة والأطر التشريعية المنظمة والقاعدة المتطورة في وسائل التقنية الحديثة.

وأضاف المزروعي: إننا في غرف التجارة والصناعة بالإمارات، سنسعى من خلال مذكرة التفاهم الموقعة في اكتوبر 2021 مع اتحاد الأعمال الكونغولي إلى تعزيز فرص الاستثمار والأعمال بين البلدين بحيث يأتي انعقاد هذا الملتقى اليوم ليكون خطوة إضافية نحو بناء علاقات ثنائية متميزة بين بلدينا الصديقين والتي شهدت تطوراً متسارعاً خلال السنوات الخمس الماضية في كافة المجالات.

فرص واعدة

من جهته أكد ألبرت يوما موليمبي، رئيس اتحاد الأعمال الكونغولي (FEC) في كلمته أهمية المنتدى باعتباره إطارًا ملائمًا لتعزيز علاقات الشراكة بين مجتمعي الأعمال في دولة الإمارات والكونغو، مشيداً بالتطور الذي شهدته علاقات دولة الإمارات مع بلاده ومع القارة الإفريقية عموماً خلال العقد الماضي، مما جعل من دولة الإمارات ودبي منصة مالية ووجهة تجارية للشركات في القارة الإفريقية، ومشيراً إلى أن أكثر من 21000 شركة إفريقية لها فروع أو مكاتب تمثيل في دبي. وأضاف: “نتاجاً للإمكانيات الاقتصادية وفرص الأعمال المتاحة لبلدنا، فإن هناك توقعات بزيادة حركة التبادلات والاستثمارات المربحة للطرفين”. وأشار إلى أن اتحاد الغرف في الكونغو الديمقراطية يضم أكثر من 3000 شركة تعمل في جميع أنحاء إقليم جمهورية الكونغو الديمقراطية، مؤكداً تطلع قطاع ومؤسسات الأعمال الوطني في الكونغو لتعزيز العلاقات واكتشاف المزيد من فرص الشراكة وتأسيس الأعمال بين البلدين.

البيئة الاستثمارية

بدورها، استعرضت هند اليوحة مديرة إدارة جذب الاستثمار والمواهب بوزارة الاقتصاد محفزات البيئة الاستثمارية في دولة الإمارات والتشريعات الاستثمارية الصادرة مؤخراً كمشاريع الخمسين وقمة الاستثمار وغيرها من المبادرات الريادية، فضلاً عن استعراض المؤشرات الاقتصادية والتنافسية العالمية التي توضح مكانة الدولة كإحدى أفضل الوجهات لمزاولة وتأسيس الأعمال والاستثمار.

وقد شهدت أعمال المنتدى عقد اجتماعات متعددة بين رجال الأعمال حيث التعرف على خطط الشركات في البلدين وتعزيز التفاهمات بشأن إمكانية تنمية الأعمال على الصعيدين الاستثماري والتجاري، والمشاورات لتأسيس أعمال مشتركة وفهم الاسواق في البلدين وخطط التوسع القائمة والمقبلة.

مؤشرات التبادل التجاري

وشهدت التجارة الخارجية بين دولة الإمارات والكونغو نمواً لافتاً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث وصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين في عام 2021 إلى أكثر من 5.2 مليارات درهم، محققاً قفزة نمو بنحو ثلاثة أضعاف ونصف مقارنة بعام 2017، كما شهدت الصادرات الإماراتية إلى الكونغو في عام 2021 نمواً بنسبة 51% مقارنة بعام 2020، فيما زادت قيمة إعادة التصدير من الإمارات إلى الكونغو خلال الفترة نفسها بنسبة 39%.

خلال منتدى الأعمال الإماراتي الكونغولي الذي استضافته غرفة دبي

Exit mobile version