بوابة أوكرانيا – كييف – 29 مارس 2022- التقى المتفاوضون الأوكرانيون والروس في تركيا لإجراء أول محادثات مباشرة منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، مع سعي أوكرانيا لوقف إطلاق النار دون المساومة على الأرض أو السيادة حيث دفعت قواتها الروس للتراجع من كييف.
ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالوفود من الجانبين في قصر اسطنبول، قائلاً إن “وقف هذه المأساة” أمر متروك لهم.
وذكر التلفزيون الأوكراني أن المحادثات بدأت “بترحيب بارد” وبدون مصافحة.
كما أن أوكرانيا والولايات المتحدة لديهم أمل ضئيل في تحقيق اختراق فوري.
لكن استئناف المحادثات وجهاً لوجه هو خطوة أولى مهمة نحو وقف إطلاق النار في غزو روسي توقف على معظم الجبهات لكنه تسبب في معاناة مروعة للمدنيين المحاصرين في المدن المحاصرة.
وبعد أكثر من شهر من اندلاع الحرب، وهي أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، فر أكثر من 3.8 مليون شخص إلى الخارج، وقتل وجُرح الآلاف، وتعرض الاقتصاد الروسي لهزيمة بسبب العقوبات.
وفي مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، التي تحاصرها القوات الروسية منذ الأيام الأولى للحرب، قُتل ما يقرب من 5000 شخص، من بينهم حوالي 210 أطفال، وفقًا لأرقام من رئيس البلدية لا يمكن التحقق منها.
وفي أجزاء من المدينة التي تسيطر عليها الآن القوات الروسية، بدا السكان القلائل المرئيين أشبه بالأشباح بين المباني السكنية المتفحمة والقصف.
حيث شوهدت طفلة صغيرة ترتدي معطفًا ورديًا منتفخًا وقبعة صفراء محبوكة تلعب بعصا في الأنقاض بينما كانت الانفجارات تتفرقع من بعيد، و كان أحدهم ينظف الأنقاض بعربة يد.
من جانبه قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن المحادثات في تركيا: “نحن لا نتاجر بالناس أو الأرض أو السيادة”.
وقال في محادثة مع التلفزيون الوطني “الحد الأدنى من البرنامج سيكون أسئلة إنسانية، والبرنامج الأقصى يتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار”.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو إن روسيا أكملت إلى حد كبير المرحلة الأولى من هجومها العسكري وأضعفت القدرات العسكرية لأوكرانيا وستركز الآن على المناطق التي يطالب بها الانفصاليون في الجنوب الشرقي.
وأصدرت موسكو إعلانا مماثلا في أواخر الأسبوع الماضي، فسره الغرب على أنه إشارة إلى تخليها عن الأهداف الأولية للإطاحة بالحكومة في كييف بعد فشلها في الاستيلاء على العاصمة.
وما زالت روسيا تصف مهمتها بـ “عملية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا .
والغرب يقول إنه شن غزوًا غير مبرر.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يبدو أنه مستعد لتقديم تنازلات لإنهاء الحرب.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن المحادثات حتى الآن لم تسفر عن أي تقدم جوهري لكن من المهم أن تستمر بشكل شخصي.
هذا وحضر الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش في قصر دولما بهجة في اسطنبول، على الرغم من أنه لم يتضح على الفور ما هو الدور الذي يقوم بها.
حيث حاول سابقا أن يكون بمثابة وسيط، بما في ذلك خلال رحلة في وقت مبكر من الصراع عندما قيل إنه والعديد من المفاوضين الأوكرانيين أصيبوا بالمرض.