بوابة أوكرانيا – كييف – 15 يونيو 2022- من الحقائق الراسخة أن الإصابة بالحساسية في جميع أنحاء العالم قد ازدادت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، مما أدى إلى تفاقم الوفيات والأمراض.
تشير التقديرات إلى أن الحساسية تؤثر على ما يقرب من 40 في المائة من سكان العالم. لكن هذا رقم متحفظ نظرًا لنقص البيانات الموثوقة، ويرجع ذلك أساسًا إلى التباينات الإقليمية أو الوطنية في التعامل مع قضية وصفتها منظمة الحساسية العالمية بأنها “مشكلة رعاية صحية كبيرة”. على هذا النحو، لا يمكن للباحثين فهم الاختلافات الإقليمية في حدوث وانتشار، أو الآثار الاجتماعية والاقتصادية بشكل كامل.
كشفت دراسة أجريت على البالغين في المملكة العربية السعودية عن حدوث حالات من الحساسية الغذائية المبلغ عنها ذاتيًا بنسبة 19.7 في المائة، مع كون المواد المسببة للحساسية الرئيسية هي البيض والمحار والأسماك والفول السوداني. تبلغ نسبة الإصابة بالربو في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت 13.5٪، وأكثر من 20٪ و 18٪ على التوالي. بسبب الظروف الجوية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الأمراض المحمولة جواً، بما في ذلك الربو، تنمو بشكل أسرع من الحساسية الأخرى.
من المهم فهم التأثير الاقتصادي للحساسية. بالنظر إلى أن عدد الأشخاص المتضررين في جميع أنحاء العالم يصل إلى مئات الملايين ويتزايد، فمن الواضح أن التأثير المالي كبير. أظهر تحليل لأبحاث السوق نُشر في عام 2020 أنه من المتوقع أن يصل سوق علاج الحساسية العالمي إلى 40 مليار دولار بحلول عام 2025.
إن الحاجة إلى تحسين الوعي بالحساسية في الشرق الأوسط أمر بالغ الأهمية، لا سيما بالنظر إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها البلدان لزيادة وضعها الاجتماعي والاقتصادي. وعندما يزور الناس في الشرق الأوسط مناطق أخرى ذات سياسات أقوى فيما يتعلق بالحساسية، فمن المرجح أن يرغبوا في الحصول على نفس الضمانات في الوطن.
كلما أسرعت دول الشرق الأوسط في التحرك، كان ذلك أفضل. يجب على أولئك الذين ليس لديهم منظمات وطنية للحساسية تأسيسها. ومع زيادة السفر الإقليمي، أصبح التنسيق عبر الحدود أكثر أهمية حتى يتمكن المسافرون من تجربة الاتساق والشعور بالأمان. سيكون إنشاء جمعية شرق أوسطية لأمراض الحساسية والمناعة السريرية هو الطريقة المثلى لتطوير هذا التنسيق.
المضي قدما هو مسألة إرادة وليس ثروة.
وكلما طالت المدة، زادت تكلفة ذلك من حيث الأرواح والمال.