بوابة أوكرانيا – كييف – 22 يونيو 2022- توقفت المسيرة التعلمية لآلاف الطلاب الأجانب والعرب المقيمون في أوكرانيا من سنوات لكن ماذا حل بمستقبلهم التعليمي بعد وصولهم الى المانيا؟
حيث أجبرتهم الحرب على ترك جامعاتهم والبحث عن بدائل لإكمال مسيرتهم التعليمية فهل ستكون ألمانيا محطتهم القادمة
حكايتها لا تختلف عن باقي الطلاب هذه عبير وهي طالبة المانية ذات أصول سورية درست الطب في أوكرانيا بمدينة خاركييف ولكنها اضطرت للعودة الى المانيا بسبب اندلاع الحرب في أوكرانيا لذلك لم تكمل تعليمها .
بعد عودتها لمنزل عائلتها في المانيا تواصلت عبير مع الجامعة لتخبرهم بعودتها لمقاعد الدراسة وأنها على الإستعداد لإكمال ما تبقى من الدروس والإمتحانات عبر الإنترنت.
ومن حسن حظها تم إلغاء الإمتحان الكتابي النهائي بسبب الوضع في أوكرانيا حيث تنتظر تقديم امتحانها الشفوي الأخير قبل إعلان تخرجها.
كما أنها درست تخصص آخر في نفس الوقت وحصلت على دبلوم ترجمة (عربي- ألماني). وعبرت عن فرحها قائلة :” أن سنوات تحصيلي الأكاديمي لم تذهب سداً، لكني حزينة لأن المشوار في أوكرانيا انتهى بهذه الفوضى وأجواء الحرب التي سببت لنا أزمات نفسية وقلق وحزن لكننا نتأمل خيراً.”
وصل الطالب المصري خالد إلى ألمانيا وهو يحمل هم مصير سبع سنوات من الدراسة والتحصيل، شاءت الأقدار أن تكون الأشهر الأخيرة منها رحلة فرار من الحرب.
مضى أول فترة في منزل زميلة له، ثم انتقل لمنزل عائلته بنواحي فرانكفورت، الذين كانوا سببا في إقدامه على اختيار اللجوء إلى ألمانيا. يقول “فكرت أن تواجدي في بلد لدي فيه عائلة أفضل من التوجه لبلد لا أعرف فيه أحدا.”.
في نهاية شهر مارس/آذار، تسجل لدى السلطات الألمانية وتم تحويله لمدينة غيسن الجامعية واستقر في مخيم لطالبي اللجوء. تختلف حالة خالد لكونه يتوفر على إقامة دائمة في أوكرانية عوض إقامة الطلاب، لذلك لا يعاني كما الطلاب الآخرين من التفكير في مآله بعد بضعة أشهر، إذ له الحق في إقامة لسنتين أو أكثر كما يحق للأوكرانيين تماما، حسب ما يرويه في حديثه لمهاجر نيوز.
يتوفر خالد الآن على إقامة لمدة مؤقتة لأن جواز سفره منتهي الصلاحية، يقول “سيتم تمديد إقامتي بعد حصولي على جواز سفر جديد من سفارة بلدي، أتمنى أن يتم ذلك بسهولة”. كما تمكن خالد متابعة دراسته عبر الأنترنت، واجتاز كل الامتحانات بنجاح ليتخرج في الوقت المحدد رغم كل العراقيل. ويحاول اليوم تعلم أبجديات اللغة الألمانية على الأنترنيت في انتظار بدء درس اللغة في مدرسة”.
لكن العراقيل لا تنتهي هنا بالنسبة لخالد، فتفكيره بعد التخرج انصب حول موضوع الاعتراف بدبلومه في ألمانيا، الذي يتطلب بالأساس حسب ما وصله من معلومات، الحصول على فترة تدريب Internal ship سواء في أوكرانيا أو ألمانيا أو بلده مصر، “شرط الحصول على التدريب في ألمانيا، هو استحالته في أوكرانيا بسبب استمرار وضع الحرب، وأيضا الحصول على المستوى المؤهل لذلك في اللغة الألمانية”، يقول خالد.
ينتظر الطالب المصري أن تعلن ألمانيا عن ما ستعترف به في مسار هذه الفئة مما درسوه في أوكرانيا، وما ستقدمه لهم كعروض وتسهيلات للاعتراف بدبلوماتهم وضمهم لجامعاتها ومستشفياتها التي تعرف خصاصا كبيرا في اليد العاملة المؤهلة. أما عن إمكانية العودة إلى مصر، فهي بالنسبة له “مستبعدة جداً، لأن ظروف الدراسة والعمل ليست مريحة ولا مشجعة”، يقول خالد. “أملي أن أستطيع البقاء في ألمانيا، هنا المجال الطبي في حاجة لليد العاملة، كما أنه متطور جدا ويمنح الفرصة للعاملين فيه لتطوير أنفسهم”.