بوابة اوكرانيا- كييف – 3 يوليو 2022 – وانتشرت كالنار في الهشيم واصبحت وباءا يضرب العالم باجمعه هكذا يمكننا وصف المشهد العالمي الان وسط مخلفات الغزو الروسي لأوكرانيا والذي تسبب بأزمات اقتصادية اقتصادية وارتفاع أسعار ومجاعات وكساد وتضخم، الا ان الاثر الاكبر كان على دول العالم الثالث والتي تعاني في الاصل من زمااات.
ولان الدول العربية ورغم خصوبة اراضيها تعتمد في غذائها وخاصة الحبوب على اوكرانيا وروسيا “طرفي النزاع ” فلم تسلم دول عربية “العاصفة الاقتصادية والغذائية”، ما اخبر الخبراء على دق جرس الخطر بشأن تهديدات متوقعة للأمن الغذائي، ومخاوف من “اضطرابات سياسية واجتماعية” ناجمة عن الازمات الاقتصادية.
وردا على ذلك قدم البنك الدولي، تمويلا لمصر بقيمة 500 مليون دولار لتعزيز جهود الأمن الغذائي، واتخذ البنك خطوة مماثلة في تونس، بعد الموافقة على قرض بقيمة 130 مليون دولار.
أزمة “مرتقبة”
يمكن تلخيص المشكلة بان التمويل المؤقت لا يعمل على حل المشكلة أبداً، واجتمعت الدول العربية لتحقق الأن الغذائي للدول.
حيث ان مسؤوليات البنك الدولي مساعدة الدول التي تعاني من أزمة غذائية وشعبها الذي يحتاج لاستيراد كميات كبيرة من المواد الغذائية والحبوب.
ووفقا للخبير الاقتصادي عبد النبي عبد المطلب أنه يتم تمويل البنك الدولي لمصر وتونس في إعقاب أزمة عالمية منتشرة في بعص الدول العربية.
وأشار عبد المطلب الى أن بعض الدول العربية مههدة بخطر نقص الغذاء خلال السنوات القادمة وأوضح أن تلك الدول ستحصل على نسبة 60 بالمئة من احتياجاتها من الحبوب والقمح من دولتي أوكرانيا وروسيا
حيث رأت أستاذة الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة غادة موسى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ليست السبب الوحيد في تعرض تعرض بعض دول شمال افريقيا ودول القرن الافريقي واليمن الى موجة أزمة غذائية
كما كشفت عن الخلل الهيكلي في سياسات الدول التي لا تشهد نزاعات مسحلة وأن أزمة الغذاء كانت ممتدة منذ سنوات
الحصار الروسي على موانيء اوكرانيا وتأثرها للعقوبات المتتالية أدى الى ارتفاع عالمي في اسعار الغذاء كما تسبب في إثارة المخاوف من زيادة الجوع بجميع أنحاء العالم
ووفقا لما جاء في المعهد الدولي لبحوث السياسات الزراعية فإن أوكرانيا وروسيا تنتجان حوالي ثلث القمح المتداول في الأسواق العالمية، وحوالي ربع الشعير في العالم
وتمثل الصادرات الروسية والأوكرانية نسبة حوالي 12 بالمئة من اجمالي السعرات الحرارية المتداولة في العالم وتشمل هذه الصادرات زيت عباد الشمس والذرة لإطعام الماشية
اضطرابات
تعتمد دولة الصومال على واردات قمح لدولتي روسيا واوكرانيا بنسبة 90 بالمئة كما ارتفعت حالات النزاع الداخلية لتعقيد وصول الغذاء الى المحتاجين
بحسب مؤشر الأمن الغذائي العالمي فإن هنالك أكثر من 460 ألف شخص في دول الصومال واليمن وجنوب السودان يتعرضون للمجاعة، وهذه هي مرحلة ما قبل الإعلان عن حدوث مجاعة في منطقة ما
ووفقا لرأي غادة موسى أن تداعيات الحرب في أوكرانيا مع النزاعات المسلحة من جانب وموجات الجفاف من جانب أخر، تاركت وراءها مجاعات وأزمات غذائية طاحنة في الصومال
ويستورد اليمن، البالغ عدد سكانه 30 مليون نسمة تقريبا، أغلب غذائه، وخفض برنامج الغذاء العالمي، الأحد، الدعم المقدم للشعب اليمني، ما يجعل المساعدة متاحة لنحو 1.8 مليون شخص فقط، وفقا لرويترز.
وفي اليمن، كان برنامج الغذاء العالمي يوفر بالفعل الغذاء لـ 13 مليون شخص، حيث أدت حرب أهلية طويلة إلى “ارتفاع أسعار الغذاء والوقود وتسببت في أزمة جوع واسعة النطاق”، وفقا للواشنطن بوست.
وتعليقا على ذلك، تشير غادة موسى إلى “تأثير عميق لطول أمد الحرب في أوكرانيا على اليمن”، لأنه يشهد نزاعات مسلحة ويعتمد على معونات الهيئات والمنظمات الدولية.
فيما يصف الديب الصومال واليمن بـ”الدول الرخوة”، التي تعاني أزمات سياسية واجتماعية، محذرا من مغبة “انعدام الأمن الغذائي” بتلك الدول.
وتوقع الديب زيادة حدة المجاعات والأزمات الغذائية الحادة باليمن والصومال، في حال عدم تدخل المجتمع الدولي للمساعدة، مشيرا إلى تسبب ذلك في “اضطرابات وموجات من العنف والإرهاب ونزوح جماعي” ما سيؤثر على المنطقة بأسرها.
مصر
تعد مصر من أكبرالدول المستوردة للقمح في العالم
وذكرت وزارة التعاون الدولي المصرية أن الهدف من تمويل البنك الدولي لمصر تعزيز جهود الأمن الغذائي ومواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا والحرب في أوكرانيا
وأضافت أن المشروع يهدف الى تمويل مشتريات القمح لتعزيز قدرة الحكومة على توفير مخزون آمن
وتعد مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث كانت القاهرة تستورد من موسكو وكييف أكثر من 80 في المائة من واردات القمح للبلاد قبل تعرض بلادها للحرب
كما تقوم الحكومة بتقديم الخبر المدعم لأكثر من 70 مليون من سكان مصر والذي يبلغ عددهم 102 مليون نسمة تقريبا، ويعتبر الخبز العمود الفقري للنظام الغذائي في مصر
وكان السبب الذي ساهم في اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011 هو ارتفاع أسعار المواد الغذائية وهي من المشاكل الاقتصادية في مصر
أن احتمال حدوث نقص في الخبز يعد بين التحديات الأمنية الأكثر إلحاحا التي واجهتها الدولة المصرية منذ عام 2013
من جانب اخر فان مصر بعيدة عن وقوع أزمة غذائية لكنها تحتاج لزيادة إنتاج القمح والحبوب، ومن أجل الحفاظ على أمنها الغذائي يجب أن تعيد ترتيب أولويات السياسات الزراعية
واتخذت مصر خطواتها لمواجهة أي تهديد على أمنها الغذائي من خلال التوسع الرأسي والأفقي في الزراعة بمشروعات مثل الدلتا الجديدة
شكل البرلمان المصري لجنة تقصى الحقائق للبحث عن مشكلات توريد القمح وإدارة الصوامع، وكشف تقرير اللجنة أن هنالك سوء في إدارة عمليات التخزين للقمح حيث وجدواعدد كبير من الصوامع بالإضافة لمشكلات في التوريد
وقالت غادة موسى إن اللجنة طلبت بإنتاج القمح بنسبة 65 في المئة وزيادة الرقعة المزروعة من القمح إلى 3.42 مليون حتى فبراير 2022 لكن ذلك لم يتحقق للآن.
وستدفع أوكرانيا في الحرب إلى إعادة النظر في توسيع الرقعة الزراعية للقمح خلال السنوات القادمة في مصر من أجل أن تحقق الاكتفاء الذاتي لدولة تستورد حوالي 6 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي من القمح
تونس
تحصل تونس على ما يزيد عن 60 في المئة من احتياجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا
وفقا لما جاء في بيان البنك المركزي التونسي أن الهدف من قرض البنك الدولي تقليل من أثر حرب أوكرانيا على تونس
تواجه تونس معضلة اقتصادية حادة وكما تعاني من أزمة مالية تسببت في بقاء شحنات القمح راسية في الموانئ لأسابيع بسبب عدم القدرة على الدفع.
ويعاني قوة العاملة في تونس من البطالة وزيادة نسبة الفقر أعلى مما كانت عليه قبل انتفاضات الربيع العربي، وسجل التضخم مستوى قياسيا بلغ 7.8 بالمئة.
وأضرت جائحة كورونا وتضرر قطاع السياحة الحيوي نتيجة ظهور فيروس كورونا وتتسبب حرب أوكرانيا في زيادة أسعار الوقود والغذاء أدى إلى تفاقم الضغوط المالية على المواطن
كما تأمل الحكومة التونسية في أن تحصل على قرض حجمه أربعة مليارات دولار من خلال محادثاتها من المقرر أن تبدأ في غضون أسابيع مع صندوق النقد الدولي وذلك مقابل إصلاحات تشمل تجميد الأجور
حسب رأي ديب بأن تونس تعاني من مشكلات مشابهة لمصر فيما يتعلق بنقص الحبوب والاعتماد على رغيف الخبر والذي يمثل المصدر الأول للغذاء للشعب التونسي، حيث يستنزف الاستيراد من الموازنة العامة للبلاد مليارات الدولارات
أما غادة موسى فترفض مقارنة المشكلة الغذائية في مصر بدولة آخرى مثل تونس وهذا لتباين حجم السكان والعادات الغذائية والأفضلية في استهلاك المواد الغذائية، بالإضافة للظروف الاقتصادية والتي تختلف كل منهما عن الاخرى
دول أخرى تعاني
يعاني العراق من موجة جفاف غير مسبوقة
كانت الحرب السبب الذي أضر بغالبية الدول العربية وذلك لأن فاتورة استيراد الغذاء أصبحت مرهقة، وهناك دول بالفعل وصلت الى حافة أزمة غذاء حادة مثل لبنان والتي تستورد من الخارج 80 في المئة من حاجاتها الى القمح والحبوب
وقد فقدت العملة المحلية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها أدى ذلك الى غرق الاقتصاد اللبناني حيث يعيش نحو 80 بالمئة من السكان تحت خط الفقر
لبنان تستورد 80 في المئة من حاجاتها من القمح والحبوب من الخارج
ووفقا لما قاله حاكم المصرف المركزي أنه ليس لدينا الكثير من الوقت ولا الدولارات لتضييعها، وأدى الإنفاق على الدعم وعلى ضخ سيولة لدعم الليرة اللبنانية إلى تراجع احتياطيات البلاد من العملة الصعبة من أكثر من 30 مليار دولار في 2019 إلى 11 مليار دولار اليوم وفقا لحاكم المصرف المركزي.
كما يعاني العراق من تداعيات الحرب في أوكرانيا بالإضافة إلى موجة من الجفاف الذي كان سببا في تصحر جزء كبير من الزراعة بالبلاد
حيث سجل برنامج الغذاء العالمي عدد الأشخاص الذين يعانون من استهلاك الغذاء غير كافي وبلغ عددهم قرابة الـ 2 مليون فرد، بينما يوجد حوالي 2.5 مليون شخص يستعملون استراتيجيات تأقلم مبنية على الاستهلاك كإعتمادهم على الأطعمة الأقل كلفة أو اقتراض الطعام
وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية العراقية أنه ارتفع سعر الزيت النباتي بنسبة 22 في خلال شهر مارس ووصلت الزيادة السنوية الى نسبة 36 في المئة، وارتفع سعر دقيق بنحو 8 في المئة
وأعلنت وزارة الزراعة العراقية أن المساحة المهددة بالتصحر بلغت نسبة 55 بالمئة
وقالت مدير عام دائرة الغابات ومكافحة التصحر في وزارة الزراعة، إن “القطاع الزراعي يعتمد على الماء باعتباره العامل المحدد الرئيس للعمليات الزراعية وزيادة الانتاج”، وأشارإلى أن انحسار أمطار موسم الشتاء لعام 2021، وانخفاض إطلاقات المياه من دول المنبع أدى إلى تقليل الخطة الزراعية وبالتالي تصحر هذه الأراضي بسبب انعدام إنتاجيتها.
وأضح عبدالنبي عبدالمطلب إلى أن هنالك دول عربية أخرى مهددة بالجوع وانعدام الأمن الغذائي مثل السودان والتي تعاني من اضطرابات سياسية واجتماعية وتعتمد على استيراد ما يزيد عن 60 في المئة من احتياجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا
حيث أن عوائد البترول قد تجعل دول الخليج في مأمن من المجاعات أو سوء التغذية أو شح الغذاء، لكن ذلك لا يمنع وجود الخطر
تلك الوقائع تطرح سؤالا هو الأهم.. ما تداعيات تلك الأزمة الغذائية المرتقبة على الدول العربية.. سياسيا واجتماعيا؟
مخاوف إضافية
ما تداعيات الأزمة الغذائية المرتقبة على الدول العربية؟
جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لإعلان بدء هجومها، وذلك بشأن الحاجة الماسة لتحقيق اكتفاء عربي ذاتي حتى لا تتعرض بعض الدول العربية إلى هزات كبرى ينتج عنها اضطرابات سياسية واجتماعية
فيما تحدث عبدالنبي عبدالمطلب عن تداعيات طول أمد الحرب في أوكرانيا على الدول العربية، مما ستؤدى إلى زيادة عدد الأفراد في اليمن وسوريا والصومال ومصر وتونس والمغرب المهددين بالجوع ، والتي ستزيد نفقات دول الخليج الموجهة للغذاء
وحذر ديب من حدوث عدم استقرار سياسي في بعض من الدول العربية، مشددا على أهمية وجود تعاون عربي لتوفير المحاصيل الزراعية لتجنب المخاطر
وحيث تمتلك دول عربية أراضي شاسعة صالحة للزراعة، بينما تمتلك دول الخليج رؤوس الأموال اللازمة لاستصلاح وزراعة تلك الأراضي، بينما تمتلك دول أخرى كمصر والجزائر العمالة المدربة رخيصة الثمن، وهو ما يتيح التكامل الاقتصادي في ملف الغذاء
اقرا ايضا:وزراء خارجية مجموعة السبع … روسيا المسؤول الوحيد عن تفاقم ازمة الأمن الغذائي