محو الهوية الاوكرانية
بوابة أوكرانيا – كييف – 19 يوليو 2022- اجرى بوتين تعديلات على قوانين إصدار الجنسية الروسية لجميع الأوكرانيين، وسهل مهمات الحصول على الجوازات الجماعية، سعيا وراء ذلك من اجل تحقيق عدة أهداف في وقت واحد سنحاول تفصيلها في هذه السطور.
وفي التفاصيل…
أدان مجلس الوزراء الاوكراني مبادرة الكرملين ووصفها بأنها تعدّ على وحدة أراضي بلادنا وانتهاكًا للقانون الدولي. وأدلى ببيان مماثل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل. ووعد بأن أوروبا لن تعترف بالوثائق الروسية الصادرة للأوكرانيين.
هذا ويريد الكرملين حل العديد من المشاكل في نفس الوقت عن طريق إصدار جوازات سفر جماعي، ويأتي ذلك في سياق الوهم دعائي للجمهور الداخلي، ولكنه أيضًا رسالة إلى بقية العالم، تظهر ان المعتدي لا يريد ان يغادر الأراضي المحتلة، وتأكيدا على ان شهية بوتين للاحتلال لا تقتصر على شرق وجنوب أوكرانيا.
من جانب اخر فان توسع اصدار جوازات السفر هو أداة يستخدمها الكرملين لسنوات في جميع الأراضي المحتلة مؤقتا.
حيث استخدم المعتدي هذه الآلية بنشاط، وشجع سكان جزء من مولدوفا في ما يسمى ترانسنيستريا وأبخازيا الجورجية وأوسيتيا الجنوبية، وحتى عام 2014 في شبه جزيرة القرم الأوكرانية للحصول على الجنسية الروسية.
ومنذ عام 2019، تطبق روسيا إصدارًا مبسطًا لجواز سفرها لسكان جمهورية الكونغو الديمقراطية (L / DPR) التي تسيطر عليها.
وفي نهاية شهر مايو، سُمح بمثل هذا الإجراء لسكان منطقتي خيرسون وزابوروجيا، الذين استولى المعتدي على اجزاء منها في الأسابيع الأولى من حرب واسعة النطاق.
وبعد شهر ونصف من بدء الغزو، غير بوتين المرسوم السابق مرة أخرى، حيث نص على قبول مبسط للجنسية الروسية لجميع الأوكرانيين.
وهكذا بعثت إشارة لا لبس فيها إلى أوكرانيا والغرب، إلى أي مدى تمتد الطموحات الروسية، لكن هذا بعيد كل البعد عن الهدف الوحيد الذي يسعى إليه الكرملين، بإدخال الإصدار الجماعي لوثائقه.
من جانب اخر وفي تحليل اخر لخبيرة سياسية فيحاول الكرملين الآن تعويض الخسائر القتالية من خلال التعبئة السرية وإشراك الجنود المتعاقدين.
لكن مع ذلك، لا يوجد عدد كافٍ من الأشخاص الذين يريدون الموت في أوكرانيا.
لذلك، يمكن لروسيا استخدام توزيع جوازات السفر الخاصة بها لتعبئة الرجال في الأراضي المحتلة.
كما ويمكن للكرملين أيضًا استخدام جواز السفر في الأراضي الأوكرانية كحجة في المفاوضات المستقبلية: يقولون إن هناك مواطنين روس هناك، لذلك لن تغادر روسيا هناك. لكن في المجتمع الدولي لن يتم الاعتراف بهذا كحجة لوجود قوات الكرملين. هذا الإصدار قدمه أيضًا وزير الخارجية السابق كونستانتين جريشينكو.
من جهة فكلما زاد عدد الأوكرانيين الذين حصلوا على جوازات سفر روسية، أصبح من الأسهل على نظام بوتين تبرير معنى “العملية الخاصة”.
لذلك سيكون الكرملين قادرًا على إلهام سكانه بشعار دعائي حول حماية ليس فقط السكان الناطقين بالروسية، ولكن بشكل مباشر مواطني الاتحاد الروسي.
هذا ويعتقد نائب رئيس الوزراء أنه إذا حصل الأوكرانيون طواعية على جواز سفر دولة معتدية، فيجب اعتبار ذلك جريمة جنائية. وفقًا لها، لا يمكن أن يكون هناك استثناء إلا في الحالات التي تم فيها إصدار هذه الوثيقة بالقوة.