بقلم: محمد فهد الشوابكه
سعت روسيا باستمرار إلى خلق حالة من عدم اليقين حول نورد ستريم بدات من خلال امتناعها عن تزوسد اوروبا بما نسبته 45 في المائة من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز العام الماضي.
وخلال أغسطس 2021 اي قبل غزو أوكرانيا، بدأت في خفض الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي في محاولة لرفع الأسعار وإعادة فتح باب الاستثمار في نورد ستريم 2.
كما انها وبعد بدء الحرب، خفضت الإمدادات بشكل أكبر عندما كان طالب الشركات الأوروبية بالدفع بالروبل، مما تسبب في توقف عمليات التسليم إلى 12 دولة عضوًا جزئيًا أو كليًا.
ومع اقتراب فصل الشتاء، بدات أوروبا بالشعور بحاجتها إلى تنويع ليس فقط مورديها، بل تنويع مصادر طاقتها.
والحل الفوري والاني هو توسيع الاعتماد على المحطات التي تعمل بالفحم أو المفاعلات النووية
. على الرغم من أن كليهما لا يحظى بشعبية كبيرة لدى شعوبها، إلا أن الوضع الاقتصادي العالمي الحالي حاد للغاية لدرجة أن الحكومات الأوروبية ليس لديها خيار سوى القليل.
وفي مثل هذه الظروف، من المحتمل أن تلتزم الحكومات الاوروبيى بتمديد عمر محطات الطاقة النووية في البلاد على المدى الطويل.
و في ظل الظروف التي تُستخدم فيها محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم في ألمانيا وعبر أوروبا لتوليد الكهرباء، فان الاختيار يكون بين هذا – أكثر مصادر الوقود ضررًا بالبيئة – والطاقة النووية واضحًا.
وعلى الرغم من الأزمة، يبدو أن الاستثمار على نطاق واسع في قطاعات الطاقة في الماضي يمثل تحديًا، حيث تسعى الدول جاهدة للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. على الرغم من الكشف عن أوجه القصور في الاعتماد المفرط على الغاز الروسي، سيوفر الجهد المبذول لتوليد الطاقة من مصادر متجددة حلاً طويل الأجل.
ومع ذلك، فإن الاستبدال الكامل للغاز والطاقة النووية بمصادر الطاقة المتجددة سيستغرق سنوات، وتتأثر هذه المصادر بشكل كبير بتغير المناخ.
من جانب اخر وعلى أدى الجفاف الشديد هذا الصيف، والذي يُعتقد أنه الأسوأ منذ 500 عام، إلى انخفاض توليد الطاقة الكهرومائية في جميع أنحاء أوروبا، في حين أجبرت موجات الحرارة المتكررة على إغلاق المفاعلات النووية بسبب مخاوف بيئية.
وعلى مدى العقدين المقبلين، ستبقى أوروبا معرضة لصدمات الطاقة العالمية حتى يمكن ضمان طرق مستدامة لتوليد الطاقة المتجددة، إلى جانب التغيير في الاستهلاك.