بوابة أوكرانيا – كييف–24 سبتمبر 2022- كشفت الحرب التي شنّها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا حجم اعتماد الاتحاد الأوروبي الكبير على الغاز المستورد من روسيا.
ويحاول الآن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي بحث السبل الكفيلة لإيجاد بدائل عن الغاز الروسي حيث يهدد هذا اعتمادها الاقتصادي.
تريد المفوضية الأوروبية، وقف شرائها للوقود الأحفوري من روسيا قبل عام 2030، وقد قدمت تعهدًا جديدًا لخفض مشترياتها من الغاز الروسي بمقدار الثلثين قبل نهاية العام، ويتفق جميع على ضرورة التخلص التدريجي لإمدادات الغاز من روسيا.
كما أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد الأوروبي لن يفرض حظراً على النفط والغاز الروسي بسبب اعتماده الشديد على إمدادات روسيا، وكما أعلنت ألمانيا وهولندا رفضهما لمقترحات حظر صادرات النفط الروسي، ويقول آرتورس كريشانيس كاريش رئيس وزراء في هذا الصدد “أنا مقتنع بأننا سوف نتخذ قرارا بوقف واردات الطاقة من روسيا لإحضار بوتين إلى طاولة المفاوضات لوقف الحرب”.
وتعد روسيا مصدرا أساسيا للغاز الطبيعي ومن بين أكبر منتجي الخام في العالم، حيث تصدّر 40 في المئة من الغاز الطبيعي الذي تستهلكه أوروبا والذي يأتيها معظمه عبر خطوط أنابيب، وبسبب استمرار الحرب في أوكرانيا ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا ، ووصلت إلى مستوى تاريخي عند 3300 دولار لكل 1000 متر مكعب.
حيث قلصت روسيا الغاز المتدفق عبر خط الأنابيب ” نورد ستريم 1″ الذي ينقل الغاز إلى ألمانيا إلى 40% في حزيران، وفي تموز 20%، وقطعت أيضاً الإمدادات عن دول أوروبية مثل بلغاريا، الدانمارك، فلندا، هولندا وبولندا، وخفضت الغاز عبر خطوط أخرى منذ بدأ الحرب على أوكرانيا.
وأغلقت أوكرانيا خط الأنابيب سوخرانوفكا الذي يمر في الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في الشرق، مما جعل الدول الأوروبية تبحث عن إمدادات أخرى بديلة ، ويشمل ذلك بعض الغاز الروسي الذي أوقفت موسكو ضخه بعد رفض طلبها دفع الثمن بالروبل.
وأعلنت شركة غازبروم الروسية أن خط “نورد ستريم1” الذي ينقل الغاز إلى ألمانيا سيخضع لمزيد من أعمال الصيانة، وذلك قبل يوم من حلول أجل استئناف تدفقات الغاز الطبيعي من هذا الخط ، الأمر الذي يعمّق المصاعب الأوروبية للحصول على الغاز الروسي قبل بداية فصل الشتاء.
ومن بعض الحلول ، أن بعض البلدان أوروبا لديها خيارات إمداد بديلة وشبكة غاز متصلة ببعضها بحيث يمكن تقاسم الإمدادات، فالنرويج ثاني أكبر مورد للغاز في أوروبا بعد روسيا، تعمل مثلا على زيادة الإنتاج لمساعدة الاتحاد الأوروبي في تحقيق هدفه المتمثل في إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.
وسيُفتتح خط أنابيب جديد يسمح بتدفق ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا بين بولندا والنرويج في تشرين الأول.
وربما تستورد ألمانيا الغاز من بريطانيا والدانمارك والنرويج وهولندا عبر خطوط أنابيب.
ويمكن لبعض الدول أن تسعى لسد الفجوة في إمدادات الطاقة من خلال اللجوء لواردات الكهرباء عبر الموصلات من جاراتها أو من خلال تعزيز القدرة على توليد الكهرباء من الطاقة النووية أو الطاقة المتجددة أو الطاقة الكهرومائية أو الفحم.
وانخفضت مستويات المياه هذا الصيف بسبب قلة الأمطار وموجة الحر،وتسعى أوروبا للابتعاد عن استخدام الفحم لتلبية أهداف المناخ، لكن أُعيد تشغيل بعض المصانع منذ منتصف عام 2021 بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
وأطلقت ألمانيا المرحلة الثانية من خطتها الطارئة ذات المراحل الثلاث وحثت الشركات والمستهلكين على توفير الغاز لتجنب الاضطرار إلى ترشيد الاستهلاك قسرا.
شاهد أيضاً:أوكرانيا تخطط لتلقي ملياري متر مكعب من الغاز من الولايات المتحدة