بوابة اوكرانيا-كييف- 24 اكتوبر 2022- في سنة 398هـ/1009م وقع غلاء شديد في أسعار الحبوب بمصر “واشتد تكالب الناس على الخبز، فاجتمعوا وضجُّوا من قلّته وسواده، ورفعوا للحاكم قصة مع رغيفةِ” خبز أرفقوها بها!!
كان ذلك أحد إبداعات الاحتجاج المدني السلمي التي عرفها المسلمون طوال تاريخهم، والتي تمتلئ بأمثالها مدونات التاريخ الإسلامي التي تحتشد بنماذج ومواقف عملية انخرط فيه المسلمون في الصدع بالحق أمام السلطات الجائرة في سياساتها وممارساتها. والمتأمل لهذا النضال السلمي سيجده مدفوعا ومشفوعا بمسوغات شرعية تشجع المظلومين على إعلان مظلوميتهم، ودفع أصحاب الحق للكفاح من أجل حقوقهم، وأن أول هؤلاء المشجعين هو النبي ﷺ الذي كان ينصت لذوي المطالب والحاجات، ويمنع عنهم أي مانع قد يحول بينهم وبين الإفصاح، بل إنه حرّم احتجاب السلاطين عن الرعية فقال ﷺ: «من ولِيَ من أمر الناس شيئا فاحتجب عن أولي الضعفة والحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة»؛ (رواه أحمد والطبراني) .ومن بعده جاء الخلفاء الراشدون فعززوا في نفوس الأمة وواقعها “فقه الاحتجاج” على السلطة، وعرَّفوها حقها في الاعتراض