بوابة اوكرانيا – كييف – 9 كانون الأول 2022 – في حين أن تعزيز العلاقات التجارية والأمن الإقليمي سيكون من الأولويات عندما يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ المملكة العربية السعودية، يمكن لبكين أن تغتنم هذه الفرصة لتعزيز مبادرة الحزام والطريق حيث أن الشرق الأوسط، وبشكل أكثر تحديدًا المملكة، لا يزال في قلب مشروع طموح.
كانت المملكة العربية السعودية أكبر متلقٍ للاستثمارات الصينية في إطار مبادرة الحزام والطريق، حيث تم استثمار حوالي 5.5 مليار دولار في المملكة خلال النصف الأول من عام 2022، وفقًا لتقرير صادر عن مركز التمويل والتنمية الأخضر ومقره شنغهاي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تلقت فيه بلدان مبادرة الحزام والطريق في الشرق الأوسط حوالي 57 في المائة من استثمارات الحزام والطريق، حيث زادت دول المنطقة حصتها من إجمالي مشاركة الحزام والطريق من 8 في المائة في النصف الأول من عام 2020 إلى 32 في المائة في النصف الأول من عام 2022.
كانت الطاقة هي السبيل الرئيسي للاستثمار حيث تلقت المملكة العربية السعودية أكبر مشاركة للطاقة في النصف الأول من عام 2022.
من بين القطاعات، كانت الطاقة هي السبيل الرئيسي للاستثمار حيث تلقت المملكة العربية السعودية أكبر مشاركة للطاقة في النصف الأول من عام 2022، مما رفع المملكة إلى المركز الرابع في مبادرة الحزام والطريق لمشاركة الطاقة بين عامي 2013 و 2022.
في قطاع الغاز أيضًا، كانت المملكة العربية السعودية هي المتلقي الرئيسي للاستثمارات من الصين بقيمة 4.6 مليار دولار في النصف الأول. كما شهدت المملكة تحسن تعاونها مع الصين في مشاريع الطاقة الشمسية بمشروع بقيمة 210 مليون دولار مع شركة Jinko Solar.
ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن السعودية والصين اتفقتا في أكتوبر / تشرين الأول في اجتماع افتراضي على التنسيق المشترك للاستثمارات في دول مبادرة الحزام والطريق لضمان إمدادات النفط وأمن الطلب لدول الحزام والطريق.
ناقش الاجتماع، الذي ترأسه وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، المجالات التي يمكن للبلدين من خلالها تعزيز علاقاتهما مثل النفط والبتروكيماويات وتقنيات إزالة الكربون والكهرباء والطاقة المتجددة والهيدروجين.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن هذا هو الاجتماع الرابع للجنة الفرعية للمشروعات الاستثمارية والطاقة الكبرى التابعة للحزام والطريق والتي يرأسها الأمير عبد العزيز.
ومع ذلك، يتطلع كلا البلدين إلى تجاوز قطاع الطاقة واستكشاف آفاق جديدة ذات اهتمام مشترك – مثل اقتصاد الكربون الدائري والبنية التحتية الرقمية – التي من المقرر أن تقود الاقتصاد المستقبلي.
تلقى دفع المملكة العربية السعودية الهائل نحو الاستدامة والاقتصاد الأخضر مزيدًا من الدفعة عندما أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي أن المملكة ستساهم بمبلغ 2.5 مليار دولار في مبادرة خضراء في الشرق الأوسط على مدى السنوات العشر المقبلة.
يمكن للصين، كونها من أوائل الدول التي تبنت التكنولوجيا النظيفة مع وجود آلاف براءات الاختراع تحت اسمها، أن تلعب دورًا مهمًا في مساعدة المملكة العربية السعودية على تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بها. على مدار العشرين عامًا الماضية، رسخت الصين مكانتها العالمية كمبتكر في مجال الطاقة، وحققت نجاحًا كبيرًا في مجالات الطاقة الشمسية، ومؤخرًا التنقل الكهربائي، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية.
في مجال البنية التحتية الرقمية، من المتوقع أن تضع الخبرة التكنولوجية المتنامية للصين في مجالات مثل الحوسبة السحابية و 5 G وتكنولوجيا المراقبة والعملة الافتراضية معايير قياسية لبقية العالم.
يوفر هذا القطاع فرصًا هائلة لكلا البلدين للانخراط في الوقت الذي يحتضن فيه العالم الثورة الصناعية الرابعة.
في وقت سابق من هذا العام، وافقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السعودية على قانون جديد للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإصلاح البنية التحتية الرقمية للمملكة حيث أنها تعتزم تعزيز النمو في قطاعي الاتصالات والمعلومات.
كجزء من رؤية 2030، تهدف المملكة العربية السعودية إلى تنمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنسبة 50 في المائة، مع زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 13.3 مليار دولار. وستشمل هذه المبادرات توطينًا بنسبة 50 في المائة، ولكنها ستجذب في الوقت نفسه المزيد من الاستثمار الأجنبي.
يمكن للمملكة العربية السعودية الاستفادة من الخبرة التكنولوجية الصينية لتعزيز طموحها في أن تصبح رائدة إقليمية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
في حين أن زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة العربية السعودية تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية، فإن كلا البلدين لديهما فرصة لتوسيع تعاونهما إلى ما وراء الطاقة أو التكنولوجيا أو الاقتصاد الأخضر بينما يستعدان لفجر جديد.