بوابة اوكرانيا – كييف – 3 كانون الثاني 2023 -صباح اليوم الثلاثاء، 3 كانون الثاني 2023، وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اقتحم ومجموعة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى الشريف تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، وفي حين أكدت واشنطن أنها تعارض الإضرار بالوضع القائم في القدس المحتلة حذرت الفصائل الفلسطينية من حرب دينية في المنطقة.
وهذه أول عملية اقتحام لبن غفير زعيم الصهيونية الدينية المتطرفة بعد توليه حقيبة الأمن القومي.
وقال بن غفير -أثناء الاقتحام- إن حكومته لن تستسلم لتهديدات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإن الحرم القدسي هو المكان الأهم لشعب إسرائيل، على حد قوله.
وفي وقت سابق أمس، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن حماس بعثت رسالة عبر الوسيط المصري والأمم المتحدة، مفادها أنها لن تقف “مكتوفة الأيدي” حال نفذ بن غفير تهديده باقتحام المسجد الأقصى.
ترتيبات الاقتحام
بن غفير أعلن قبل يومين أنه سيقوم بالاقتحام الأول للمسجد المبارك بعد توليه منصبه، ولكن وسائل إعلام إسرائيلية نشرت أمس أن (هذا) الوزير قرر تأجيل الاقتحام بضعة أسابيع، لكن من الواضح أن هذا الإعلان كان مجرد تضليل.
وبحسب مصادر في المسجد الأقصى، فقد استغرقت مدة اقتحام بن غفير 13 دقيقة، منذ دخوله المسجد الشريف إلى خروجه منه.
ويأتي اقتحام بن غفير رغم الإعلان عن تراجعه عن اقتحام المسجد الأقصى هذا الأسبوع بعد اتصال من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وتهديدات الفصائل الفلسطينية.
لكن مصادر إعلامية إسرائيلية أكدت أن الاقتحام المفاجئ لوزير الأمن القومي، للأقصى، جاء بالتنسيق مع القيادة السياسية العليا والجهات الأمنية في إسرائيل.
وبحسب مصادر إعلامية مقربة من نتنياهو، فإن القرار بالسماح لبن غفير بتنفيذ وعيده واقتحام الأقصى صباح اليوم قد جاء بعد أن سمح له جهاز الأمن العام (الشباك) بذلك، إثر تقديرات بأنه لن تكون هناك ردود فعل فلسطينية غاضبة قد تفجر مواجهة مسلحة مع قطاع غزة.
وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مرارا في الماضي لكن بصفته الشخصية، ثم بصفته نائبا في الكنيست، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد الشريف في حال أصبح وزيرا.
وفي المقابل، أصدرت الفصائل الفلسطينية في غزة بيانا اعتبرت فيه أن اقتحام بن غفير للأقصى تصعيد خطير واستفزاز للشعب الفلسطيني، وأنه ينذر أيضا بحرب دينية في المنطقة، حسب وصفها.
وأضافت الفصائل “ندعو أهلنا في الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى… وندعو السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال”.
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية زيارة بن غفير بأنها تستهدف “جعل المسجد الأقصى معبدا يهوديا” داعيا الفلسطينيين إلى التصدي لمثل هذه الاقتحامات.
وتعقيبا على اقتحام حرم الأقصى، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إن المسجد المبارك يشكل جزءا من عقيدة كل مسلم وحضارة كل عربي، وإن المساس به يدفع بالأمور إلى حافة المخاطر، وفق تعبيره.
وشدد مفتي القدس على أن اقتحام الأقصى الشريف يحمل طابعا رسميا وأنه تم بموافقة الحكومة الإسرائيلية ورئيسها.
وفي ردود الفعل، قالت الرئاسة الفلسطينية إن اقتحام بن غفير المسجد الأقصى تحد للفلسطينيين، وإن استمرار الاستفزازات سيؤدي لتفجر الأوضاع.
وقد نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالاقتحام، ووصفته بـ “الاستفزاز غير المسبوق”.
من جانبها، قالت محافَظة القدس -في بيان- إن اقتحام الأقصى تطور خطير يتحمل عواقبه رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأضافت أن على العالم أجمع لجم “المتغطرس المأفون” هو ورئيسه، قبل أن تؤدي أفعاله الهوجاء إلى تفجير المنطقة بشكل كامل.
بدوره، أكد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن جريمة اقتحام المسجد الأقصى استمرار لعدوان الاحتلال على المقدسات الإسلامية وحربه على المدينة المقدسة المحتلة.
وأكد قاسم -في بيان صحفي- أن “الأقصى” كان وسيبقى فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، ولا يمكن لأي قوة أو شخص “فاشي” تغيير هذه الحقيقة، مشددا على أن الشعب الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من الاحتلال.
تسلل “اللصوص”
من جانبه وصف أحمد الطيب النائب العربي في الكنيست (برلمان إسرائيل) وزيرَ الأمن القومي بن غفير بـ “الجرذ الصغير”.
وأضاف في تغريدة بالعبرية أن بن غفير تسلل إلى “الأقصى” مثل اللص الذي يتسلل ليلا لسرقة الناس، مؤكدا أنه ستكون هناك تداعيات خطيرة لاقتحامه المسجد (المبارك) وهو برتبة وزير للأمن القومي، لأن الأقصى للمسلمين فقط.
أما الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، فقال إن اقتحام الوزير الإسرائيلي للأقصى عدوان على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين جميعاً.
وأكد سلمي -في بيان صحفي- أن حكومة الاحتلال “المتطرفة” تتحمل مسؤولية دفع الأوضاع نحو الانفجار والمواجهة، وأن الشعب الفلسطيني المقاوم لن يستسلم ولن يتهاون في حماية مقدساته.
ومن جانبها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن بن غفير يصب الزيت على النار، ويتحدى إرادة الشعب الفلسطيني باقتحامه المسجد الأقصى صباح اليوم.
وأكدت الجبهة الشعبية -في بيان صحفي- أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يلتزموا الصمت إزاء هذه الجرائم، وأن الكلمة الأخيرة ستكون للشعب الفلسطيني وسواعده المقاوِمة.
إدانات عربية
وفي ردود الفعل العربية، دانت الخارجية الأردنية بأشد العبارات إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال.
وحملت الخارجية -في بيان- إسرائيل كامل المسؤولية عن التبعات “الخطيرة” لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، قائلة إن قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام الأقصى وانتهاك حرمته خطوة استفزازية مُدانة.
من جهتها أعربت الخارجية المصرية عن أسفها لاقتحام مسئول إسرائيلي رسمي المسجد الأقصى، وأكدت رفضها لأي إجراءات “أحادية” مخالفة للقانون الدولي.
كما أعربت السعودية -عبر وزارة الخارجية- عن تنديدها وإدانتها للممارسات “الاستفزازية” التي قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف.
ودانت قطر بشدة اقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى، واعتبرته انتهاكا سافرا للقانون الدولي، وحذرت في بيان خارجيتها من السياسة “التصعيدية” التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما دانت الكويت اقتحام من سمته “الوزير المتطرف” في حكومة الاحتلال باحات المسجد الأقصى، واعتبرته استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
الموقف الأميركي
وفي سياق متصل، نقل مراسل أكسيوس عن السفير الأميركي بإسرائيل توم نايدس قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة.
وأكد نايدس أن واشنطن تريد الحفاظ على الوضع الراهن، وأن الإجراءات التي تمنع ذلك غير مقبولة.
اقرأ ايضا.. جامعة الدول العربية ومصر تدينان الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على الأقصى