بوابة اوكرانيا – كييف – 24 شباط 2023_قررت البنوك اللبنانية المتعثرة اليوم الجمعة تعليق إضرابها، الذي بدأ في وقت سابق من هذا الشهر، لمدة أسبوع بعد أن طلب رئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي منها القيام بذلك.
ولم تدل جمعية مصارف لبنان بمزيد من التفاصيل حول التعليق. بدأ الإضراب في 7 فبراير احتجاجًا على حكم قضائي صدر مؤخرًا أجبر أحد أكبر البنوك في البلاد على سداد مدخراتهما نقدًا لاثنين من المودعين.
يأتي القرار في الوقت الذي يتوقع فيه الكثير من اللبنانيين، بمن فيهم موظفو الخدمة المدنية، الحصول على رواتبهم الشهرية. تُدفع الرواتب عادةً في نهاية الشهر، من خلال الحسابات المصرفية.
تضررت البنوك اللبنانية بشدة من الانهيار الاقتصادي التاريخي للبلاد الذي بدأ في أكتوبر 2019 وفرضت منذ ذلك الحين قيودًا غير رسمية على رأس المال لم يتمكن المودعون بموجبها من سحب سوى مبالغ صغيرة من مدخراتهم بسعر صرف أقل بكثير من السعر المستخدم في السوق.
تركت الأزمة الاقتصادية – المتجذرة في عقود من الفساد وسوء الإدارة من قبل الطبقة السياسية في البلاد – أكثر من ثلاثة أرباع سكان لبنان البالغ عددهم 6 ملايين نسمة في حالة فقر. وخسرت الليرة اللبنانية 97 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار.
دفعت الضوابط غير الرسمية على رأس المال بعض المودعين في الخارج، المحرومين من مدخراتهم، إلى رفع دعاوى قضائية في الخارج وفي لبنان للضغط على البنوك للإفراج عن مدخراتهم بالكامل. في لبنان، اختار بعض المودعين اقتحام البنوك وتسليحهم وإجبار الصرافين على تسليم أموالهم الخاصة. دفعت عدة أعمال مسلحة من هذا القبيل العام الماضي البنوك إلى الإضراب في سبتمبر 2022 وإغلاقها وسط مخاوف أمنية لمدة أسبوع.
في وقت سابق من هذا الشهر، ألغت محكمة النقض اللبنانية حكمًا صدر عام 2022 لصالح فرنسبنك، رفعه اثنان من المودعين للمطالبة بأموالهم نقدًا. ألغى الحكم الحكم السابق الذي كان يسمح للبنك بدفع شيك لهم. لن يسمح لهم ذلك باسترداد أموالهم بالكامل لأنهم كانوا سيضطرون إلى إيداع الشيك في حساب مصرفي، حيث سيتعثر المال مرة أخرى.
في منتصف فبراير، حطم لبنانيون غاضبون النوافذ وأضرموا النار في إطارات خارج اثنين من أكبر مصارف البلاد في العاصمة بيروت، مع انخفاض قيمة الليرة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد.
رغم الانهيار الاقتصادي، لم تنفذ السلطات اللبنانية الإصلاحات التي طالب بها المجتمع الدولي من أجل الإفراج عن مليارات الدولارات في شكل قروض ومنح. انتقد صندوق النقد الدولي لبنان بسبب تقدمه البطيء في الإصلاحات منذ بدء المحادثات بين الحكومة وصندوق النقد الدولي في مايو 2020.
وفي الوقت نفسه، رفضت البنوك محاولات تحميل مساهميها مسؤولية الأزمة – على النحو المتوخى في خطة التعافي الاقتصادي المقترحة – وأصروا على أن تتحمل الحكومة ومودعيها العبء الأكبر عن الخسائر.