بوابة أوكرانيا-كييف- 22 أيلول 2023- تحقق قوات الأمن اللبنانية في هجوم مسلح وقع في وقت متأخر من الليل على السفارة الأمريكية في بيروت، حيث تم إطلاق أكثر من اثنتي عشرة رصاصة.
وقالت البعثة الدبلوماسية إنه لم يصب أحد بأذى في الحادث الذي وقع في وقت متأخر من مساء الأربعاء.
وأظهرت كاميرات المراقبة مسلحا يرتدي ملابس سوداء وهو يطلق النار من بندقية كلاشينكوف قبل أن يفر من مكان الحادث على دراجة نارية.
وقال المتحدث باسم السفارة جيك نيلسون: “لم تقع إصابات ومنشأتنا آمنة”، مضيفًا أن البعثة كانت “على اتصال وثيق” مع سلطات إنفاذ القانون المحلية.
حددت الشرطة العسكرية اللبنانية ما لا يقل عن خمس ثقوب رصاص في الجدار المجاور لمدخل السفارة.
وتولى القضاء العسكري التحقيق في الهجوم.
وقال مصدر قضائي إن إطلاق النار كان على الأرجح “رسالة سياسية للسفارة وليس حادثًا أمنيًا”.
وقال المصدر إنه تم العثور على حقيبة بالقرب من محيط السفارة، لكن “لم يتم الكشف عن محتوياتها أو علاقتها المحتملة بالحادث”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على المجمع الذي يخضع لحراسة مشددة.
وعزز الجيش اللبناني الإجراءات الأمنية حول الموقع.
هناك حاجز للجيش، على بعد مئات الأمتار، يراقب كل من يستخدم الطريق.
ووصف النائب الإصلاحي ملحم خلف الحادثة بأنها “اعتداء خطير للغاية وغير مقبول، ويعكس هشاشة الوضع الأمني من جهة وجرأة غير مسبوقة في إيصال الرسائل من جهة أخرى، وكأننا أصبحنا جمهورية موز”.
وقال خلف: “من أجل القضاء على أي مؤامرة أو أي مشروع أمني مارق قد يستهدف لبنان، على القضاء والأجهزة الأمنية التحرك الفوري لتحديد هوية الفاعلين واعتقالهم وإنزال أشد العقوبات بهم”.
قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل: “إن نقاط التفتيش والتدقيق في الهويات وإطلاق النار على السفارات هي مشاهد يريد الشعب اللبناني إزالتها من خلال بناء دولة محترمة. واحذروا من تصاعد هذه الأحداث فهي لن تكون في مصلحة أحد وخاصة من حرض عليها”.
وحذر النائب زياد حواط من “اللعب بالنار في هذه اللحظة الحرجة والحساسة”، مضيفا أن “لبنان لم يعد يتحمل سياسة العمل كصندوق بريد وإرسال رسائل لخدمة المصالح الخارجية”.
وقال النائب المستقل عن بيروت فؤاد مخزومي: إن “الولايات المتحدة وقفت دائما إلى جانب لبنان وشعبه ودعمته ودعمته في كل الظروف وفي أصعب المحن التي واجهها”.
وأضاف أن هذا الهجوم و”غيره من الممارسات المشبوهة، يشوه صورة لبنان الحقيقية ولا يمثله بأي شكل من الأشكال، ويعرض علاقاته الدولية للخطر”.
وقال ألفريد رياشي، الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية: إن رسالة قوى الأمر الواقع وصلت إلى قائد الجيش العماد جوزاف عون.
ويأتي الهجوم على السفارة وسط شائعات تنتشر في بيروت بشأن معارضة الولايات المتحدة لمبادرة فرنسية لإجراء محادثات بين الأطراف اللبنانية المتنافسة بشأن انتخاب رئيس.
ولم يتمكن البرلمان اللبناني المنقسم، بين أنصار حزب الله والأحزاب المسيحية المعارضة لمرشحه سليمان فرنجية، من تأمين النصاب القانوني لأي مرشح.
ويمكن أن يمتد الفراغ الرئاسي المستمر منذ عام إلى مناصب رئيسية في السلطة، بما في ذلك قيادة الجيش، ورئاسة مجلس القضاء الأعلى، ومحافظ البنك المركزي، وجميعها مناصب مسيحية.
وفي خطاب بمناسبة اليوم الدولي للسلام يوم الخميس، حذرت جوانا فرونيكا، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، من أن “الفراغ الرئاسي، والمأزق السياسي، والأزمة الاجتماعية والاقتصادية والمالية التي طال أمدها، تقوض قدرة مؤسسات الدولة على تحقيق أهدافها”. وتوسيع فجوة الفقر وعدم المساواة، وتعريض استقرار البلاد للخطر.
“إن الاستقطاب السياسي المتزايد والتعنت يهددان التماسك الاجتماعي في لبنان والشعور بالانتماء بين شعبه. وقالت: “يجب على القادة السياسيين العمل من أجل المصلحة الوطنية، والبحث عن حلول حقيقية وعملية من أجل مستقبل أفضل لبلادهم”.