السعودية وبلجيكا توثقان أول رحلة أثرية في عهد الملك عبد العزيز

بوابة اوكرانيا – كييف في 14 اكتوبر 2023- تتعاون هيئة التراث في المملكة العربية السعودية مع مؤسسة الملك عبد العزيز للأبحاث والمحفوظات وجامعتين بلجيكيتين – جامعة لوفين وجامعة كاليفورنيا – لنشر كتاب وإنتاج فيلم وثائقي لإحياء ذكرى البعثة الأثرية التي أجريت في عهد الملك عبد العزيز.
ويسعى المشروع الذي يحمل اسم “توثيق المحتوى العلمي لمهمة ريكمان”، إلى ترجمة النصوص الفرنسية المكتوبة بخط اليد إلى اللغات العربية والإنجليزية والهولندية ورقمنة الوثائق لنشرها على نطاق أوسع. سيتم نشر الكتاب بجميع اللغات المذكورة أعلاه.
وسيتتبع الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان “على خطى ريكمانز” مسار الرحلة الاستكشافية وسيضم فريقًا من الخبراء من كلا البلدين. ستبدأ الرحلة من جدة، وتمر بعدة مواقع رئيسية، وتنتهي في الرياض.
ضمت الرحلة الاستكشافية التي استمرت أربعة أشهر من عام 1951 إلى عام 1952 غونزاغو ريكمانز، أستاذ اللغات السامية؛ وفيليب ليبنس، المتخصص في الفن والنقوش القديمة؛ وجاك ريكمانز، الذي اشتهر بخبرته في علم اللغة المقارن وتاريخ الحميري واللغات العربية الجنوبية والسبئية القديمة؛ وعبد الله فيلبي المستكشف.

وقطع المستكشفون مسافة تزيد عن 5000 كيلومتر عبر المناطق الغربية والجنوبية والوسطى من المملكة. تم توثيق كل مرحلة من الرحلة الاستكشافية بدقة. نجح الفريق في فهرسة ما يقرب من 12 ألف نقش، على الرغم من التحديات التي فرضتها التضاريس الوعرة في العديد من المناطق التي اجتازوها.
وسلط الدكتور سليمان الثقفي، أستاذ الخط العربي القديم والمستشار الثقافي بمركز الملك فيصل، الضوء على الأهمية الثقافية للاستكشاف.
وأكد على الاستقرار والأمن الذي سادت المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبد العزيز. وقال: “إن حقيقة قيام الباحثين البلجيكيين بقيادة عبد الله فيلبي بمثل هذه الرحلة المكثفة هي شهادة على سلامة البلاد وازدهارها في ذلك الوقت”.
وتمتد أهمية المهمة إلى ما هو أبعد من علم الآثار، حيث قام المستكشفون بتوثيق المجتمع السعودي وجغرافيته وملابسه وتقاليده وحياته اليومية. وقد شكل هذا كنزًا غنيًا من المواد للباحثين.
وأوضح الثقفي أن جاك ريكمان يعتبر من رواد الدراسات حول الخط العربي الجنوبي، وأنه قام بتأليف أول كتاب عنه.
أما غونزاغ ريكمانز فهو من أبرز الخبراء في مجال الخطوط العربية القديمة. وأبحاثه ودراساته الناجمة عن هذه الرحلة عديدة. أشرف على دراستي عندما كنت طالباً في جامعة لوفين في بلجيكا.
“إنه شخصية متميزة وعالم بارز. ولذلك فإن لهذا المشروع أهمية كبيرة لأنه يسلط الضوء على العمق التاريخي والأثري للمملكة العربية السعودية ودور مواطنيها في بناء تراثها الحضاري، وهو كنز يجب أن نكن له كل التقدير.
وأكدت علياء الفياض، المحاضرة في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود، على جاذبية المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة للباحثين الغربيين بسبب كنوزها الأثرية وتنوعها الثقافي الغني.
وقالت: “لم تقم البعثة البلجيكية بجرد النقوش القديمة والفنون الصخرية فحسب، بل سجلت أيضًا جوانب مختلفة من المجتمع السعودي ومناطقه في الخمسينيات من القرن الماضي”.

Exit mobile version