المستشفيات في بيروت بجنوب لبنان تضع اللمسات الأخيرة على خطط الطوارئ مع تصاعد مخاوف الحرب

 بوابة اوكرانيا – كييف في 22 اكتوبر 2023- تسببت الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة في أضرار واسعة النطاق للممتلكات المدنية في المنطقة الحدودية اللبنانية، حيث قامت المستشفيات في العاصمة والمنطقة الجنوبية بوضع اللمسات الأخيرة على خطط الطوارئ في حالة الحرب.

وألحق القصف الإسرائيلي مساء الجمعة والسبت أضرارا بالعديد من المنازل في البلدات الحدودية، فضلا عن شبكات الكهرباء.

ودوت صفارات الإنذار أكثر من مرة في العديد من المستوطنات الإسرائيلية الواقعة على طول الخط الأزرق بعد إخلائها، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وسمع دوي انفجارات في صور وبنت جبيل بعد أن اعترض نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي صواريخ موجهة أطلقت من لبنان.

استهدف قصف إسرائيلي عنيف بشكل رئيسي منطقة مزارع شبعا بعد ظهر السبت.

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حجم الدمار الذي لحق بمنزل مختار قرية رب الثلاثين الحدودية. كما كشفت اللقطات المصورة حجم الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء في بلدة برج الملوك.

وقال أندريا تيننتي، المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة في لبنان، إن اليونيفيل “لا تزال ملتزمة تماما بمهمتها المتمثلة في استعادة الاستقرار في جنوب لبنان، وتبذل قصارى جهدها لمنع تصعيد الأعمال العدائية”.

وقال تيننتي إن رئيس البعثة وقائد القوة اللواء أرولدو لازارو يقوم بتفقد منطقة العمليات لتقييم الوضع والاستماع إلى مخاوف قوات حفظ السلام.

ويحذر محللون من أن التصعيد المتبادل على طول الحدود قد يتطور إلى حرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مما دفع المستشفيات في بيروت والجنوب إلى تنفيذ خطة طوارئ احترازية بتوجيه من وزارة الصحة.

وقالت مسؤولة في مستشفى بيروت لصحيفة عرب نيوز إن موقعها “أكمل خطته وفتحنا طريقا خاصا لسيارات الإسعاف لنقل الجرحى”.

وأضافت: “لقد خصصنا مناطق مختلفة الألوان لاستقبال الجرحى حسب خطورة حالتهم. كما قمنا بتأمين الكوادر البشرية واللوجستية والصيدلانية”.

ويفر الناس من البلدات المتاخمة للخط الأزرق باتجاه مناطق أكثر أماناً.

وفي الوقت نفسه، تظل جميع المؤسسات التعليمية في الدولة مغلقة حتى إشعار آخر.

وفي صور – وهي مدينة جنوبية تبعد 22 كيلومتراً عن منطقة رأس الناقورة الحدودية – يُعتقد أن أكثر من 1500 عائلة لبنانية وسورية منتشرة في مراكز الإيواء المقامة داخل المدارس.

واختارت مئات العائلات اللبنانية الانتقال إلى مناطق أخرى في الشوف وجبل لبنان والمتن وبيروت.

وفي يوليو/تموز 2006، اندلعت حرب بين إسرائيل وحزب الله، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 لبناني وإصابة 4400 آخرين، معظمهم من المدنيين. وعلى الجانب الإسرائيلي، أودت الحرب بحياة 160 شخصا، معظمهم من الجنود. ودفع الصراع الذي استمر 30 يوما نحو مليون لبناني إلى الفرار من بلداتهم وتسبب في أضرار مادية غير مسبوقة، خاصة في الضاحية الجنوبية المعروفة بـ”الضاحية الجنوبية” لبيروت.

وأعرب وليد جنبلاط، الزعيم السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، عن مخاوفه من أن “لبنان قد لا يتمكن من الهروب من احتمال اتساع دائرة الحرب”.

وقال جنبلاط إنه يعمل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي نجله تيمور جنبلاط على “بذل الجهود اللوجستية اللازمة لاستيعاب النازحين من المناطق التي يمكن استهدافها في حال وقوع هجوم إسرائيلي”.

وأضاف: “قرى الجبل ذات الأغلبية الدرزية ستكون مفتوحة للجميع، شيعيا أو سنة أو مسيحيا”.

فالجمهور اللبناني منقسم حول ما إذا كان ينبغي جر البلاد إلى الصراع بين إسرائيل وحماس. فالبعض يرفض رفضاً قاطعاً التورط في حرب تكون فرص النصر فيها ضئيلة، والبعض الآخر يدعم القضية الفلسطينية ويطالب بدخول بلادهم في الصراع.

بسبب الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان منذ عام 2019، يكافح النازحون لتغطية نفقاتهم.

وقالت رباب، إحدى سكان الضاحية الجنوبية لبيروت، إن الحرب “تعني أن زوجي سيفقد دخله كسائق سيارة أجرة”.

وأضافت: “لا يستطيع أقاربي استضافتي وعائلتي، فهم بحاجة أيضاً إلى المساعدة. نحن قلقون من احتمال نشوب حرب قد تكون أشد قسوة من الحرب السابقة”.

وقال علي طباجة رئيس اتحاد نقابات السياحة في لبنان: إن “البعض في مناطق كثيرة يستغل الأزمة من خلال زيادة أسعار الشقق والضيافة دون سبب، فقط لأن بعض أهلنا يخضعون للحصار الإسرائيلي”. العدوان في المناطق الحدودية الجنوبية ويبحثون عن أماكن أكثر أمنا”.

ودعا طباجة وزير السياحة وليد نصار ونقابة الفنادق إلى “إصدار توجيهات تمنع الناس من زيادة الأسعار واستغلال النازحين”.

Exit mobile version