بوابة اوكرانيا – كييف في 26اكتوبر 2023- يعد النقش الفرعوني للملك رمسيس الثالث في تيماء أحد أهم الاكتشافات الأثرية في القرن الحادي والعشرين، وهو اكتشاف يشير إلى عمق العلاقات التجارية بين وادي النيل وشبه الجزيرة العربية التي تمتد إلى أكثر من 3000 عام.
تم العثور على الهيروغليفية على صخرة في الزيدانية بالقرب من واحة تيماء شمال غرب السعودية، وتحمل توقيع ملكي (خرطوش مزدوج) للملك رمسيس الثالث الذي حكم من 1192 إلى 1160 ق.م.
وبحسب محمد النجم، مدير متحف تيماء السابق، فإن النقش الذي تم اكتشافه عام 2010، يعد من أهم الاكتشافات في المملكة وأول اكتشاف أثري من نوعه.
وأكد علماء آثار سعوديون أن الموقع كان يقع على طريق تجاري يربط وادي النيل بتيماء في عهد رمسيس الثالث. وكانت القوافل المصرية تسافر على الطريق حاملة بضائع ثمينة من تيماء، مثل البخور والنحاس والذهب والفضة.
وقال النجم إن الطريق تميز بالتوقيعات الملكية الموضوعة على آبار المياه في شبه جزيرة سيناء والجزيرة العربية.
ويمر الطريق عبر وادي النيل وميناء القلزم إلى مدينة السويس، حيث عثر علماء الآثار على معبد مخصص للملك المصري.
ثم مرت بحرا عبر سرابيط الخادم بالقرب من ميناء أبو زنيمة على خليج السويس، حيث عثر أيضا على نقوش للملك رمسيس الثالث، قبل أن تعبر شبه جزيرة سيناء وتمر ببئر مياه وادي أبو غدة بالقرب من نخلة. واحة، حيث تم اكتشاف خرطوش مزدوج شبيه بخرطوش تيماء يحمل اسم الملك.
واستمر الطريق حتى رأس خليج العقبة، مرورا بموقعي نحال والتنيمة، حيث تم العثور أيضا على خرطوش مزدوج للملك رمسيس الثالث، يشبه خرطوش تيماء. وتشير إحدى البرديات إلى أن الحاكم المصري أرسل أشخاصاً لجلب النحاس من أرض مجاورة.
وقال النجم إن هذا النقش يمثل نقطة تحول في دراسة جذور العلاقات بين مصر وشبه الجزيرة العربية.
وتشمل النقوش الأخرى التي تم العثور عليها في المنطقة المجاورة شخصيات بشرية وأسطورية وحيوانية، بالإضافة إلى أنماط هندسية.
وأضاف أنه تمت دراستها وتوثيقها وما زال هناك حاجة لمزيد من البحث للكشف عن أهميتها الأثرية والتاريخية.