أميركا ستحدد مستقبلها بنفسها

تصبح المسألة الأوكرانية مرة أخرى بمثابة اختبار للقيادة أو الانعزالية بالنسبة للولايات المتحدة.

بوابة اوكرانيا- 31 اكتوبر2023كشف الرئيس الجديد لمجلس النواب الأميركي، الجمهوري المحافظ مايك جونسون، مساء يوم الاثنين عن مشروع قانون لدعم إسرائيل بقيمة 14,3 مليار دولار. وبهذا أوفى بوعده بفصل المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل، اللتين لا تزالان تشكلان جزءاً لا يتجزأ من المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل. حزمة الرئيس بايدن الضخمة البالغة 106 مليار دولار علاوة على ذلك، يقترح المشروع الجمهوري تخصيص المساعدات لإسرائيل ليس من أموال الطوارئ، ولكن على حساب تمويل خدمة الضرائب الأمريكية، والتي من غير المرجح أن تحظى بدعم مجلسي الكونجرس الأمريكي. وقد أثار هذا بالفعل انتقادات حادة من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين. واتهم البيت الأبيض المعارضين بشكل عام بممارسة الألعاب السياسية، حيث يقارنون مصالحهم الخاصة بقضايا الأمن القومي الأمريكي . فلماذا نشأ هذا الوضع وما هو التطور الذي يمكن أن نتوقعه في المستقبل؟

وفي محادثات غير رسمية، يعترف الساسة الأميركيون المخضرمون بأنهم لا يتذكرون مثل هذه الانقسامات العميقة داخل الحزب الجمهوري، والتي تقسم الآن اليمين المتطرف والمحافظين من جهة، و”الريغانيين” التقليديين من جهة أخرى. علاوة على ذلك، أصبحت قضايا دعم أوكرانيا، والآن إسرائيل، لسوء الحظ، رهائن للوضع.
إذا كان دعم أوكرانيا موضع تساؤل جدي في عام 2019 من قبل الرئيس ترامب آنذاك، الذي تلقى أول عزل له بسبب ذلك، فيبدو أن دعم إسرائيل يظل بلا شك في الولايات المتحدة، خاصة الآن. وبدلاً من ذلك، كما أكد البيت الأبيض ، يحاول الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري “تسييس” القضيتين، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على مصالح الأمن القومي الأميركي. تجدر الإشارة هنا إلى أن مشروع القانون “الإسرائيلي” الجديد ، الذي قدمه الجمهوريون يوم الاثنين، ينص على تخصيص 14.3 مليار دولار من موازنة دائرة الإيرادات الداخلية الأمريكية البالغة 80 مليار دولار، والتي أقرها الكونجرس العام الماضي. وتم توجيه الأموال لتحسين عمل المؤسسة وآليات إنفاذ القانون، فضلا عن إدخال تكنولوجيات جديدة. لذا اقترح المحافظون خفض الإنفاق “المفرط”.
ومن ناحية أخرى، فإن التخفيض الفعلي لاعتمادات إدارة الضرائب يخلق مخاطر محددة تتمثل في خفض إيرادات ميزانية الدولة، لأنه يجعل من الصعب اكتشاف الغش الضريبي والاحتيال، وخاصة بين الشركات الكبيرة. وعلى أقل تقدير، فإن هذا لا يتوافق مع الأهداف المعلنة للجمهوريين لتقليص عجز الموازنة، وبالتالي يخلق طريقاً مسدوداً أمام اعتماد المبادرة في مجلس الشيوخ، حيث يتم الحفاظ على الأغلبية الديمقراطية.

Exit mobile version