بوابة اوكرانيا – كييف في 6 ديسمبر 2023- أدان أعضاء مجلس التعاون الخليجي إسرائيل لارتكابها “انتهاكات واضحة” للقانون الدولي، وكرروا مطالبتهم بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وفي بيان صدر في ختام الدورة الرابعة والأربعين لمجلس التعاون الخليجي يوم الثلاثاء، أدان زعماء الدول الست الأعمال العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة، “والتي أدت إلى التهجير القسري للسكان المدنيين، وتدمير المرافق والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المباني السكنية والمدارس والمرافق الصحية ودور العبادة.
ومضى بيان التصريح إلى القول إن مثل هذه الأعمال “تشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”، وأعربوا عن استيائهم من “العدوان الإسرائيلي الصارخ ضد الشعب الفلسطيني”.
وكانت القمة، التي حضرها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كعضو رئيسي في الوفد السعودي، في قطر.
وانضم إلى ممثلي دول الخليج الست الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال إن هناك تجارة بقيمة 23 مليار دولار بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
ومضى يدين القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة، مضيفًا: “نتنياهو يرتكب جرائم حرب ضد الإنسانية في غزة”.
وقال إن نتنياهو “يدفع المنطقة بأكملها إلى الخطر من أجل مستقبله السياسي”.
وعقد اجتماع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي في الوقت الذي شنت فيه القوات الإسرائيلية اقتحامها الذي طال انتظاره للمدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة، حيث اجتاحت المستشفيات عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين.
وفيما يبدو أنه أكبر هجوم بري منذ انهيار الهدنة الأسبوع الماضي قال سكان إن الدبابات الإسرائيلية دخلت الأجزاء الشرقية من خان يونس للمرة الأولى وعبرت من السياج الحدودي الإسرائيلي وتقدمت غربا.
وقال سكان إن بعضهم اتخذوا مواقع داخل بلدة بني سهيلة على المشارف الشرقية لخان يونس، بينما واصل آخرون مواقعهم وتمركزوا على حافة مشروع تطوير سكني تموله قطر يسمى مدينة حمد.
وبعد أيام من إصدار أوامر للسكان بالفرار من المنطقة، أسقطت القوات الإسرائيلية منشورات جديدة يوم الثلاثاء تحتوي على تعليمات بالبقاء داخل الملاجئ أثناء الهجوم.
وجاء في المنشورات “في الساعات المقبلة، سيبدأ جيش الدفاع الإسرائيلي في شن هجوم مكثف على منطقة سكنك لتدمير منظمة حماس الإرهابية”.
“لا تخرج بعد. من أجل سلامتك، ابقَ في الملاجئ والمستشفيات التي تتواجد فيها. لا تخرج. الخروج أمر خطير. لقد تم تحذيرك.”
ولكن القصف الإسرائيلي أدى إلى نزوح 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وفر معظمهم إلى الجنوب ـ وهي منطقة أكثر كثافة سكانية من لندن.
ووفقاً لمسؤولي الصحة في غزة الذين تعتبرهم الأمم المتحدة موثوقين، فقد تأكد مقتل أكثر من 15800 شخص، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.
ومضى الإعلان في الدعوة إلى الاستئناف الفوري للهدنة الإنسانية في قطاع غزة من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وضمان وصول جميع المساعدات الإنسانية إلى وجهاتها المقصودة.
وتعهدت القمة بدعمها المستمر للشعب الفلسطيني ودعمها المستمر للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة.
كما وافق البيان الخليجي على المساعدة في إعادة بناء “ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في هجماتها على القطاع خلال السنوات الماضية”.
وحذر زعماء مجلس التعاون الخليجي من أنه إذا استمرت الحرب فسيكون هناك خطر من توسع الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، وهو أمر حذروا من أنه سيؤدي إلى “عواقب وخيمة على شعوب المنطقة وعلى السلام والأمن الدوليين”.
وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لتثبيت وقف إطلاق النار وحماية المدنيين.
وجدد المجلس مطالبته بإنهاء احتلال فلسطين، ودعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على كافة الأراضي المحتلة.
وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية المتواصلة ومبادرتها بالشراكة مع الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية لإحياء عملية السلام وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وقرار السلام العربي. مبادرة 2002.
وفي وقت سابق، دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته الافتتاحية، مجلس الأمن الدولي إلى إجبار إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن الحرب في غزة.
وقال في القمة: “من العار على المجتمع الدولي أن يسمح باستمرار هذه الجريمة البشعة لمدة شهرين تقريبا، يتواصل خلالها القتل المنهجي والمتعمد للمدنيين الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال”.
وقال حاكم قطر إن بلاده “تعمل باستمرار على تجديد” الهدنة التي أضاف أنها “ليست بديلا عن وقف دائم لإطلاق النار”.
ودعا إلى “تحقيق دولي في المجازر التي ارتكبتها إسرائيل”، وأدان استهداف المدنيين من كافة الجنسيات والأديان.
وأصدر مجلس التعاون الخليجي إعلانا في نهاية القمة، حيث قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إن هدفهم الأساسي الآن هو وقف الحرب في غزة، مضيفا أن محادثات الوساطة بشأن غزة لا تزال مستمرة.
وشدد الوزير على أنه من غير المقبول منع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.