بوابة اوكرانيا – كييف في 9 ديسمبر 2023- دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة إلى وقف فوري للحرب في غزة وعقد مؤتمر دولي للسلام للتوصل إلى حل سياسي دائم يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وفي مقابلة مع رويترز في مكتبه برام الله قال عباس (87 عاما) إن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل عام وصل إلى مرحلة تنذر بالخطر وتتطلب مؤتمرا دوليا وضمانات من القوى العالمية.
وإلى جانب الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس في غزة، قال إن القوات الإسرائيلية كثفت هجماتها في كل مكان بالضفة الغربية المحتلة خلال العام الماضي مع تصعيد المستوطنين للعنف ضد البلدات الفلسطينية.
وكرر موقفه الثابت لصالح التفاوض بدلا من المقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال الذي طال أمده.
أنا مع المقاومة السلمية. أنا مع مفاوضات على أساس مؤتمر دولي للسلام وبرعاية دولية تؤدي إلى حل تحميه القوى العالمية لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية”.
وكان عباس يتحدث بينما كثفت إسرائيل هجماتها على غزة. وفي شهرين من الحرب، قتلت إسرائيل أكثر من 17,000 شخص، وأصابت 46,000 آخرين، وأجبرت حوالي 1.9 مليون شخص على النزوح، أكثر من نصفهم يلجأون الآن إلى مناطق في وسط غزة أو بالقرب من الحدود المصرية.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن فكرة عقد مؤتمر دولي نوقشت بين مختلف الشركاء لكن الاقتراح لا يزال في مرحلة أولية للغاية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “إنه أحد الخيارات العديدة المطروحة على الطاولة والتي سندرسها نحن وآخرون بعقل متفتح، لكن لم يتم اتخاذ قرار بشأن ذلك”.
وشنت إسرائيل حملتها للقضاء على حركة حماس التي تحكم قطاع غزة بعد أن شن مقاتلو حماس حملة شعواء عبر بلدات إسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وقال عباس إنه بناء على اتفاق دولي ملزم، فإنه سيعمل على إحياء السلطة الفلسطينية الضعيفة، وتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي تم تعليقها بعد فوز حماس في عام 2006 وطرد السلطة الفلسطينية بعد ذلك من غزة.
وقال إن السلطة الفلسطينية التزمت بجميع اتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل منذ اتفاق أوسلو عام 1993 والتفاهمات التي تلت ذلك على مر السنين، لكن إسرائيل تراجعت عن تعهداتها بإنهاء الاحتلال.
انتخابات ديمقراطية
وردا على سؤال عما إذا كان سيخاطر بإجراء انتخابات نظرا لاحتمال فوز حماس كما فعلت في عام 2006 قال: “من يفوز سيفوز، ستكون هذه انتخابات ديمقراطية”.
وقال عباس إنه كان يعتزم إجراء انتخابات في أبريل 2021 لكن مبعوث الاتحاد الأوروبي أبلغه قبل الموعد المحدد أن إسرائيل تعارض التصويت في القدس الشرقية لذلك اضطر إلى إلغائه.
وأصر على أنه لن تكون هناك انتخابات بدون القدس الشرقية، قائلا إن السلطة الفلسطينية أجرت ثلاث جولات من الانتخابات في الماضي شملت القدس الشرقية قبل أن تفرض إسرائيل الحظر.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية العربية في حرب الشرق الأوسط عام 1967. وضمتها فيما بعد، وأعلنت المدينة بأكملها عاصمة لها، في خطوة لم تحظى باعتراف دولي. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
ولم يقدم عباس رؤية محددة لخطة ما بعد الحرب التي تمت مناقشتها مع المسؤولين الأمريكيين والتي بموجبها ستتولى السلطة الفلسطينية السيطرة على القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون شخص. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تقبل بحكم السلطة الفلسطينية على قطاع غزة بصيغته الحالية.
وأضاف: “الولايات المتحدة تقول لنا إنها تدعم حل الدولتين، وأنه لا يُسمح لإسرائيل باحتلال غزة، أو الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على غزة أو مصادرة الأراضي من غزة”، في إشارة إلى خطة طرحتها إسرائيل لإقامة المنطقة الأمنية في غزة بعد الحرب.
أمريكا لا تجبر إسرائيل على تنفيذ ما تقوله”.
وقال إن السلطة لا تزال حاضرة في غزة كمؤسسة، ولا تزال تدفع رواتب ونفقات شهرية تقدر بنحو 140 مليون دولار للموظفين والمتقاعدين والأسر المحتاجة. وأضاف أن السلطة الفلسطينية لا يزال لديها ثلاثة وزراء متواجدين في غزة.
وقال عباس: “نحن بحاجة إلى إعادة التأهيل، نحتاج إلى دعم كبير للعودة إلى غزة”.
“غزة اليوم ليست غزة التي تعرفونها. لقد دمرت غزة، ودمرت مستشفياتها ومدارسها وبنيتها التحتية ومبانيها وطرقها ومساجدها. لم يتبقى شيء. عندما نعود نحتاج إلى الموارد، وغزة تحتاج إلى إعادة الإعمار”.
وقال عباس: “إن الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل بشكل كامل تتحمل مسؤولية ما يحدث في القطاع”.
واضاف“إنها القوة الوحيدة القادرة على أن تأمر إسرائيل بوقف الحرب والوفاء بالتزاماتها، لكنها للأسف لا تفعل ذلك. أمريكا شريكة لإسرائيل”.