بوابة اوكرانيا – كييف في 16 ديسمبر 2023- دفعت الضائقة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها لبنان وكالة موديز لخدمات المستثمرين ومقرها الولايات المتحدة إلى الحفاظ على تصنيفها عند “C” في ضوء خسائر حاملي السندات التي من المرجح أن تتجاوز 65 في المائة.
وبحسب وكالة موديز، فإن التصنيف يعكس الخسائر المتكبدة بسبب تخلف لبنان المستمر عن السداد منذ 16 مارس 2020.
لقد غرقت البلاد في أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية، ويبدو أن مؤسساتها الضعيفة غير قادرة على معالجتها.
كما غيرت الوكالة النظرة المستقبلية للبلاد إلى مستقرة من لا توقعات، مما يعكس توقعاتها بأن التصنيف “C” سيبقى في المستقبل المنظور، نظرا للاحتمال الكبير لتكبد الدائنين من القطاع الخاص خسائر كبيرة.
وتتوقع الوكالة أيضًا استمرار البيئة الاقتصادية المتقلبة بسبب الجمود السياسي المتكرر وضعف المؤسسات.
تفاقمت الضائقة الاقتصادية بسبب انهيار العملة الوطنية في السوق الموازية وارتفاع التضخم، حيث وصل إلى نسبة مذهلة بلغت 215.4 في المائة بحلول نهاية أكتوبر 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويثير غياب الخطوات المحورية نحو إصلاحات معقولة في السياسات الاقتصادية والمالية الشكوك حول جدوى دعم التمويل الخارجي الرسمي المصاحب لإعادة هيكلة الديون الحكومية على المدى القريب.
ويواجه لبنان مأزقاً سياسياً متكرراً ويصارع مع مؤسسات ضعيفة، مع تعرضه للصراع المتفاقم بين إسرائيل وحماس، مما يؤدي إلى تراجع المكاسب الأخيرة في صناعة السياحة وزيادة تقويض النشاط الاقتصادي.
ووجدت الوكالة أيضًا أن سقف العملة المحلية لا يزال عند “Ca”، مما يشير إلى أن التزامها يقترب من التخلف عن السداد، حتى مع ثبات سقف العملة الأجنبية عند نفس المستوى.
وبالنظر إلى العوامل البيئية والاجتماعية والإدارية، أشارت درجة التأثير الائتماني البيئي والاجتماعي والحوكمة في لبنان إلى تصنيف أقل بكثير مما كان سيحصل عليه.
وتساهم قيود الحوكمة، وانخفاض مستويات الثروة، والميزانية العمومية المثقلة بالأعباء في انخفاض القدرة على الصمود في مواجهة المخاطر البيئية والاجتماعية.
وتواجه البلاد تحديات بيئية، بما في ذلك القضايا المزمنة في إدارة النفايات الصلبة ومياه الشرب غير الآمنة لأكثر من 25% من السكان، مع توقع أن يصبح نقص المياه أكثر انتشارًا دون سياسات فعالة.
وتتجلى المخاطر الاجتماعية في تدني مستوى الوصول إلى الخدمات الأساسية، وعدم إمكانية الاعتماد على الكهرباء، والهجرة الكبيرة للعمالة الماهرة إلى الخارج، وتدفق اللاجئين السوريين الذين يشكلون أكثر من 30% من السكان.
كما قدم تقرير التصنيف لمحة سريعة عن المشهد الاقتصادي المليء بالتحديات في لبنان، مع نمو سلبي للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 2.6 بالمئة في عام 2022، ومعدل تضخم 122 بالمئة، ونسبة الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الإجمالي 319.6 بالمئة.
وأضاف التقرير أن الوضع الائتماني للبلاد لا يزال معرضًا بشكل كبير للمخاطر البيئية والتحديات الاجتماعية وقضايا الحوكمة، مما يعكس تصنيف المرونة الاقتصادية “caa3”.
والعوامل التي قد تؤدي إلى رفع التصنيف أو تخفيضه محدودة، نظرا لأن التصنيف “C” هو الأدنى على مقياس موديز.
وأي ترقية محتملة بعد إعادة الهيكلة ستكون مقيدة، الأمر الذي يتطلب وتيرة مستدامة وأسرع من المتوقع لضبط الأوضاع المالية وإجراء إصلاحات هيكلية على مدى عدة سنوات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تطور المحركات الحاسمة مثل النمو الاقتصادي، وأسعار الفائدة، وإيرادات الخصخصة، والقدرة على توليد والحفاظ على فوائض أولية كبيرة من شأنه أن يلعب دورا حاسما في تحديد جدوى رفع التصنيف بشكل كبير.