بوابة اوكرانيا – كييف في 28 ديسمبر 2023- توفي رئيس المفوضية الأوروبية السابق جاك ديلور، الأب المؤسس لمشروع العملة الموحدة التاريخي للاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء عن عمر يناهز 98 عاما. شغل
ديلور، الذي كان من أشد المدافعين عن التكامل الأوروبي في فترة ما بعد الحرب، منصب رئيس المفوضية الأوروبية، وهو من أكبر المدافعين عن التكامل الأوروبي بعد الحرب. مسؤول تنفيذي في الاتحاد الأوروبي، لثلاث فترات ـ أطول من أي شاغل آخر للمنصب ـ من يناير/كانون الثاني 1985 حتى نهاية عام 1994.
خلال العقد الديناميكي الذي قضاه ديلور كرئيس للمفوضية، أكمل الاتحاد الأوروبي سوقه الموحدة المتكاملة ووافق على تقديم عملة موحدة وبناء سياسة خارجية وأمنية مشتركة.
كما وضعت الكتلة المكونة من 12 دولة آنذاك الشروط في عهده لقبول الدول الشيوعية السابقة في وسط وشرق أوروبا في نهاية المطاف بعد سقوط جدار برلين عام 1989.
وقالت ابنته مارتين أوبري، رئيسة بلدية ليل الاشتراكية، لوكالة فرانس برس أن والدها توفي أثناء نومه في منزله الباريسي.
وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمواطنه ووصفه بأنه “المبدع الذي لا يكل لأوروبا لدينا”.
وقال ماكرون في تغريدة له على موقع “إكس”، تويتر سابقا، إن “التزامه ومثله الأعلى واستقامته ستلهمنا دائما”.
وأضاف ماكرون أن ديلور كان “رجل دولة ذو مصير فرنسي”.
وقال أوليفييه فور، رئيس الحزب الاشتراكي الفرنسي حيث كان ديلور شخصية بارزة، “لقد تركنا عملاق”.
وأضاف فور أن ديلور، الذي شغل منصب وزير المالية في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران، سعى إلى “التغلب على المأساة من خلال بناء سلام دائم” بعد أن دمرت الحرب العالمية الثانية أوروبا.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن ديلور “قاد تحول المجموعة الاقتصادية الأوروبية نحو اتحاد حقيقي”.
وكتب ميشيل على مواقع التواصل الاجتماعي: “فرنسي عظيم وأوروبي عظيم، دخل التاريخ كواحد من بناة أوروبا لدينا”.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية الحالية أورسولا فون دير لاين إن ديلور “شكل أجيالا كاملة من الأوروبيين، بما في ذلك جيلي”، وكان “صاحب رؤية جعل أوروبا أقوى”.
وسلطت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد الضوء على دور ديلور في السوق الأوروبية الموحدة و”المسار الذي رسمه نحو عملتنا الموحدة، اليورو”.
وقالت إن أوروبا “فقدت رجل دولة حقيقيا”.
وقال ميشيل بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي أثناء طلاق بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إن ديلور كان مصدر إلهام وسبب “للإيمان بفكرة معينة عن السياسة، وعن فرنسا، وأوروبا”.
وكان ديلورز، وهو من أشد المناصرين للفيدرالية، مدافعاً شغوفاً عن “اتحاد متزايد التقارب” وكثيراً ما اشتبك على رأس السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي مع رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك مارغريت تاتشر، التي عارضت بقوة أي نقل للسلطة إلى بروكسل.
دفعت خطط ديلور الخاصة بالاتحاد النقدي صحيفة ذا صن الشعبية في بريطانيا إلى نشر عنوان رئيسي على صفحتها الأولى في عام 1990 بعنوان “ارفع صوتك يا ديلورز”.
وجاء إعلان وفاة ديلور بعد ساعات من ورود أنباء عن رحيل فولفغانغ شيوبله، الذي امتدت مسيرته المهنية في البرلمان الألماني لأكثر من نصف قرن، ساهم خلالها في تأمين مكانة بلاده في قلب أوروبا.
وفي مقابلة بمناسبة الذكرى الخمسين لمعاهدة روما التأسيسية في مارس آذار 2007 قال ديلور لرويترز إنه يشعر بالقلق من احتمال تفكك الاتحاد الأوروبي في غضون 20 عاما ما لم يصلح مؤسساته لتبسيط عملية صنع القرار فيه.
وبعد ما يزيد قليلاً عن عقدين من الزمن، انسحبت بريطانيا من الكتلة. ولا يزال الفيدراليون يحذرون من أن التوسعة الإضافية المزمعة، ربما إلى الشرق مثل أوكرانيا، تهدد بإيقاف عملية صنع القرار إذا لم يتم تفعيل إصلاحات أعمق.
ومع ذلك، أعرب ديلور في ذلك الوقت عن اعتزازه بسجل الاتحاد الأوروبي في نشر السلام والرخاء والديمقراطية وسيادة القانون في قارة مزقتها الحرب والدكتاتورية والفظائع.
وقال إنريكو ليتا، رئيس الوزراء الإيطالي السابق الذي يرأس حاليا معهد جاك ديلور الذي أنشأه رئيس المفوضية الأوروبية السابق: “إن أوروبا الحديثة تفقد اليوم أباها المؤسس”.
وفي كتابه على موقع X، أشاد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني بـ “الشخصية التي أظهرت، على أساس القيم المسيحية، طريق تعزيز أوروبا”.
كما أشاد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو بـ “الأب المؤسس” للاتحاد الأوروبي، الذي يظل “مشروعه من أجل اتحاد أقوى وأكثر أمانا ذا أهمية كبيرة لأوروبا الغد”.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن ديلور “يؤمن دائما بأوروبا موحدة ومنفتحة ومزدهرة”.
وكتب سانشيز في موقع إكس: “لقد عمل على تحويل ما اعتقده الكثيرون مستحيلا إلى واقع”.
وأشاد المستشار الألماني أولاف شولتز بديلور ووصفه بأنه “صاحب رؤية” و”مهندس الاتحاد الأوروبي كما نعرفه”.
وأضاف شولتز في رسالة نشرت على موقع X، أن ديلور ناضل من أجل الوحدة الأوروبية “مثل قلة من الآخرين”، وحث الأوروبيين على مواصلة عمله من أجل مصلحة القارة.
البابا يترأس اجتماعا بين الأديان في مسجد إندونيسي خلال أطول رحلة وأكثرها تحديا
بوابة أوكرانيا – كييف 5 يوليو 2024 – يترأس البابا فرنسيس اجتماعا بين الأديان في مسجد في أكبر دولة ذات...