أظهرت بيانات صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء أن الصادرات السلعية للمملكة العربية السعودية وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ سبعة أشهر في أكتوبر بإجمالي 104.31 مليار ريال سعودي (27.8 مليار دولار).
ويمثل هذا التغيير زيادة هامشية بنسبة 0.014 في المائة مقارنة بشهر سبتمبر، ويعزى هذا التغيير إلى ارتفاع الشحنات غير النفطية من المملكة. وتظهر البيانات أيضًا ارتفاعًا طفيفًا في الصادرات غير النفطية إلى الهند وسنغافورة.
وشهد هذا القطاع، باستثناء إعادة التصدير، ارتفاعا بنسبة 9 في المائة خلال الفترة، ليصل إلى 18.25 مليار ريال، ويشكل ما نسبته 17.5 في المائة من إجمالي التجارة الخارجية للسعودية.
وانخفضت عمليات إعادة التصدير، والتي تشير إلى البضائع التي يتم نقلها عبر المملكة العربية السعودية إلى وجهاتها النهائية، بنسبة 14 في المائة خلال هذه الفترة لتصل إلى 3.78 مليار ريال.
وانخفضت شحنات النفط، التي تشكل حصة 78.9 في المائة من إجمالي صادرات المملكة في أكتوبر، بنسبة 1 في المائة، لتصل إلى 82.28 مليار ريال. ويتماشى هذا الانخفاض مع التخفيضات الطوعية المستمرة لإنتاج النفط في المملكة العربية السعودية بمقدار مليون برميل يوميًا كجزء من السياسة التي تتبناها منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، المعروفة باسم أوبك +، والتي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في أسواق الخام العالمية.
وبلغ إجمالي حجم التجارة في أكتوبر 178.21 مليار ريال، مسجلاً أعلى مستوى له خلال عام واحد وبزيادة قدرها 7 بالمائة عن الأرقام المسجلة في سبتمبر. ويعزى هذا النمو في المقام الأول إلى زيادة بنسبة 17 في المائة في الواردات السلعية، والتي بلغ إجماليها 73.91 مليار ريال سعودي لهذا الشهر.
ويعود ارتفاع الواردات السعودية إلى توسع الشحنات المصنفة كمكونات كهربائية، وأجهزة ميكانيكية، ومعدات صوتية وتلفزيونية، تشكل 22 في المائة من الإجمالي، وتبلغ قيمتها 16.49 مليار ريال في أكتوبر.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت معدات النقل والمركبات دورًا رئيسيًا في نمو واردات المملكة، حيث شكلت 19 بالمائة من الإجمالي بقيمة 14.36 مليار ريال سعودي.
وعلى الرغم من انخفاض الميزان التجاري بنسبة 26.5 في المائة منذ شهر سبتمبر، فقد سجلت المملكة فائضا قدره 30.4 مليار ريال.
شركاء التصدير الرئيسيين
وواصلت الصين الحفاظ على مكانتها كوجهة التصدير الرئيسية للمملكة، حيث بلغ إجمالي الصادرات 19.55 مليار ريال، مما يعكس زيادة بنسبة 2.1 في المائة مقارنة بالشهر السابق.
وشكلت الصادرات غير النفطية إلى الصين 13.1 في المائة بقيمة 2.56 مليار ريال، مرتفعة عن الشهر السابق البالغة 12 في المائة. ومن الجدير بالذكر أن المنتجات الكيماوية والبلاستيك والمطاط ساهمت بشكل كبير وشكلت ما يقرب من 82 بالمائة من هذه التجارة.
وحصلت اليابان على المركز الثاني، حيث بلغ إجمالي الصادرات السعودية 12.26 مليار ريال. ويعكس هذا ارتفاعا بنسبة 7,8% مقارنة بالشهر السابق، حيث تمثل المنتجات غير النفطية 1,3% فقط.
وزادت الصادرات إلى الهند، ثالث أكبر وجهة تصديرية، بنسبة 2.5 في المائة خلال الفترة، ليصل إجماليها إلى 10.19 مليار ريال. يشار إلى أن حصة الصادرات غير النفطية للدولة الواقعة في جنوب آسيا ارتفعت من 15 في المائة إلى 19 في المائة خلال هذه الفترة إلى 1.92 مليار ريال.
وعلى غرار الصين، تألفت الصادرات غير النفطية إلى الهند في الغالب من المنتجات الكيماوية والبلاستيك والمطاط، وتشكل 78.4 في المائة.
وبلغت الصادرات إلى كوريا الجنوبية 10.03 مليار ريال، وشكلت المنتجات غير النفطية 3.8 في المائة من الإجمالي.
وحصلت دولة الإمارات على المركز الخامس بصادرات بلغت 5.1 مليار ريال. ومع ذلك، حافظت على مكانتها كوجهة غير نفطية رائدة، متجاوزة الصين بأرقام تصل إلى 3.81 مليار ريال.
وشكلت الشحنات غير النفطية إلى الإمارات 75% من إجمالي الشحنات، وتألفت بشكل أساسي من الآلات والمعدات الميكانيكية والكهربائية والمنتجات الكيماوية والبلاستيك والمطاط.
وشهدت سنغافورة، على الرغم من كونها الوجهة التصديرية الرابعة عشرة، نمواً كبيراً في الشحنات غير النفطية، حيث ارتفعت بنسبة 147 في المائة مقارنة بشهر سبتمبر وبلغ إجماليها 1.24 مليار ريال سعودي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، زار رئيس وزراء سنغافورة المملكة العربية السعودية، واتفق البلدان على تعزيز علاقاتهما إلى شراكة استراتيجية، تركز على مبادرات التجارة والاستثمار والطاقة والمناخ. وقبل ذلك، في سبتمبر/أيلول، زار وفد تجاري سعودي برئاسة وزير التجارة ماجد القصبي سنغافورة لمدة ثلاثة أيام لتعزيز العلاقات الاقتصادية.
شركاء الاستيراد الرئيسيين
وساهمت الصين بنسبة 20 في المائة من واردات المملكة، تليها الولايات المتحدة بنسبة 12 في المائة، والإمارات العربية المتحدة بنسبة 7 في المائة، والهند بنسبة 5 في المائة.
وبلغ إجمالي واردات المملكة العربية السعودية من الصين 14.87 مليار ريال سعودي، بزيادة قدرها 16 بالمائة عن الشهر السابق، مما يؤكد العلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين. ومع ذلك، حافظت المملكة العربية السعودية على فائض تجاري قدره 4.68 مليار ريال سعودي مع الدولة الآسيوية.
وبلغت الواردات من الولايات المتحدة 8.82 مليار ريال، أي بزيادة قدرها 64 في المائة. وتتكون غالبية هذه الواردات من المعدات الصناعية ومكونات المركبات. وكان هناك نمو ملحوظ في واردات الأسلحة والذخيرة من الولايات المتحدة، حيث شهدت زيادة قدرها 509 في المائة.
وفقًا لمجلس الأعمال الأمريكي السعودي: “تستمر العلاقة التجارية بين البلدين في التطور مع نمو الصادرات السعودية غير النفطية من منتجات الصناعة النفطية إلى المعادن والمصنوعات الصناعية، بينما تظل الولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر للسلع في جميع أنحاء المملكة”. ملف تصدير متنوع للغاية.
وشهدت الواردات من دولة الإمارات العربية المتحدة زيادة بنسبة 11 في المائة لتصل إلى إجمالي 5.11 مليار ريال سعودي. وشكل اللؤلؤ والمجوهرات 22%، في حين شكلت المنتجات المعدنية حوالي 36% من إجمالي الواردات.