البرلمان اللبناني يوافق على موازنة 2024 متجاهلاً الإصلاحات الكبرى

بوابة اوكرانيا – كييف في26 يناير 2024 – أقر البرلمان اللبناني في وقت متأخر من يوم امس الجمعة ميزانية معدلة لعام 2024 قال خبراء إنها أهملت تضمين إصلاحات حاسمة من شأنها أن تساعد البلاد على الخروج من الانهيار المالي الذي دمر القطاع العام منذ ما يقرب من خمس سنوات.
وتمت الموافقة على مشروع القانون بعد ثلاثة أيام من الخلافات الطويلة، بما في ذلك العديد من الخلافات الساخنة في قاعة البرلمان مع رئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي، مما سلط الضوء على الانقسامات العميقة التي أصابت السياسة اللبنانية بالشلل، وأطالت الفراغ الرئاسي المستمر منذ أكثر من عام.
وتوقعت الميزانية، التي تم تعديلها على مدار أشهر من النسخة التي قدمها ميقاتي إلى البرلمان، زيادة كبيرة في إيرادات الدولة المكتسبة من خلال ضريبة القيمة المضافة والرسوم الجمركية.
كما تضمنت إجراءات يبدو أنها تستهدف أولئك الذين حققوا مكاسب غير مشروعة خلال الأزمة المالية في لبنان، من خلال تغريم الشركات التي استفادت بشكل غير عادل من منصة صرف العملات السابقة للبنك المركزي والتجار الذين استخدموا دعم البنك المركزي على الواردات لتحقيق الأرباح.
منذ أن بدأ الاقتصاد اللبناني في الانهيار في عام 2019، فقدت العملة حوالي 95 في المائة من قيمتها، ومنعت البنوك معظم المودعين من سحب مدخراتهم، وغرق أكثر من 80 في المائة من السكان تحت خط الفقر.
اندلعت الأزمة بعد عقود من الإنفاق المسرف والفساد بين النخبة الحاكمة، التي قاد بعضها البنوك التي قدمت قروضا كبيرة للدولة.
وتقدر الحكومة إجمالي الخسائر في النظام المالي بأكثر من 70 مليار دولار، معظمها مستحق لدى البنك المركزي.
منعت المصالح الخاصة للطبقة السياسية والاقتصادية الإصلاحات الرئيسية التي طلبها صندوق النقد الدولي لإطلاق حزمة مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار للبنان، بما في ذلك تشريعات لحل أزمته المصرفية وتوحيد أسعار الصرف المتعددة لليرة اللبنانية.
كما حث صندوق النقد الدولي لبنان على النظر في زيادة الإنفاق الاجتماعي “بهدف حماية الفئات الأكثر ضعفا”. وقالت العام الماضي إن لبنان “سيكون غارقًا في أزمة لا تنتهي أبدًا” ما لم ينفذ إصلاحات سريعة.
لكن ميقاتي قال أمام النواب في جلسة الجمعة، إن الحكومة “أوقفت الانهيار الذي كان يحدث، وبدأنا مرحلة التعافي”. وطلب نحو 40 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 128 عضوا التعليق على الميزانية، واعترض كثيرون على تصريحاته.
واستخدمت مسودة ميزانية 2024 التي اطلعت عليها رويترز سعر صرف قدره 89 ألف ليرة لبنانية (5.93 دولار) للدولار لحساب معظم إيرادات الضرائب، بينما حددت الحسابات الأخرى بسعر 50 ألف ليرة.
وخفض البنك المركزي العام الماضي سعر الصرف الرسمي للعملة من سعر ربط طويل الأمد عند 1500 جنيه إلى 15 ألف جنيه للدولار الأمريكي.
وقالت مؤسسة “مبادرة السياسة” البحثية إن مشروع الميزانية “يثقل كاهل الأسر ذات الدخل المتوسط ​​والمنخفض بشكل غير متناسب مقارنة بالأسر الغنية” من خلال خفض عتبة الشركات لدفع ضريبة القيمة المضافة وتقديم إعفاءات ضريبية للشركات الكبرى.
وقال سامي زغيب، الخبير الاقتصادي اللبناني في مبادرة السياسات، إن الميزانية كانت مثالاً على “الكيمياء الاقتصادية اللبنانية”.
وقال لرويترز “إنه لا يخدم أي غرض اقتصادي ولا يخدم أي رؤية محددة تتجاوز تكرار دورة الانحلال الحراري للدولة والاقتصاد والمجتمع”. (الدولار = 15.000.0000 ليرة لبنانية) (تقرير مايا جبيلي وتحرير ديان كرافت)

Exit mobile version