ارتفاع ائتمان البنوك السعودية بنسبة 10% ليصل إلى 690 مليار دولار في 2023

بوابة اوكرانيا – كييف في 1 فبراير 2024 – أظهرت أحدث البيانات أن زيادة الائتمان لأنشطة الشركات أدت إلى زيادة سنوية بنسبة 10 في المائة في قروض البنوك السعودية في عام 2023، لتصل إلى 2.58 تريليون ريال سعودي (690 مليار دولار).
وبحسب آخر نشرة شهرية للبنك المركزي السعودي، فإن الائتمان الممنوح للأفراد، الذي يشكل 48 في المائة من القروض المصرفية، نما بنسبة 7 في المائة في عام 2023، في حين شهدت الشركات والأنشطة الأخرى ارتفاعا بنسبة 13 في المائة مقارنة بالعام السابق.
وفي الوقت نفسه، شهد عرض النقود، الذي يشمل الودائع تحت الطلب والودائع لأجل إلى جانب الودائع شبه النقدية الأخرى، نمواً بنسبة 8 في المائة ليصل إلى 2.69 تريليون ريال، مدفوعاً في الغالب بالنمو الكبير في الودائع لأجل مقارنة بالفئات الأخرى.
ومن ناحية أخرى، حصلت الأنشطة العقارية على أكبر مخصصات ائتمانية بين القطاعات غير قطاع التجزئة، بإجمالي 250.60 مليار ريال سعودي في الائتمان المصرفي، مما يمثل نمواً سنوياً كبيراً بنسبة 20 في المائة عن رقم العام السابق البالغ 209.6 مليار ريال سعودي.
وعلى الرغم من انخفاض حصص القروض المصرفية، فإن القطاعات التي حققت أعلى نمو ائتماني سنوي خلال هذه الفترة كانت الأنشطة المهنية والعلمية والفنية، حيث حصلت على قروض بقيمة 5.77 مليار ريال.
وحقق قطاع التعليم على وجه الخصوص 6.28 مليار ريال. ونما الائتمان الممنوح لهذين القطاعين بنسبة 51% و33% على التوالي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يبرز فيه قطاع التعليم العالي في المملكة كأكبر سوق للتعليم الفردي في منطقة مجلس التعاون الخليجي، وفقاً لأحدث تقرير لشركة كوليرز.
وأوضح منصور أحمد، المدير التنفيذي للرعاية الصحية والتعليم في كوليرز الشرق الأوسط وأفريقيا، أنه من المتوقع أن تؤدي برامج التحول الاقتصادي والتنويع في إطار رؤية 2030 وحملة السعودة إلى تحفيز الطلب على التعليم العالي.
تتوقع كوليرز حدوث تحول في الطلب من العروض التقليدية نحو الذكاء الاصطناعي والروبوتات والطاقة النووية. وبالإضافة إلى ذلك، هناك زيادة متوقعة في الطلب على الطاقة المستدامة.
“من المتوقع أن يتحول الطلب نحو دراسات البحث والتطوير القائمة على الأدلة مع الأخذ في الاعتبار أجندة التحول الاقتصادي في ظل رؤية 2030 وديناميكيات السوق المتغيرة، بدلاً من مجالات الدراسة التقليدية للتغلب على عدم التطابق بين الدرجات العلمية والمهارات ومتطلبات الجامعة. وأشار أحمد في التقرير إلى “سوق العمل”.
وفي الوقت نفسه، وفي تحول ملحوظ في الإقراض العقاري للأفراد، كشفت أحدث البيانات الواردة من تقرير مؤسسة النقد العربي السعودي عن انخفاض بنسبة 35 في المائة إلى 77.74 مليار ريال سعودي في القروض العقارية الجديدة المقدمة للأفراد في عام 2023، ومن المحتمل أن تتأثر بارتفاع تكاليف الاقتراض.
وارتفع سعر إعادة الشراء في مؤسسة النقد العربي السعودي آخر مرة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 6 في المائة في يوليو، مسجلاً أعلى تكلفة اقتراض منذ عام 2001. وجاء هذا التعديل تماشياً مع قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وكان لقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، المدفوع بهدف معالجة التضخم المرتفع، تأثير ملحوظ على السياسة النقدية في منطقة الخليج، خاصة وأن معظم العملات في المنطقة مرتبطة بالدولار.
ومع ذلك، فقد تم تخفيف تأثير زيادة أسعار الفائدة من خلال الزيادة الكبيرة في أنشطة البناء المتعلقة بالمشاريع الضخمة الرسمية الخمسة في المملكة العربية السعودية وغيرها من مبادرات التنمية الكبرى التي يدعمها صندوق الاستثمارات العامة.
ووفقاً لمرصد ميد لتتبع المشاريع الضخمة، منحت هذه المشاريع الخمسة الرسمية في المملكة العربية السعودية عقود بناء بقيمة 45 مليار دولار منذ بدايتها.
ويؤكد مطورو هذه المشاريع العملاقة على التخطيط الاستراتيجي لمواجهة التقلبات الاقتصادية، بما في ذلك التحديات التي يفرضها ارتفاع أسعار الفائدة.
وفي كلمته أمام لجنة في مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض في أكتوبر، شارك ديفيد جروفر، الرئيس التنفيذي لشركة روشن لتطوير المشاريع الضخمة، وجهة نظره قائلاً: “أنا من الجيل الذي يتذكر أسعار الفائدة المكونة من رقمين، لذلك أعتقد أنها رخيصة في الوقت الحالي.”
عرض النقود
وفي الوقت نفسه، شهد المعروض النقدي في المملكة العربية السعودية زيادة سنوية بنسبة 8 في المائة، ليصل إلى 2.69 تريليون ريال سعودي في عام 2023، مدفوعًا في المقام الأول بنمو الودائع لأجل.
وارتفعت حصة الودائع الزمنية والادخارية من 26.24% عام 2022 إلى 32.18% عام 2023، مصحوبة بنمو هذا الحساب بنسبة 32%. ربما يكون ارتفاع أسعار الفائدة قد اجتذب المودعين الباحثين عن فرص دخل أعلى.
وذكرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في يناير/كانون الثاني أن تعزيز السيولة في المملكة العربية السعودية مرتبط بزيادة كبيرة في الودائع من الكيانات المرتبطة بالحكومة، في المقام الأول في شكل ودائع لأجل.
ومن المحتمل أن يتأثر هذا الارتفاع في ودائع الشركات ذات الصلة بالحكومة باختيار هذه الكيانات لوضع سيولتها الفائضة لدى البنوك التجارية بدلاً من مؤسسة النقد العربي السعودي، وفقًا للوكالة.
وبلغت نسبة القروض إلى الودائع، وهي مقياس رئيسي للسيولة للبنوك، 80.7 في المائة في عام 2023، بانخفاض من 81.55 في المائة في العام السابق وأقل بكثير من الحد الأقصى التنظيمي البالغ 90 في المائة. ويشير هذا إلى أن البنوك السعودية تحتفظ بسيولة كافية لدعم محفظة قروضها.
وتوقعت فيتش نموا بنسبة 10 بالمئة في تمويل القطاع المصرفي السعودي في 2024، متجاوزا متوسط دول مجلس التعاون الخليجي البالغ 5 بالمئة. وتوقعت الوكالة أيضًا نموًا بنسبة 10% في الودائع في عام 2024، مدفوعًا في المقام الأول بالحسابات لأجل.

Exit mobile version