بوابة اوكرانيا- كيف- 16 فبراير 2024-جزء كبير من ليبيا عبارة عن صحراء جافة، لكن إحدى المدن الساحلية على البحر الأبيض المتوسط تعاني من مشكلة معاكسة – فقد غمرت المياه منازلها وحقولها بسبب ارتفاع غامض في المياه الجوفية.
وغمرت المياه الراكدة والطين الإسفنجي المنازل والشوارع وبساتين النخيل حول مدينة زليتن الشمالية الغربية، مما أدى إلى انتشار رائحة كريهة وخلق أرض خصبة للبعوض.
وفر العديد من السكان المحليين من منازلهم، حيث تشققت الجدران أو انهارت، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة البيئية في المنطقة الواقعة على بعد حوالي 160 كيلومترًا شرق العاصمة طرابلس.
وقال محمد علي ديوب، وهو صاحب مزرعة تبعد نحو 4 كيلومترات عن زليتن، لوكالة فرانس برس إن “المياه بدأت بالخروج منذ شهرين وما زالت مستمرة في الارتفاع وتغمر آبارنا”. “كل أشجار الفاكهة عندي – أشجار التفاح والمشمش والرمان – ماتت.”
وقال الرجل البالغ من العمر 60 عاماً إنه استأجر شاحنات مياه لضخ المياه الراكدة واشترى كميات من الرمال لإلقاءها على الأرض الرطبة، في محاولة لإنقاذ بعض أشجار النخيل الثمينة.
وقال محمد النواري، وهو مزارع آخر غمرت أرضه بالكامل، إن تربة المنطقة الرملية والخفيفة عادة أصبحت “موحلة وسوداء ورائحتها كريهة”.
وقال مفتاح حمادي، رئيس بلدية زليتن، وهي بلدة يبلغ عدد سكانها 350 ألف نسمة، والمعروفة بمزاراتها الصوفية والجامعة الأسمرية وبساتين النخيل والزيتون، إنه تم نقل ما يقرب من 50 عائلة إلى أماكن أخرى.
وتعهد رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة هذا الشهر بـ”معالجة هذه الأزمة بطريقة علمية وسريعة” وحث السلطات على تعويض العائلات النازحة أو نقلها.
لكن لا يوجد إجماع حتى الآن حول سبب الفيضانات.
وتعاني ليبيا من الصراع والاضطرابات منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، وتحكمها الآن إدارتان متنافستان، مقرهما طرابلس وبنغازي.
اجتاحت فيضانات كارثية مدينة درنة بشرق ليبيا في سبتمبر عندما انهار سدان. وأدى الفيضانات الهائلة إلى مقتل أكثر من 4300 شخص وخلفت أكثر من 8000 في عداد المفقودين، وفقا للأمم المتحدة.
ويقول السكان المحليون في زليتن إن فيضانات المياه الجوفية ليست جديدة، ويشيرون إلى مناطق مغطاة بالقصب نتيجة فيضانات عمرها سنوات. لكنهم يقولون أيضًا إن هذه الظاهرة قد ضربتهم الآن على نطاق لم يكن معروفًا من قبل.
أشارت تقارير إعلامية إلى مجموعة متنوعة من الأسباب المحتملة، بدءًا من البنية التحتية السيئة للصرف الصحي وحتى خطوط الأنابيب المتضررة والأمطار الشتوية الغزيرة.
وسافر متخصصون أجانب، من بينهم بريطانيا ومصر واليونان، إلى زليتن، على أمل التعرف على أصل المشكلة وإيجاد الحلول لها.