كييف بوابة اوكرانية 17 فبراير
قُتل ستة عناصر من حزب الله وحركة أمل في قصف إسرائيلي في وقت مبكر من صباح الجمعة في جنوب لبنان.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على بلدات القنطرة ودير سريان ومحيط وادي سلوقي.
وأدى مداهمة منزل في القنطرة إلى مقتل ثلاثة من عناصر حركة أمل وهم: علي حسن عيسى من بلدة جبشيت، ومحمد حسين سعيد من بلدة القصيبة، وقاسم نزار برو من بلدة الشرقية.
على صعيد آخر، نعى حزب الله اثنين من عناصره هما مصطفى خضر قصير من بلدة دير قانون النهر ومحمد علي درويش من بلدة سربين جنوب لبنان.
واعترف الجيش الإسرائيلي على لسان المتحدث باسمه بأننا “هاجمنا، مساء الخميس، مبنى عسكريا وبنية تحتية تابعة لتنظيم حزب الله في قرية القنطرة”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن “الجبهة الداخلية في الشمال قررت إغلاق الطرق على الحدود الشمالية أمام حركة المرور بعد تقييم الجيش الإسرائيلي للوضع، وتحسبا لرد من حزب الله”.
استهدف حزب الله ثكنة كريات شمونة منتصف ليل الخميس بصواريخ فلق 1 ردا على المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مدينتي النبطية والصوانة قبل يومين.
أعلن الدفاع المدني أنه بعد مواصلة عمليات البحث والإنقاذ والمسوحات الميدانية الشاملة في موقع المبنى الذي دمرته طائرة إسرائيلية مسيرة جزئياً في النبطية، مساء الأربعاء، انتشلت ما مجموعه 11 جثة لمدنيين، ونقل جريحين إلى محافظة النبطية الحكومية المستشفى، وأخمدت حريقاً اندلع داخل المبنى المستهدف.
وبينما شيعت العائلات مواكب عزاء في القرى الجنوبية، تواصلت الغارات الإسرائيلية على عيتا الشعب وبيت ليف وبنت جبيل.
واستمرت العمليات العدائية لليوم الثاني على التوالي ضمن قواعد الاشتباك المعتمدة منذ فتح حزب الله الجبهة الجنوبية «لدعم قطاع غزة»، أي جنوب نهر الليطاني.
يأتي ذلك بعد أن خرق الطرفان هذه القواعد قبل يومين، حيث استهدف الجانب الإسرائيلي المدنيين اللبنانيين في منطقة شمال نهر الليطاني، كما استهدف حزب الله صفد بعملياته.
وتعليقا على هجوم النبطية، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله: “لقد تمادى العدو في قتل المدنيين. هدفها الضغط على المقاومة للتوقف، لأن كل الضغوط منذ 7 تشرين الأول كانت تهدف إلى إيقاف الجبهة الجنوبية. الرد على المجزرة يجب أن يكون بمواصلة العمل وتصعيده”.
وأضاف: “استهداف مستوطنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا وعدد من صواريخ الفلق هو الرد الأولي”.
وأضاف: “العدو الإسرائيلي سيدفع ثمن سفك دماء نسائنا وأطفالنا في النبطية والصوانة”.
وردا على تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي للعاصمة بيروت، قال نصر الله: “يبدو أنه نسي أن المقاومة تمتلك قدرة صاروخية هائلة ودقيقة تسمح ليدها بالامتداد من كريات شمونة إلى إيلات”.
وقال مصدر أمني لبناني: إن الجيش الإسرائيلي يركز عملياته العدائية على قطع طرق إمداد حزب الله بالنيران وقطع الطرق التي تربط القرى الحدودية ببعضها البعض.
وأشار المصدر إلى أن “المناطق غير المأهولة تماماً تشهد دماراً غير مسبوق للمنازل والبنى التحتية. الجيش الإسرائيلي يتعامل مع أي شيء يتحرك في المنطقة على أنه هدف”.
وتواصل طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التحليق في سماء جنوب لبنان وصولا إلى مجرى نهر الليطاني.
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ميونيخ الأمني الستين، أن “لبنان سيواصل الالتزام بجميع قرارات الأمم المتحدة”.
وقال: “على إسرائيل تنفيذ هذه القرارات، ووقف أعمالها العدائية في جنوب لبنان وانتهاكها للسيادة اللبنانية، والانسحاب من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة”.
وشكك ميقاتي في “الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي لوقف هذا العداء المستمر”.
وقال: “قبل يومين فقط، تم استهداف عائلة مكونة من سبعة أفراد، بينهم أطفال ونساء، في جنوب لبنان. إن قتل واستهداف الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء هو جريمة ضد الإنسانية”.
وشدد ميقاتي على أن “الحروب والصراعات الدورية في الشرق الأوسط، مع تداعياتها العالمية، لن تنتهي دون حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة”.
ودعا ميقاتي “الأطراف الدولية إلى دعم جهود صنع السلام والمساعدة في منع وحل النزاعات وحماية المدنيين من الأذى”.
كلّف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي الجمعة.
جاء ذلك بعد “الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى سكنيا في النبطية، وأسفرت عن مقتل 11 شخصا بينهم نساء وأطفال، وألحقت أضرارا كبيرة بالمبنى، إضافة إلى غارة ثانية استهدفت منزل المواطن اللبناني جلال محسن في قرية الصوانة”. قتل زوجته وطفليه.”
وشددت الشكوى على أن “استهداف إسرائيل المتعمد والمباشر للمدنيين في منازلهم يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب يتعرض فيها جميع المتورطين فيها بشكل مباشر وغير مباشر للمسؤولية الدولية”.
وأضافت الشكوى: “إن الهجمات انتهكت أيضًا سيادة لبنان وأمن أراضيه ومواطنيه، وتحدت جميع قرارات الأمم المتحدة التي تلزم إسرائيل بوقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية ووضع حد لاحتلالها للأراضي اللبنانية، بما في ذلك القرار 1701”.
وما يثير القلق هو أن هذا التصعيد يأتي في وقت تتكثف فيه الجهود الدولية والتحركات الدبلوماسية لنزع فتيل الوضع، وبينما يكرر لبنان رفضه للحرب ويقدم خارطة طريق للأمن المستدام في الجنوب.