بوابة اوكرانيا- كييف 10 مارس 2024- قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه مع تمويل جديد بعشرات المليارات من الدولارات من الإمارات وصندوق النقد الدولي، سيكون من الممكن التحول إلى سعر صرف مرن.
وكانت هذه التعليقات هي أول تصريحات علنية للسيسي منذ يوم الأربعاء، عندما سمحت مصر للجنيه بالانخفاض إلى ما يقل قليلاً عن 50 جنيهًا للدولار من 30.85 جنيهًا – وهي الأحدث في سلسلة من تخفيضات قيمة العملة منذ أوائل عام 2022.
وقال البنك المركزي إنه سيسمح بتحديد سعر الصرف من خلال قوى السوق إلا في حالات التقلب المفرط، وإن لديه سيولة كافية للانتقال إلى مثل هذا النظام بعد أن حافظ على استقرار الجنيه لمدة عام تقريبا.
وكانت السلطات قد أشارت في السابق إلى أنها ستتحول إلى نظام سعر صرف أكثر مرونة، لكنها عادت إلى الإبقاء على الجنيه عند سعر ثابت.
وقال السيسي إنه أوقف تعويم الجنيه العام الماضي لأسباب تتعلق بالأمن القومي لأن هناك حاجة إلى مبلغ كبير من التمويل قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وفي أواخر فبراير، أعلنت مصر عن صفقة مع صندوق الثروة السيادية الإماراتي (ADQ) من شأنها أن تجلب 35 مليار دولار على مدى شهرين، بما في ذلك 11 مليار دولار محولة من الودائع الحالية.
وفي يوم الأربعاء، بينما سمحت للجنيه بالانخفاض بشكل حاد، أعلنت السلطات عن اتفاق مع صندوق النقد الدولي لزيادة القرض الحالي لمصر وبرنامج الإصلاح الاقتصادي مع الصندوق إلى 8 مليارات دولار، من 3 مليارات دولار في السابق.
وتسعى مصر أيضًا للحصول على 1.2 مليار دولار من صندوق المرونة والاستدامة التابع لصندوق النقد الدولي لصالح البلدان الضعيفة ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.
وقال السيسي خلال تصريحات خلال مناسبة بالقاهرة، في إشارة إلى إجمالي التدفقات الداخلة: “إذا كان لدي هذا المبلغ وأستطيع تحقيق سعر صرف مرن يحدده الطلب، فأنا أستطيع تحقيق ذلك”.
وتعاني مصر من نقص طويل الأمد في العملات الأجنبية والذي تفاقم في أوائل عام 2022، مما أدى إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وأدى إلى نقص السلع المستوردة.
وتسارع التضخم إلى مستويات قياسية في العام الماضي، وأدى فورة الاقتراض في عهد السيسي إلى ترك مصر بمستويات عالية من الديون الخارجية.
وأضرت الأزمة بمكانة السيسي لدى كثير من المصريين بعد عقد من حكمه، إذ شكك منتقدون في ترويجه لسلسلة من المشروعات الضخمة المكلفة، بما في ذلك عاصمة جديدة شرق القاهرة، ويخشى البعض أن يؤدي التخفيض الأخير لقيمة العملة إلى مزيد من الألم.
وحصل السيسي على فترة ولاية ثالثة في السلطة في ديسمبر/كانون الأول، وأخبر المصريين أنهم بحاجة إلى تحمل الصعوبات الاقتصادية وأن المشروعات دعمت النمو وفرص العمل.
وقال السيسي: “لم أقل قط أن ظروفنا الصعبة ستنتهي في عام أو عامين ولا حتى 10 سنوات. الدول تحتاج إلى ما يصل إلى 75 عاما حتى تستقر، وما حققناه بالفعل هو معجزة”.