بوابة اوكرانيا كييف21 مارس 2024-تحتفل العائلات في شمال غرب سوريا بشهر رمضان في منازل دمرتها القنابل على خلفية أزمة اقتصادية حادة، وارتفاع الإيجارات، والحرب الأهلية المستمرة منذ 13 عامًا.
خلال الشهر الكريم، يظل المسلمون تقليديًا بدون طعام أو شراب من الفجر حتى الغسق، ثم يفطرون يوميًا بالإفطار، بعد غروب الشمس. لكن التحديات التي يواجهها الناس في سوريا تتزايد عاماً بعد عام.
وقال إبراهيم قاق البالغ من العمر 48 عاماً : “هذا العام أصعب بكثير لأن الكهرباء والماء غير متوفرين في هذه المباني، ولا نستطيع توفير طرق الطبخ”.
واضاف“نخشى أن يسقط المنزل في لحظة لأن جميع جدرانه متصدعة بسبب الغارات الجوية التي تعرض لها سابقاً. عند حدوث أي زلزال أو قصف قوي، قد يسقط هذا المنزل”.
ونزح قاق من مدينة معرة النعمان قبل خمس سنوات، وتنقل بين مخيمات اللاجئين شمال غربي سوريا قبل أن يستقر في مدينة أريحا جنوبي إدلب.
قبل ثمانية أشهر، ارتفع إيجار منزله من 25 دولارًا إلى 40 دولارًا، مما اضطره إلى نقل عائلته إلى منزل مهجور بالقرب من الخطوط الأمامية للحرب الأهلية والذي تضرر بسبب الغارات الجوية.
التهديد اليومي بالقنابل والصواريخ يخيم على قاق وعائلته. لكنه قال إن البديل، وهو العودة إلى مخيم للنازحين داخلياً، سيكون أسوأ، لأن شاغلي الخيام الذين يعيشون فيها يتعرضون لظروف جوية قاسية خلال أشهر الشتاء والصيف.
وقالت زوجته فاطمة أم زكريا: “أصبحنا خائفين من قدوم شهر رمضان لأنه يتطلب تكاليف كثيرة لا نستطيع تحملها لأنه ليس لدينا مصدر دخل ثابت وخسرنا كل الأموال التي كانت لدينا.
وقال “في شهر رمضان، نحب الطبخ ونعيش أجواء رمضان الجميلة، لكن الحرب أرهقتنا”.
كما أجبرت الأزمات الاقتصادية والإنسانية المتفاقمة، إلى جانب آثار الحرب الأهلية المستمرة، الشباب في شمال غرب سوريا، بما في ذلك أطفال قاق، على تنحية أحلامهم جانباً.
وقال عمر قاق البالغ من العمر 20 عاماً : “لقد تركت المدرسة لأننا نزحوا وبدأت العمل في مجال البناء مع أخي لتغطية نفقات المنزل”.
وقال إنه يتمنى أن تعود عائلته إلى منزلها في معرة النعمان، وتحتفل برمضان كما كانت قبل الحرب، مبتهجة بقدومه.
واضطر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى تعليق مساعداته للشعب السوري في بداية هذا العام بسبب نقص التمويل، مما أدى إلى مزيد من تآكل الظروف المعيشية في بلد يفتقر فيه الملايين إلى الوصول الكافي إلى الغذاء. ويعيش نحو 6 ملايين شخص في شمال غرب سوريا، 50% منهم تقريباً نازحون، وفقاً لوكالات الإغاثة.