بوابة اوكرانيا -كييف15 ابريل 2024- قال وزير المالية المصري إن المسار الاقتصادي الجديد في مصر، والذي يركز على الإصلاحات الهيكلية التي تمكن القطاع الخاص من قيادة النمو وجذب الاستثمار، بدأ يحقق نتائج إيجابية.
وأكد محمد معيط أنه على الرغم من التأثيرات القاسية للأزمات الاقتصادية العالمية والإقليمية، فقد شهدت مصر مؤشرات مالية تتجاوز تقديرات الميزانية ومستهدفاتها خلال الأشهر التسعة الماضية من العام المالي 2023-2024، حسبما ذكرت صحيفة الأهرام المصرية.
وأشار الوزير إلى أن هذا النجاح يعكس الاعتراف الدولي باقتصاد الدولة الواقعة في شمال إفريقيا لتحقيق مقاييس أداء أفضل من المتوقع.
وفي الشهر الماضي، حصلت مصر على قروض إضافية بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي بعد قرار البنك المركزي برفع أسعار الفائدة والسماح للجنيه بالانخفاض بنسبة 40 في المائة تقريبًا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن صندوق النقد الدولي أنه سيربط المدفوعات للبلاد في إطار برنامج مالي بقيمة 8 مليارات دولار بقرار القاهرة بالسماح لظروف السوق بتحديد سعر عملتها وإتاحة النقد الأجنبي للشركات والأفراد.
وشدد معيط على الاستراتيجيات الاقتصادية، وأشار إلى التحسن الكبير في الإيرادات غير الضريبية، التي شهدت زيادة بنسبة 122.9%، والإيرادات الضريبية التي تجاوزت تريليون جنيه مصري (20.6 مليار دولار)، بنسبة نمو 41.2% سنويًا.
وأشار بفخر إلى أن هذه المكاسب تحققت دون فرض أعباء جديدة على المواطنين أو المستثمرين، وذلك بفضل الميكنة الموسعة التي تهدف إلى توسيع القاعدة الضريبية ودمج الاقتصاد غير الرسمي في القطاع الرسمي.
وأشار معيط إلى أن جهود الدولة المستمرة لتعزيز اقتصادها تتجلى في حوارات وزارة المالية المستمرة مع أكثر من 2000 مؤسسة استثمارية سنويًا.
وتلعب وحدة علاقات المستثمرين بالوزارة دورًا حاسمًا في هذه المشاركات، حيث تحافظ على الحوار المفتوح طوال العام وتصدر تقارير الأداء الشهرية.
وذكرت الصحيفة المملوكة للدولة أن هذه التقارير تزود المستثمرين الأجانب ببيانات اقتصادية دقيقة وحديثة، بما في ذلك تفاصيل حول مستويات الديون والعجز والفوائض الأولية.
كما أنها توفر دليلاً مبسطًا حول الحوافز المختلفة، بما في ذلك المزايا الضريبية المتاحة للمستثمرين، بهدف التخفيف من أي مخاوف ومعالجة المخاطر الاقتصادية المحتملة بدقة.
وفي الوقت نفسه، أظهرت البيانات الصادرة في وقت سابق من هذا الشهر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر تباطؤ معدل تضخم أسعار المستهلكين في المناطق الحضرية في البلاد إلى 33.1 في المائة في مارس من 36 في المائة في فبراير.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت الأسعار على أساس شهري بنسبة 10% في الشهر الثالث من عام 2024، بانخفاض عن زيادة قدرها 11.4% في الفترة السابقة.
يأتي هذا التطور في أعقاب إعلان البنك المركزي في أوائل مارس عن رفع أسعار الفائدة بمقدار 600 نقطة أساس في اجتماع غير مقرر، إلى جانب التحول إلى نظام استهداف التضخم، مما يسمح بتحديد سعر الصرف من خلال قوى السوق.
علاوة على ذلك، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية عن بدء إنشاء محطة للطاقة الشمسية في شركة أسيوط لتكرير النفط، في محاولة لخفض انبعاثات الكربون.
ويتضمن المشروع، الذي يقوده تحالف إنبي وبتروجيت، إنشاء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 10 ميجاوات، باستثمارات 550 مليون جنيه مصري.
ومن المقرر الانتهاء من هذه المبادرة في غضون 11 شهرًا، وهي جزء من استراتيجية أوسع لتحويل الطاقة وخفض الانبعاثات عبر قطاع النفط في البلاد.
ويستكمل مشروع الطاقة الشمسية هذا مبادرة أخرى للهيئة المصرية العامة للبترول تهدف إلى إنتاج 6.5 ميجاوات من الكهرباء من الطاقة الشمسية باستثمار مماثل 500 مليون جنيه.
ويتم تمويل كلا المشروعين من خلال منحة من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج دعم سياسات قطاع الطاقة، بما يتماشى مع هدف الوزارة المتمثل في تنفيذ مشاريع قابلة للتنفيذ تعمل على تعزيز أهداف الاستدامة في القطاع.