حماس تستعد للرد على عرض التهدئة في غزة

بوابة أوكرانيا-كييف في 29ابريل 2024- تدرس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الثلاثاء العرض الذي قدمته إسرائيل لهدنة مدتها 40 يوما في الحرب في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح عشرات الرهائن المحتجزين منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر التي نفذتها الحركة الفلسطينية.
ولدى عودته إلى قطر بعد المحادثات الأخيرة في القاهرة، قال وفد حماس إنه “سيناقش الأفكار والاقتراح… ونحن حريصون على الرد في أسرع وقت ممكن”، بحسب ما قال مصدر في حماس لوكالة فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويته.
وقالت مصادر مصرية لموقع القاهرة نيوز، وهو موقع مرتبط بأجهزة المخابرات المصرية، إن وفد حماس “سيعود برد مكتوب”.
ووصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن شروط الهدنة بأنها “سخية للغاية”، في حين طلب البيت الأبيض من زملائه الوسطاء مصر وقطر زيادة الضغط على حماس لقبول الدفعة الأخيرة لوقف الحرب المستمرة منذ ما يقرب من سبعة أشهر.
وبحسب قراءات مكالمة هاتفية ليلة الاثنين، حث الرئيس الأمريكي جو بايدن القادة المصريين والقطريين على “بذل كل الجهود لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس”، واصفا ذلك بـ “العقبة الوحيدة” أمام تأمين الإغاثة للمدنيين في القطاع المحاصر.
وتحاول مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أشهر التوصل إلى اتفاق جديد بين المتحاربين. وشهدت الهدنة التي استمرت أسبوعا في تشرين الثاني/نوفمبر تبادل 80 رهينة إسرائيلية مقابل 240 فلسطينيا محتجزين في السجون الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسه، دمر القصف الإسرائيلي المتواصل قطاع غزة الذي تديره حماس، مما أدى إلى تسوية جزء كبير من الأراضي بالأرض ووضع سكانها على حافة المجاعة، في حين يهدد بالتحول إلى صراع إقليمي أوسع.
وفي مدينة رفح في أقصى الجنوب، شعر الفلسطينيون باليأس من الحرب أثناء بحثهم عن ضحايا الضربة الأخيرة.
وقالت أم لؤي المصري في مبنى مدمر حيث كان يتم انتشال الأطفال من تحت الأنقاض: “أصيب مدنيون لا علاقة لهم بحماس أو أي جماعة أخرى بصاروخ، وتمزقوا إرباً”. “لماذا حدث هذا؟”
ومما يثير الانزعاج العالمي أن إسرائيل تعهدت بملاحقة كتائب حماس في رفح، حيث لجأ أغلب سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
لكن وزير الخارجية إسرائيل كاتس قال خلال نهاية الأسبوع إن الحكومة قد “تعلق” تلك العملية إذا تم التوصل إلى هدنة.

جولة بلينكن في الشرق الأوسط
وفي حديثه في الرياض، في زيارته السابعة للمنطقة منذ بدء الحرب في غزة، أكد كبير الدبلوماسيين الأمريكيين بلينكن على حاجة حماس إلى “اتخاذ قرار سريع” بشأن الهدنة.
وقال في اجتماع خاص للمنتدى الاقتصادي العالمي إنه “يأمل أن يتخذوا القرار الصحيح”.
وفي اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن “الاقتراح أخذ في الاعتبار مواقف الجانبين”.
وأضاف: “نحن متفائلون”.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن حماس عرضت عليها “وقف إطلاق نار مستدام لمدة 40 يوما، والإفراج عن آلاف السجناء الفلسطينيين المحتملين، مقابل إطلاق سراح هؤلاء الرهائن”.
وعلى هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، التقى ممثلون عن الولايات المتحدة وأوروبا وعرب لمناقشة كيفية دفع حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمام الحضور إن الخطوات الملموسة التي لا رجعة فيها نحو إقامة دولة فلسطينية ستكون عنصرا أساسيا في أي اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
ولتحفيز إسرائيل على دعم إقامة دولة فلسطينية، روجت واشنطن لاحتمال تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية، حيث أشار بلينكن يوم الاثنين إلى أنه تم إحراز بعض التقدم في هذا المجال.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معارض منذ فترة طويلة لإقامة دولة فلسطينية، وقد رفضت إسرائيل في السابق وقفا دائما لإطلاق النار.
وقال مصدر في حماس لوكالة فرانس برس إن الحركة حريصة على التوصل إلى اتفاق “يضمن وقفا دائما لإطلاق النار والعودة الحرة للنازحين واتفاق مقبول لتبادل (الأسرى والرهائن) وإنهاء الحصار” في غزة.

ضغوط
متزايدة يتعرض نتنياهو لضغوط هائلة من عائلات الرهائن الذين احتجزتهم حماس في هجوم 7 أكتوبر لضمان إطلاق سراحهم.
يوم الإثنين، دعت عائلتا الأسيرين الإسرائيليين اللذين ظهرا على قيد الحياة في شريط فيديو نشرته حماس نهاية الأسبوع الماضي إلى إطلاق سراحهما.
وقالت أفيفا سيجل، التي أُطلق سراحها في هدنة نوفمبر/تشرين الثاني، وهي زوجة الأسير كيث سيجل: “أطالب زعماء العالم الحر بمساعدتنا في إعادة شعبنا إلى الوطن”.
وتقدر إسرائيل أن 129 رهينة ما زالوا في غزة، من بينهم 34 يعتقد أنهم ماتوا.
وأدى هجوم حماس إلى مقتل نحو 1170 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 34488 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في المنطقة التي تديرها حماس.
وقالت الوزارة يوم الاثنين إن هذا العدد يشمل ما لا يقل عن 34 حالة وفاة خلال 24 ساعة، بانخفاض عن الذروة هذا الشهر والتي بلغت 153 حالة وفاة على الأقل في 9 أبريل.
وفي مستشفى النجار برفح، تدافع حشد من الأقارب المنكوبين على الموتى مكفنين باللون الأبيض.
وقال أبو طه في المستشفى: “نطالب العالم أجمع بالدعوة إلى هدنة دائمة”.

وصول المساعدات
بعد أن أدت غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار في أوائل أبريل/نيسان إلى مقتل سبعة عمال من مؤسسة خيرية مقرها الولايات المتحدة، اقترح بايدن لنتنياهو، للمرة الأولى، أن استمرار الدعم الأمريكي يمكن أن يكون مشروطا بحماية ومساعدة المدنيين.
وقال البيت الأبيض يوم الأحد إن إسرائيل سمحت بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة تماشيا مع “الالتزامات” التي طلب منها بايدن الوفاء بها.
ومع ذلك، واصلت الأمم المتحدة الإشارة إلى “القيود على الوصول” التي تعيق التسليم بشكل كبير.
ويقوم الجيش الأمريكي ببناء رصيف بحري للمساعدة في تعزيز الإمدادات الإنسانية، وهو جهد قال البنتاغون يوم الاثنين إنه سيكلف واشنطن ما لا يقل عن 320 مليون دولار.
حذرت الأمم المتحدة من أن موجة الحر وانتشار الحشرات يزيدان من خطر الإصابة بالأمراض في مدن الخيام المتضخمة في غزة.
وقال علاء الصالح، وهو فلسطيني نازح إلى مخيم في رفح: “لدي أطفال مرضى لا يتحملون الحر”. “نحن مكتظون داخل الخيمة، ونادرا ما نخرج منها.”

Exit mobile version