بوابة أوكرانيا – كييف 9 يونيو 2024 –وفقا معهد دراسة الحرب (ISW) لقد صاغ الدكتاتور الروسي فلاديمير بوتين نظرية النصر في أوكرانيا التي تفترض أن القوات الروسية سوف تكون قادرة على مواصلة التقدم الزاحف التدريجي إلى أجل غير مسمى، ومنع أوكرانيا من القيام بعمليات هجوم مضاد ناجحة ذات أهمية عملية، والفوز في حرب الاستنزاف ضد القوات الأوكرانية.
وصرح بوتين عقب خطابه في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF) أن روسيا لا تحتاج إلى إجراء استدعاء آخر لقوات الاحتياط على غرار التعبئة الجزئية التي قامت بها روسيا في سبتمبر 2022 لأن روسيا لا تحاول تحقيق أهدافها العسكرية بسرعة في أوكرانيا ، وأقر بأن الوحدة العسكرية الروسية الحالية الملتزمة بالحرب في أوكرانيا لن تكون كافية لتحقيق نصر سريع، لكنه أشار إلى أن القوات الروسية تتبع بدلاً من ذلك نهجاً أكثر تدرجاً.
وصرح أيضا بوتين أن القوات الروسية تهدف إلى إخراج القوات الأوكرانية من تلك الأراضي التي يجب أن تكون تحت السيطرة الروسية ، وبالتالي لا تحتاج روسيا إلى إجراء موجة تعبئة أخرى.
وقال محللو معهد: ISW إن تقييم بوتين بأن المكاسب الروسية التدريجية ستسمح لروسيا بتحقيق أهدافها في أوكرانيا يستند إلى افتراض أن القوات الأوكرانية لن تكون قادرة على تحرير أي منطقة كبيرة تستولي عليها القوات الروسية، وأن الجيش الروسي سيكون قادرًا على مواصلة العمليات الهجومية التي تحقق أهدافه ومكاسب تكتيكية تدريجية بغض النظر عن الخسائر الفادحة.
وقد تعزز تقييم بوتين بفعل تأخر المساعدات الأمنية الغربية في الأشهر الأخيرة وما رافق ذلك من قيود على العتاد الأوكراني، الأمر الذي سمح للقوات الروسية بالاستيلاء على المبادرة على مستوى مسرح العمليات والحفاظ عليها وتنفيذ عمليات هجومية متسقة في مختلف أنحاء شرق أوكرانيا والتي حققت مكاسب تكتيكية تدريجية.
وتعتمد نظرية بوتين في النصر على قدرة روسيا على الصمود والتغلب على المساعدة الأمنية الغربية التي تعهدت بها لأوكرانيا والجهود الأوكرانية لتعبئة المزيد من اقتصادها وسكانها من أجل المجهود الحربي، مما يشير إلى أن بوتين يقدر على الأرجح أن القوات الروسية ستكون قادرة على الاستفادة من مزاياها وأن القوة البشرية والعتاد كافية للتغلب على القوات الأوكرانية.
وأشار محللو معهد دراسات الحرب إلى أن القوات الأوكرانية أظهرت سابقًا أنه عندما يتم تزويدها بالإمدادات الجيدة، يمكنها منع القوات الروسية من تحقيق حتى مكاسب تكتيكية هامشية، وإجبار العمليات الهجومية الروسية على بلوغ ذروتها، وشن عمليات هجوم مضاد تحرر مناطق مهمة من الناحية العملياتية.
ويواصل معهد دراسات الحرب تقييمه بأن أوكرانيا يجب أن تعترض على المبادرة في أقرب وقت ممكن لأن القوات الروسية تجني مجموعة متنوعة من الفوائد من اتخاذ المبادرة، بما في ذلك قدرتها على اتباع استراتيجية حرب الاستنزاف.