بوابة اوكرانيا – كييف 29 يناير 2025 – ارتبطت بعض الأدوية المضادة للذهان، وكذلك بعض أدوية مرض السكري، بزيادة خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالعمر. وفي الوقت نفسه، أظهر عدد من الأدوية الأخرى المستخدمة على نطاق واسع، على العكس من ذلك، القدرة على تقليل احتمالية الإصابة بهذا المرض بشكل كبير.
قامت مجموعة من الباحثين الأوروبيين بتحليل بيانات من 14 عملاً علميًا سابقًا درست تأثير الأدوية المختلفة على خطر الإصابة بالخرف، وهو تدهور مستمر في الوظائف الإدراكية يؤدي غالبًا إلى الوفاة.
وفي المجمل، شملت الدراسة 130 مليون شخص، منهم حوالي مليون يعانون من الخرف. على الرغم من أنه لم تقم جميع الدراسات بتقييم درجة المخاطر المرتبطة بتناول أدوية مختلفة، إلا أنه يبدو أن بعض الأدوية لها نفس التأثير على احتمالية الإصابة بالخرف في جميع الدراسات.
بالنسبة للستاتينات وأدوية ارتفاع ضغط الدم، كانت النتائج مختلطة. بعض الأدوية من هذه المجموعات قد تزيد بشكل طفيف من خطر الإصابة بالخرف، في حين أن البعض الآخر، على العكس من ذلك، يقلل منه.
ثبت أن مضادات الذهان ، التي تستخدم لقمع الهلوسة والأوهام، وكذلك البنزوديازيبينات، التي تستخدم غالبًا لعلاج الأرق واضطرابات القلق، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف عند استخدامها بشكل متكرر.
تثير مضادات الاكتئاب أيضًا بعض التساؤلات: فقد ارتبط استخدامها على المدى الطويل بزيادة خطر الإصابة بالخرف في بعض الدراسات، في حين أن الاستخدام على المدى القصير لم يظهر مثل هذا الارتباط، مما يجعل البيانات متناقضة.
من بين أدوية مرض السكري، ارتبط البيوجليتازون (عامل التحكم في نسبة السكر في الدم) بزيادة خطر الإصابة بالخرف، ولكن معظم أدوية السكري من النوع الثاني لم تكن كذلك.
تم الحصول على نتائج أكثر وضوحًا للمضادات الحيوية ومضادات الالتهاب وبعض الأدوية المضادة للفيروسات ، مثل فالاسيكلوفير الذي يستخدم ضد فيروس الهربس. هذه الأدوية قللت بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالخرف. قد يكون هذا بسبب ارتباط مرض الزهايمر، وهو السبب الرئيسي للخرف، بالتهابات الدماغ التي تسببها الفيروسات أو البكتيريا.
بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل انخفاض في خطر الإصابة بالخرف لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم : كلما زاد عدد التطعيمات التي تلقاها الشخص، انخفضت احتمالية الإصابة بهذا المرض، وفي بعض الأحيان وصل الانخفاض إلى عشرات بالمائة.
وبالنظر إلى زيادة وتيرة الإصابة بالخرف المرتبط بالعمر وانخفاض عمر ظهوره المحتمل، أصبحت مسألة الحماية من هذه الأمراض أكثر إلحاحا.