بوابة اوكرانيا – كييف 10 فبراير 2025 – كشفت أعمال تنقيب تجريبية في الصحراء العراقية عن أكثر من 850 قطعة أثرية من العصر الحجري يعود تاريخها إلى 1.5 مليون عام، مما ألقى الضوء الجديد على التطور البشري في شبه الجزيرة العربية.
وبالتركيز على منطقة كانت موطنًا لبحيرة كبيرة خلال العصر البلستوسيني، عثر الباحثون على ثروة من المواد التي تعود إلى العصر الحجري القديم، بدءًا من الفؤوس اليدوية التي يزيد عمرها عن مليون عام إلى رقائق ليفالوا التي يعود تاريخها إلى ما بين 300 ألف إلى 50 ألف عام.
وبعد أن عادوا باكتشاف حقيقي من ماضينا ما قبل التاريخ، سيوسع علماء الآثار أبحاثهم لتحليل القطع الأثرية والحصول على فهم أعمق لأقدم أسلافنا في شبه الجزيرة العربية.
يشار إلى أن إنذاراً أمنياً أدى إلى تأخير عملهم التمهيدي لمدة عام، ولكن في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول تمكنوا أخيراً من الخوض في التاريخ الجيومورفولوجي للصحراء العراقية. كان هدفهم هو تقييم ما إذا كانت هناك أي بقايا من العصر الحجري القديم والمتوسط مختبئة تحت الرمال.
اكتشف العلماء سبعة مواقع من العصر الحجري القديم تحتوي على 850 كنزًا يعود تاريخها إلى أكثر من مليون عام، لذا فإن “العمل الميداني كان ناجحًا للغاية”. وأضافت الباحثة إيلا إيجبرتس:
“تم اختيار موقع واحد للمسح المنهجي لتحديد التوزيع المكاني للمواد التي تعود إلى العصر الحجري القديم وإجراء تحليل تكنولوجي ونمطي أولي.”
ويشتبه الباحثون في أنه بما أنهم أجروا مشروعًا تجريبيًا فقط، فإن المواقع الأخرى غير المستكشفة سوف توفر كنزًا مماثلاً، “بلا شك”.
ولكن ما تمكنوا من جمعه بالفعل، على الرغم من صغر حجمه، يعد ضخما للغاية: أدلة على استخدام الإنسان المبكر للأرض. وبعد هذه التجربة الناجحة، يخطط الباحثون لتوسيع أبحاثهم ومواصلة التنقيب عن الماضي القديم للغاية للصحراء العراقية.
وقال الباحثون “نريد بعد ذلك دمج الرؤى الجديدة التي نأتي بها من العراق في فهم أوسع للتطور والسلوك البشري في شبه الجزيرة العربية”. وقال إيجبرتس:
“إن الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية تقدر عملنا وتشجعنا على الاستمرار. والخطوة التالية هي الحصول على التمويل، والذي آمل أن أتمكن من خلاله من إعادة بناء التغيرات البيئية في العصر البلستوسيني والوجود البشري المبكر وسلوكه في الصحراء الغربية.”