ميونيخ – 16 شباط 2025 (بوابة اوكرانيا) – خيّب مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ61 آمال الكثيرين، حيث فشل في تقديم رؤية واضحة لمسار السلام في أوكرانيا، وفقًا لما صرّح به ولفغانغ إشينغر، رئيس مجلس مؤسسة المؤتمر ورئيسه السابق.
وأعرب إشينغر عن خيبة أمله من نتائج المؤتمر، مشيرًا إلى أن العديد من المشاركين كانوا يأملون في أن يسفر الحدث عن توضيح الخطوات العملية لإنهاء الحرب وتحديد إطار واضح للمفاوضات. وقال: “للأسف، لم تتحقق التوقعات التي حملناها معنا إلى ميونيخ هذا العام. كنا نأمل أن يوضح المؤتمر مسار النقاشات حول إنهاء الحرب، لكن ذلك لم يحدث.”
وأضاف أن هناك العديد من التساؤلات التي لا تزال بلا إجابة، خاصة فيما يتعلق بالدور الذي يمكن أن تلعبه أوروبا في تحقيق السلام، وكيفية ضمان دمج أوكرانيا في أي عملية تفاوضية مستقبلية.
تحركات محدودة ونهج غير فعّال
وأشار إشينغر إلى أن التحركات الملموسة حتى الآن اقتصرت على مكالمتين هاتفيتين فقط: الأولى بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والثانية بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال: “مجرد مكالمتين – لا أكثر. كل شيء آخر لا يزال بحاجة إلى مناقشات وقرارات.”
كما انتقد النهج المتبع في التعامل مع ملف التفاوض مع روسيا، معتبراً أنه لم يكن على المستوى المطلوب من المهارة والحنكة الدبلوماسية. وأضاف: “كان بالإمكان التعامل مع هذا الملف بطريقة أكثر فاعلية.”
ورغم تحفظه على النتائج، دعا إشينغر إلى عدم التشاؤم، مشددًا على أن المسارات الدبلوماسية لا تزال مفتوحة، وأن هناك فرصًا لإحراز تقدم نحو حل سياسي للصراع.
توتر في العلاقات عبر الأطلسي
وفي سياق متصل، أثارت تصريحات نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، خلال المؤتمر، حالة من الاستياء والقلق بين العديد من القادة الأوروبيين، بعد أن وجه انتقادات حادة لأوروبا.
وفي ختام الحدث، صرّح رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، كريستوف هويسغن، بأن خطاب فانس ترك انطباعًا بأن العلاقات والقيم المشتركة بين ضفتي الأطلسي لم تعد موحدة كما كانت في السابق.
ورغم هذه التحديات، يبقى السؤال الأبرز مطروحًا: هل سيتمكن المجتمع الدولي من بلورة مسار تفاوضي واضح لإنهاء الحرب في أوكرانيا، أم أن الأزمة ستظل عالقة في دائرة الجمود السياسي؟ الإجابة، كما يقول إشينغر، ستكشفها الأيام القادمة.